نتائج التعب المزمن “غير المبرر”…

بقلم د. مبارك أجروض

هناك مجموعة من الأمراض التي يمكن أن تجعل الإنسان يشعر بالتعب المستمر، ففي كثير من الأحيان يشعر الإنسان بالتعب المستمر بالرغم من حصوله على ساعات كافية من النوم، من المعروف أن متلازمة التعب المزمن  Syndrome de fatigue chronique تسبب إحساساً بالتعب والإرهاق بشكل مستمر لدرجة تمنع المريض من القيام بالمهام اليومية العادية. وغالباً ما ترجع إلى الإصابة بمرض سابق خطير كالسرطان.

لقد أوضحت طبيبة الأعصاب الألمانية زابينه هيرتسيج أن متلازمة التعب المزمن عبارة عن ردة فعل للجسم على مجموعة من العوامل العاطفية والجسدية، مشيرة إلى أن التعب المرضي هو التعب، الذي يستعصي على استراتيجيات التعافي المعتادة مثل نمط الحياة الصحي والنوم المريح وفترات الراحة المناسبة.

وأضافت هيرتسيج أن المريض يعاني من شعور دائم بالإرهاق حتى أن المهام اليومية تؤدي إلى الإرهاق السريع. ويتعذر على المريض تلبية المتطلبات على مدى فترة زمنية طويلة، ويمكن أن يكون ذلك أيضاً ترفيهاً أو أعمالاً منزلية أو أنشطة رياضية خفيفة. وخلال هذه العمليات تتناقص القوة بسرعة. وبشكل عام، ينخفض الأداء في الحياة اليومية بشكل كبير، كما تؤدي الأنشطة العقلية والبدنية الروتينية إلى “إجهاد غير مبرر”. ومن الأعراض أيضاً آلام في العضلات، وأحياناً الاكتئاب.

* تعاريف متنوعة

هناك كثير من التعاريف الطبية والتصنيفات للشعور بالتعب المزمن، مثل تعريف المؤسسة القومية للصحة بالولايات المتحدة بأنه الشعور بالإرهاق والإعياء وفقدان الطاقة. ولكن يظل التعريف الشائع والعملي والعلمي هو: الإحساس بالإرهاق أثناء، أو بعد، ممارسة الأنشطة المعتادة اليومية، أو الشعور بعدم كفاية الطاقة للبدء بممارسة هذه الأنشطة.
ـ الصعوبة أو عدم القدرة على البدء بالنشاط (أي الشعور الذاتي بالضعف).
ـ أو انخفاض القدرة على الحفاظ على النشاط (أي سهولة التعب).
ـ أو الصعوبة في التركيز والذاكرة والاستقرار العاطفي (أي التعب الذهني).

* أمراض خطيرة سابقة

ومن جانبها أوضحت طبيبة الأعصاب الألمانية زابينه كولر أن السبب في ذلك يرجع عادة إلى الإصابة بأمراض خطيرة سابقة مثل التصلب المتعدد والسرطان؛ حيث يتعين على المرضى التعافي من العلاج الطويل والمنهك.

ويعتمد تشخيص المتلازمة على عدد من الطرق مثل الجلسات واختبارات الانتباه لتشخيص وتوثيق الإرهاق الذهني؛ حيث يجد مرضى الإرهاق صعوبة أكبر في تنفيذ مطالب رتيبة بطريقة مركزة، فهم ينجرفون بشكل أسرع من الأشخاص الأصحاء، الذين يخضعون للاختبار.

وأشارت كولر إلى أنه لا يمكن علاج متلازمة التعب المزمن بسهولة؛ ففي البداية لابد من الإقرار بوجود المرض، وتوقع ما سيحدث للجسم بسبب ذلك، وتفهم المحيطين بالمريض لتقديم الدعم.

* بذل مجهود معتدل

وتنصح كولر المصابين بأن ينظموا حياتهم لتتواءم مع متلازمة التعب؛ فعلى سبيل المثال ينصح ببذل مجهود معتدل دون إرهاق الجسم. ويوصى أيضاً بممارسة تمارين خفيفة واستخدام أساليب الاسترخاء، مع المثابرة وطلب الدعم عند الحاجة وتغيير أسلوب الحياة وعادات النوم.

وتختلف العودة للحالة الطبيعية من حالة لأخرى، فهناك مرضى يجدون طريقهم للعودة إلى قدراتهم بعد فترة طويلة من الزمن، وهناك من يعود، ولكن ليس بنفس المستوى السابق.

ويجب على المرضى معرفة نوع فترات الراحة، التي تساعدهم وكيف يمكنهم إعادة شحن طاقتهم، وهو ما يزيد ثقتهم في أنفسهم ويخرجهم من سيطرة الإرهاق عليهم

* عوامل الخطر

تتضمن العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بمتلازمة التعب المزمن ما يلي:

ـ العمر: يمكن أن تحدث متلازمة التعب المزمن في أي عمر، لكنها تؤثر بشكل أكبر على البالغين في سن الشباب إلى الكهولة.

ـ الجنس: تُشخَّص النساء بمتلازمة التعب المزمن أكثر بكثير من الرجال، لكن قد يكون السبب هو أن النساء يبلغن عن ظهور تلك الأعراض إلى الطبيب بمعدل أكبر.

* متى يجب زيارة الطبيب

قد يكون الإرهاق عَرَضًا لأمراض كثيرة مثل العدوى أو الاضطرابات النفسية، في هذه الحالة يُرجى زيارة الطبيب إذا كان هناك شعور بالإرهاق بصورة مستمرة أو في حالة زيادة حدته.

 

التعليقات مغلقة.