لا يجب معالجة التهاب النسيج الخلوي منزليا

بقلم د. مبارك أجروض

 

التهاب النسيج الخلوي هو عدوى بكتيرية شائعة تصيب الجلد، ويُحتمَل أن تكون عدوى خطيرة تصيب الجلد. تبدو البشرة المصابة متورمة وحمراء اللون، وعادةً ما تكون ساخنة ومؤلمة عند اللمس. وعادةً ما يصيب التهاب النسيج الخلوي الجلد في منطقة أسفل الساقين، ولكن قد يظهر أيضًا على الوجه أو الذراعين أو أي منطقة أخرى. تحدث العدوى عندما تسمح تشققات موجودة بالجلد للبكتريا بالدخول.

إن عدم معالجة التهاب النسيج الخلوي قد يتسبب في انتشاره إلى العُقَد اللمفية ومجرى الدم، ليتحول سريعًا إلى مرض يهدد الحياة. لا ينتشر المرض عادةً من شخصٍ لآخر، لكنه سرعان ما يصير مصدر إزعاج؛ إذ إنه قد يؤدي لدخول المستشفى في بعض الحالات. وشدّد الأطباء على ضرورة الامتناع عن معالجة هذا الالتهاب في المنزل، نظرا لما قد ينطوي عليه ذلك من تبعات وتداعيات، ربما تتسبب في زيادة تفاقم المشكلة فيما بعد.

* التهاب النسيج الخلوي

أوضحت طبيبة الأمراض الجلدية المعتمدة في ميامي، لوسي شين، أن التهاب النسيج الخلوي هو عدوى بكتيرية مزعجة، ومؤلمة للغاية في بعض الأحيان، تصيب الجلد، كما أنها عدوى شائعة الانتشار، حيث يتم تسجيل ما يقرب من ربع مليون حالة إصابة سنويا.

والفارق الرئيس بينها وبين باقي أنواع العدوى أنه وبينما تظهر أعراضه وعلاماته بوضوح على سطح الجلد، فإنه في الأخير عدوى تصيب الطبقات العميقة من الأدمة والأنسجة الموجودة تحتها، وأحيانا يمكن أن تتعمق وتصل لمناطق مثل العضلات. ومع هذا، فهو ليس التهابا معديا، ولا يمكن أن ينتقل من شخص إلى آخر.

* أسباب حدوث التهاب النسيج الخلوي

قالت دكتور شين إن هذا الالتهاب ينتج عادة عن بكتيريا تخترق الجلد عبر جرح مفتوح أو عبر منطقة بالجلد غير ملتئمة تماما، وبعدها تبدأ تلك البكتريا في الانتشار والوصول للدهون والأنسجة الأعمق الموجودة بالأسفل، لينتج عن ذلك التهاب النسيج الخلوي.

وهناك نوعان من البكتيريا يقفان في الغالب وراء ذلك الالتهاب هما  StaphylocoqueوStreptocoque، ومعروف أنهما يتواجدان عادة على الجلد وفي الأغشية المخاطية للأنف والفم. وحال كان هناك فتحة أو جرح بالجلد – نتيجة التعرض لإصابة – فإنه يسهل على تلك البكتيريا الدخول ومن ثم التسبب في الالتهاب.

* ظهور التهاب النسيج الخلوي

أشارت طبيبة الأمراض الجلدية المعتمدة في نيويورك، ماري هاياج، إلى أن التهاب النسيج الخلوي يبدأ بألم وطراوة في الجلد، ثم ينتشر بسرعة، ويظهر معه احمرار، تورم وألم. فيما لفتت دكتور شين إلى علامة أخرى تصاحب التهاب النسيج الخلوي، وهي الشعور بدفء، إلى جانب تسرب سائل أصفر اللون من منطقة الجرح المفتوح، منبهة إلى أنه حال ترك الالتهاب دون علاج.

ستظهر بثور، نقاط حمراء صغيرة وربما فجوات على الجلد، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه، فقد تظهر أعراض أخرى منها الحمى، الغثيان والقيء. ورغم ندرة حدوث ذلك السيناريو، لكن يبقى من الوارد أن ينتقل هذا الالتهاب إلى مجرى الدم؛ ما يؤدي إلى تعفن الدم وربما إلى الوفاة.

* أعراض التهاب النسيج الخلوي

تشمل العلامات والأعراض المحتملة لالتهاب التهاب النسيج الخلوي، والذي عادةً ما يصيب جانبًا واحدًا من الجسم، منطقة حمراء من الجلد تأخذ في الاتساع، تورُّم، ألم في حالة لمس موضع الكسر، الألم، الدفء، الحُمّى، البقع الحمراء، البثور وتَرَصُّع الجلد.

* مضاعفات التهاب النسيج الخلوي

قد تُؤدي نوبات التهاب النسيج الخلوي المتكررة إلى تلف نظام النزح اللمفاوي وتُسبب تورمًا مزمنًا في الطرف المصاب. ونادرًا ما تَنتشر العدوى إلى الطبقة العميقة من الأنسجة التي تُسمى بطانة اللفافة. تآكل الأنسجة البشرية هو مثال على إصابة الطبقة العميقة. وتُعد حالة طوارئ شديدة.

* معالجة التهاب النسيج الخلوي

أولا وقبل أي شيء، يجب ألّا تحاولي معالجة هذا الالتهاب بنفسك في المنزل؛ لأنه لن يستجيب للعلاجات المنزلية؛ إذ إنه عدوى جلدية داخلية تتطلب تناول مضادات حيوية عن طريق الفم. وإذا لم يُعالَج بشكل سليم، فإنه قد ينتشر أكثر ويؤدي لمزيد من المضاعفات والأعراض الحادةلذا من الضروري استشارة طبيب جلدية بأسرع وقت ممكن، خاصة إذا ظهرت لديك أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا.

إذ تكون المضادات الحيوية الفموية علاجا كافيا في حالة التعامل مع الالتهاب مبكرا. ومع هذا، فإن هناك بعض الأمور التي يجب القيام بها في المنزل، فمثلا لو كانت الإصابة بالالتهاب في أحد الأطراف، فيجب في تلك الحالة الإبقاء على هذا الطرف المصاب مرتفعا عند مستوى أعلى من مستوى القلب للمساعدة في تقليل التورم، الإبقاء على المنطقة المصابة نظيفة وجافة وأخذ كل المضادات الحيوية الموصوفة لك.

التعليقات مغلقة.