طرق الوقاية من سرطان الرئة

بقلم د. مبارك أجروض

الوقاية من السرطان هو مصطلحٌ يُعبّرُ عن اتخاذ مجموعة من الإجراءات اللازمة لتقليل فرصة الإصابة بالسرطان، والتي يمكن من خلالها تقليل أعداد الإصابات الجديدة ضمن مجموعةٍ من الأفراد؛ مما يُعطي الأمل والتفاؤل بتقليل أعداد الوفيات الناجمة عن الإصابة بالسرطان، ويشار إلى أنه تم معرفة طرق الوقاية من معظم أنواع سرطان الرئة؛ إلا أنّه يوجد حتى الآن بعض الأنواع التي لم يتم التعرف على طرق الوقاية منها بعد، وإنّ اتخاذ بعض الإجراءات كتغيير عوامل الخطر التي يمكن التحكم بها قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان الرئة؛ ومع ذلك قد تظهر الإصابة بسرطان الرئة عند بعض الأفراد الذين لا يملكون عوامل خطرٍ واضحة. ومن المؤكد أنه ليست هناك وسيلة أكيدة للوقاية من سرطان الرئة، ولكن يمكن أن تحد من المخاطر في الحالات التالية:

* الامتناع عن التدخين

يُعدُّ تجنب التدخين أفضل طريقةٍ للوقاية من سرطان الرئة؛ حيث يساهم الإقلاع عن التدخين في تقليل خطر الإصابة بسرطان الرئة، وذلك بصرف النظر عن مدة التدخين؛ ففي كل سنةٍ يتوقف فيها الشخص عن التدخين تقل فرصة الإصابة بالأمراض الخطيرة؛ كسرطان الرئة، وبشكلٍ مستمرٍ مع التقدم بالعمر، وبعد عشر سنواتٍ من الإقلاع عن التدخين تقل فرصة الإصابة بسرطان الرئة للنصف مقارنةً بالفرد المدخن، كما يُنصح بذلك حتى إن تم تشخيص الفرد بسرطان الرئة أو أثناء فترة العلاج منه؛ فقد تبيّن أنّ التوقف عن التدخين يزيد من فعاليّة العلاج الكيمياوي، وتجدر الإشارة إلى ضرورة تجنب التدخين بنوعيه المباشر وغير المباشر أو ما يعرف بالتدخين السلبي لما له من أثرٍ في زيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة.

الإقلاع عن التدخين

التوقف عن التدخين في الحين، لأن الإقلاع عن التدخين من شأنه التقليل من خطورة سرطان الرئة، حتى إذا كان الشخص يدخن منذ سنوات، وعليه التحدث مع الطبيب في شأن الاستراتيجيات والعوامل المساعدة على الإقلاع عن التدخين، وتتضمن هذه الخيارات المنتجات البديلة للنيكوتين والأدوية ومجموعات الدعم.

تجنب التدخين السلبي

إذا كان الشخص يعيش أو يعمل مع شخص مدخن، فعليه حثه على الإقلاع عن التدخين. وعلى أقل تقدير، أن يطلب منه التدخين خارج المكان الذي يتواجد فيه، تجنب المناطق التي يدخن فيها الأشخاص المدخنون، مثل الحانات والمطاعم، والبحث عن أماكن خالية من التدخين.

اختبار المنزل للتحقق من مستوى غاز الرادون

لا سيما إذا كان الشخص يعيش في منطقة حيث يُعتبر الرادون مشكلة.

تجنب المسرطنات في العمل

على الشخص اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية نفسه من التعرض للمواد الكيميائية السامة في العمل، اتباع الاحتياطات المتبعة لدى صاحب العمل، على سبيل المثال، إذا تم إعطاء الشخص قناعا للوجه للحماية، فعليه الحرص على ارتدائه دائمًا، كما على الشخص أن يسأل طبيبه عما يمكنه فعله لحماية نفسه في العمل، وبالطبع تزداد احتمالات تلف الرئة من المسرطنات في مكان العمل إذا كان الشخص مدخنًا.

اتباع نظام غذائي غني بالفاكهة والخضروات

على الشخص اختيار نظام غذائي صحي غني بالفاكهة والخضروات.. وتُعتبر المصادر الغذائية الغنية بالفيتامينات والمواد المغذية هي الأفضل.

القيام بممارسة الرياضة معظم أيام الأسبوع

إذا لم يقم الشخص بممارسة الرياضة بانتظام، فعليه البدء بالممارسة تدريجيًا وببطء، ومحاولة ممارسة الرياضة معظم أيام الأسبوع.

* اعتماد أسلوب حياة صحي

يُنصح بالمحافظة على وزن الجسم ضمن المعدّلات الصحيّة والطبيعيّة للوقاية من سرطان الرئة، ويتم ذلك من خلال اتباع نظامٍ غذائي صحي يتضمن مجموعة من الخضار والفواكه، إضافةً إلى الأطعمة الغنيّة بالمواد الغذائيّة والفيتامينات الطبيعيّة، بينما يُنصح بتجنّب أخذ جرعاتٍ كبيرةٍ من المكمّلات الغذائيّة وأقراص الفيتامينات لأنّها قد تسبّب الأذى للفرد؛ فقد تبيّن أن إعطاء مكمّلات بيتا كاروتين إلى المدخنين الشرهين يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة لديهم، كما يُنصح بالبدء بشكلٍ تدريجي بممارسة الرياضة بانتظامٍ معظم أيام الأسبوع، حيث يُنصح معظم البالغين بممارسة التمارين الهوائيّة متوسطة الشدّة لمدّة 150 دقيقة على الأقل في الأسبوع، مع ممارسة تمارين القوّة يومين في الأسبوع على الأقلّ.

* فحص التحرّي عن سرطان الرئة

يُقصد بالتحرّي إجراء فحصٍ للكشف عن مرضٍ معيّنٍ دون وجود أعراضٍ أو تاريخ إصابةٍ بالمرض لدى الفرد، وتكمن أهميّته في الكشف المبكّر عن المرض، وبالتالي زيادة فرصة استجابة الجسم للعلاج بشكلٍ أفضل، ويتم إجراء فحص التحري عن سرطان الرئة باستخدام جرعاتٍ منخفضةٍ من التصوير المقطعي المحوسب اللّولبي أو الحلزوني، ويتضمّن هذا الفحص التقاط مجموعةٍ من الصور لأجزاء الجسم الداخليّة باستخدام الأشعّة السينيّة، ثم يدمج الحاسوب هذه الصور للحصول على صورةٍ ثلاثيّة الأبعاد ومفصّلةٍ تكشف عن أي أورامٍ أو اختلالاتٍ في الجسم، وتمتاز أجهزة التصوير المقطعي المحوسب ذات الجرعات المنخفضة بأنها تعتمد على كميّاتٍ أقلّ بخمس مرّاتٍ من الإشعاع المُستخدم في أجهزة التصوير المقطعي المحوسب التقليديّة، ومن الجدير بالذكر أنه لا يُنصح بإجراء التصوير بالأشعّة السينيّة وفحوصات البلغم بهدف التحرّي عن سرطان الرئة للأفراد المعرّضين لارتفاع خطر الًإصابة بسرطان الرئة.

التعليقات مغلقة.