هل يصالح الرجاء جمهوره من بوابة الفوز القاري؟

محمد حميمداني

 يحاول فريق “الرجاء العالمي” المغربي تخطي فريق “شبيبة القبائل” الجزائري، و كتابة صفحات جديدة في سجل تاريخه الرياضي الإفريقي العريض، و هاته المرة من قلب دولة بنين، و ذلك خلال اللقاء المرتقب إجراؤه يوم غد السبت على أرضية ملعب “الصداقة” بالعاصمة البنينية “كوتونو” ، و الذي يندرج ضمن منافسات نهائي كأس الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم ، فهل سيصالح “الرجاء” جماهيره العريضة و ينقد موسمه الكروي من بوابة إنجاز قاري كبير ؟ .

 الأكيد أن اللقاء يأتي في ظل وضع صعب يعيشه الفريق الأخضر بعد هزيمتيه في “الديربي” المغربي أمام غريمه التقليدي “الوداد البيضاوي” والتي أسقطت الإطار الوطني “عموتة” من قيادة “النسر” وأتت بالتونسي للإدارة التقنية للنادي، وخروجه من مسابقات كأس العرش، وكمحاولة لإعادة الروح للفريق والاعتراف لجمهور الفريق الكبير بعشقه الجنوني للأخضر، والمصالحة معه، وإنقاذ موسمه الرياضي من بوابة هاته المسابقة القارية الهامة.

 وللإشارة فقد سبق للفريقين أن تقابلا خلال أربع مناسبات، في إطار دوري أبطال أفريقيا ، فاز خلالها الرجاء بمباراتين، فيما حققت الشبيبة الفوز في مباراة وحيدة، في مقابل تسجيل التعادل في لقاء وحيد.

 كما أن الفريق الأخضر يعول على الظفر بهاته الكأس الإفريقية ليرصع خزانة التتويجات القارية للنادي ، و كذلك الحصول على عائداتها المالية لتجاوز الوضع المالي الصعب الذي يعيشه الفريق ، خاصة و أن الرجاء عود جمهوره و الجمهور المغربي على أن يكون كبيرا جدا في مثل هاته اللقاءات الهامة ، إذ خاض الرجاء العالمي تسع نهائيات قارية ، فاز بسبعة منها ، و سيسعى ممثل كرة القدم المغربية في هذه المسابقة ، إلى الظفر بلقبه القاري الثاني ، بعد أن سبق له أن توج بنسخة سنة 2018 ، على حساب نادي “فيتا كلوب” الكونغولي ، فيما خسر نهائي دوري أبطال أفريقيا لسنة 2002 إضافة إلى خسارته للسوبر الأفريقي لسنة 1998 .

 ويجب التنبيه إلى أن “الرجاء البيضاوي” يمتلك في سجل إنجازاته الكبيرة، ثلاثة ألقاب بدوري أبطال إفريقيا، ولقبين في خضم منافسات كأس الكنفدرالية الإفريقية، ولقبين أيضا في إطار مسابقات السوبر الأفريقي.

 ويدخل “النسور الخضر” اللقاء مرصعين بسجل رائع خطوه خلال المراحل الإقصائية، دفاعيا وهجوميا، بتسجيلهم 19 هدفا، فيما لم تدخل مرماه سوى هدفين اثنين فقط، من أصل 12 لقاء أجراه الفريق في إطار كأس الكنفدرالية.

 ويعول الطاقم التقني التونسي على هاته الأرقام، إضافة إلى الحضور والخبرة الإفريقية في خلق الفارق، خاصة وأن عناصر فريق “الشبيبة” يفتقدون للخبرة المطلوبة على الصعيد القاري باستثناء الظهير الأيسر “محمد وليد بن شريفة” الذي سبق له أن شارك في دوري أبطال أفريقيا مع “شباب قسنطينة”.
و سبق “للقلعة الخضراء” أن تألقت على حساب الفرق الجزائرية قاريا ، بعدما أسقطت فريق “مولودية وهران” في موقعة النهائي من الكأس الإفريقية للأندية البطلة “عصبة الأبطال حاليا” سنة 1989 ، في أول تتويج قاري “للنسور الخضر” بنجومهم الكبار حينها “سعيد الصديقي ، التيجاني المعطاوي ، فتحي جمال ، ساليف نداي ، مصطفى خليف ، فوزي القدميري ، عبد الرحيم الحمراوي و الحارس آيت صالح …. “.

 و بالرجوع إلى المعطيات التقنية المرتبطة باللقاء ، فمن المنتظر أن تعرف التشكيلة الرسمية لفريق “الرجاء البيضاوي” غيابات هامة لبعض أعمدة الفريق بقرار من المدرب التونسي “سعد الشابي” ، من بينهم عميد الفريق “محسن متولي” ،و المدافع الليبي “سند الورفلي” ، و المهاجم “نوح وائل السعداوي” ، فيما تحوم شكوك حول مشاركة نجم الفريق الصاعد “زكرياء الهبطي” بسبب الإصابة التي تعرض لها في لقاء الفريق ضد فريق “بيراميدز” المصري ، برسم إياب نصف نهائي كأس الكنفدرالية ، في الجهة المقابلة سيفتقد فريق “الشبيبة” أيضا خدمات عنصرين أساسيين في الفريق ، و يتعلق الأمر بكل من “بدر الدين سوعياد” و “زكرياء بولحية” .

 “لسعد الشابي” ، المدير الفني لفريق “الرجاء البيضاوي” قال “سنحاول قدر الإمكان بلوغ حلم التتويج ، لأنه مطلب الأنصار و كافة جماهير الرجاء” ، فيما قال مدرب فريق “شبيبة القبائل” ، “دنيس لافان” ، إن فريقه “يحظى بالأفضلية البدنية عكس الفريق الخصم ، و سنكمل تحضيراتنا في كوتونو حتى نكون في الموعد الذي ينتظرنا” .

 تجدر الإشارة إلى أن تأهل فريق “الرجاء العالمي” للمباراة النهائية من كأس الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم ، قد جاء عقب فوزه الصعب على فريق “بيراميدز” المصري بضربات الجزاء (5 – 4) ، بعد انتهاء الوقت القانوني للقاء الإياب بالتعادل السلبي ، و هي نفس نتيجة لقاء الذهاب ، فيما حقق فريق “شبيبة القبائل” الصعود لهاته المباراة بعدما اكتسح فريق “كوتون سبور” الكاميروني ذهابا بنتيجة 3 – 0 و إيابا بحصة 2 – 1 .

 كما تجدر الإشارة أيضا إلى أن هذا اللقاء سيديره الحكم الجنوب إفريقي ، “فيكتور ميغال دي فريتاس” ، بمساعدة مواطنه “زاخيلي توسي”  و “سورو فانسوان” من دولة “ليسوتو” ، كما أن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) كان قد أكد أن الفائز في نهائي كأس الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم ، سيحصل على مكافأة مالية قدرها 1.25 مليون دولار .

 

التعليقات مغلقة.