فعالية “الكرفس” في علاج السكري ومجموعة من المزايا الصحية

محمد حميمداني

 مرض السكري من أكثر الأمراض شيوعا في وقتنا الراهن و هو يصيب الأشخاص من مختلف الأعمار ، و ينجم عن عدم قدرة الجسم على إنتاج كمية كافية من الأنسولين ، الأمر الذي يؤدي إلى مجموعة من المضاعفات الصحية القوية التي قد تصل في حالات صعبة إلى حدوث غيبوبة ، في المقابل يعتبر “الكرفس” من المنتوجات الطبيعية التي تلعب دورا هاما في مثل هاته الحالات ، فما هي أهمية هاته المادة ؟ و كيف يمكن أن تساهم في العلاج من السكري و مجموعة من الأمراض ؟

يعتبر الكرفس نباتا من فصيلة الخضروات المنخفضة السعرات الحرارية و السكريات ، لذا ينصح العديد من الأطباء و خبراء التغذية باستعماله كوجبةٍ لمرضى السكري .

 و قد أفادت مجموعة من الأبحاث التي أجريت في هذا الباب إلى أن تناول مستخلص الكرفس قد يخفض مستويات السكر في الدم لدى كبار السن المصابين بمرحلة ما قبل السكري ، و هو ما أظهرته نتائج دراسة طبية نشرت في مجلة Saudi Medical Journal  سنة 2018 ، حيث أوضحت الدراسة أن أوراق الكرفس ساهمت في خفض مستويات “الجلوكوز” في الدم لدى كبار السن المصابين بمقدمات السكري ، و هو ما فسره الباحثون على أن الكرفس قد يساعد على خفض مستويات السكر في الدم من خلال التأثير في امتصاص الجلوكوز من الأمعاء ، و ليس عن طريق تحفيز إنتاج الأنسولين في البنكرياس .

 و تجدر الإشارة إلى بعض المركبات الموجودة في الكرفس غنية بالمغنيزيوم ، الذي يلعب دورا هاما في التحكم بنسبة السكر في الدم ، كما أنه يساعد على زيادة استجابة الخلايا للأنسولين ، و يلعب دورا هاما في تنظيم مستويات السكر في الدم لاحتوائه على الكالسيوم ، و كميات هامة من معدن المنغنيز ، كما يوجد فيه معدن النحاس و الحديد و بداخله “يود” ، فضلا عن احتوائه على العديد من أنواع الفيتامينات المفيدة للجسم من قبيل “فيتنامين أ” و “فيتامين ب” و “فيتامين ج” ، كما يعتبر مادة مهدئة للأعصاب فضلا عن وجود نسبة عالية من المياه به ، و لا يحتوي على الدهنيات ، إلا بقدر ضعيف جدا ، لا يشكل أدنى ضرر على الجسم .

 كما يحتوي الكرفس على مركبات “الفلافونويد” التي قد يساعد على تقليل خطر التلف التأكسدي لخلايا “بيتا” في البنكرياس ، و هي الخلايا المسؤولة عن إنتاج الأنسولين ، فضلا عن تنظيم مستويات الجلوكوز ، كما أنه جد فعال في تنظيم مستويات الضغط لاحتوائه على الكالسيوم و البوتاسيوم و المنغنيز ، و هي معادن تساعد على خفض الضغط و تنظيمه ، كما أنه يعمل على خفض نسبة الكوليسترول في الدم ، إضافة إلى احتوائه على مادة تسمى الكومارينس التي تساهم في الوقاية من أمراض السرطان ، كما أنه غني بالصوديوم و البوتاسيوم اللذان يساعدان الجسم على التخلص من السوائل الزائدة بداخله ، و يعمل بالتالي على تنظيف الكلي من الأتربة و الحصي ، و يعد علاجا فعالا لمرض الجهاز التنفسي  نظرا لاحتوائه على فيتامين “س” .

 

و لتنشيط جهاز الهضم و مساعدة المعدة على التخلص من الغازات ينصح بإضافة ملعقة ذات حجم صغير من بذر الكرفس إلى كأس ماء مغلي و تركها مدة عشرة دقائق و بعدها نقوم بتصفيته و نشربه عند الإحساس بأن هناك انتفاخ في المعدة ، و يقضي أيضا على الحموضة في المعدة ، إضافة إلى فعاليته في القضاء على الأرق ، و يساعد على خفض درجة الحرارة في الجسم من خلال شرب عصير الكرفس لمرتين أو ثلاثة مرات في النهار الواحد ، و ينصح العديد من الخبراء بتناوله أثناء فترة الصيف لأنه يعمل على ضمان توازن الحرارة داخل الجسم ، كما انه يعد علاجا فعالا في حالة الإمساك إذ يعمل على تخليص الجسم و الكلى من السموم ، إضافة إلى ذلك يحتوي الكرفس على نسبة عالية من “الكيرسيتين” الذي يعد أحد مضادات الأكسدة القوية التي تساعد على زيادة امتصاص الجلوكوز في الكبد ، و تحفيز إفراز الأنسولين .

 و يوفر الكرفس العديد من الفوائد الصحية حيث أن السعرات الحرارية به منخفضة ، كما أنه غني بالألياف و بمضادات الأكسدة ، و بفيتامين “ج” المضاد للأكسدة ، و بالعديد من الكيميائيات النباتية ، إلا أنه لا ينصح باستعماله بالنسبة للذين يعانون من الحساسية اتجاه بعض النباتات ، كما أن استهلاك زيت الكرفس أو مستخلصات بذوره قد تكون له انعكاسات خطيرة بالنسبة للحوامل ، كما أن الإكثار من استعماله قد تنجم عنها انقباض في الرحم ، و حدوث حالة إجهاض ، كما ينصح عدم استعماله أثناء فترة الرضاعة الطبيعية .

 و لإعداد مشروب الكرفس نحتاج ل 300 غرام من هاته المادة إضافة إلى 6 حبات من الليمون .
أما طريقة تحضيره فهي كالتالي :
 يغسل الكرفس جيدا ثم ينقل في وعاء نظيف و يعصر عليه الليمون .
 تضاف كمية مناسبة من الماء إلى الخليط و يترك على النار حتى الغليان .
 بعد ذلك نهدئ النار و يترك الخليط ينضج لمدة ساعتين ثم يصفى .
 يترك المشروب ليبرد تماما ثم يحتفظ به في زجاجة في الثلاجة .
 يؤخذ ملعقة من الخليط يوميا قبل الإفطار بنصف ساعة ، و الاستمرار على هذا النظام لمدة شهرين و ستلاحظين ضبط مستويات السكر في الدم و الشعور بصحة أفضل .

 

التعليقات مغلقة.