وفي ذلك ليتنافس المتنافسون شعار مساهمة نساء الجالية المغاربية في بناء مسجد الأخوة بلامينو بستراسبورغ

الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون – ستراسبورغ فرنسا

وفي ذلك ليتنافس المتنافسون شعار مساهمة نساء الجالية المغاربية في بناء مسجد الأخوة بلامينو بستراسبورغ،مساهمة في بناء مشروع مسجد الأخوة بلامينو مسجد الأمة مستقبلا لجميع الناس. وإنصافا للحق قامت السيدات حرائر الجالية برمتهن بمساهمتهن الخاصة وبطريقتهن النوعية، بمرافقة أخيها الرجل وعدم التخلف عن الركب لتكون جنبا لجنب معه في السراء والضراء، سندا ودعما له حفظهن الرحمن، ومن بين هاته الالتفاتات ببصمتها الخاصة أنموذجا للمرأة بمسجد لامينو بستراسبورغ. 

تمهيد:

تقف الإرادة العامة والرغبة الملحة لنشاط المرأة بأرض المهجر وديار الغربة عامة بستراسبورغ بفرنسا أنموذجا, أمام برنامج عمل إنساني اجتماعي خيري ثقافي توعوي تحسيسي بالدرجة الأولى يحمل الكثير من الطموحات والتطلعات لتحقيق الفائدة المرجوة والنجاح في الحياة, بإبراز مواهبهن وقدرتهن والتأكيد على أن المهام والمسؤوليات المنوطة بها محل الإهتمام الجاد والتفاعل المثمر والسعي الحثيث لترجمة تصورات الأهداف المسطرة بأجندة برامج عمل لكسر الجمود ورفع تتحدى كل الصعاب المعيقة المقيدة لحرية تحرك المرأة بكل أريحية وفقا لفطرتها الخدماتية التي خلقت لها وأنشت عليها وتربت وترعرعت بين أحضانها. ومحي المعيقات التي خلفتها الأوضاع والظروف القاهرة في ظل جائحة كوفيد19 والحصار المفروض على التحرك والحجر الصحي المانع لأي نشاط مهما كان نوعه. إلا أن العزيمة القوية للمرأة المهاجرة العربية المغاربية، الإسلامية، الإفريقية.

ظلت تقوم بالمحاولات المستمرة لإيقاف هذا المنع وذلك بخلق بيئة سانحة لنفض الغبار عن الركود والجمود الذي خيم على الجميع. وهو الأمر الذي تواجهه النساء عامة والمرأة المغاربية خصوصا بخلق النشاط النسوي الجماعي والفردي بمزيد من الإصرار على العمل الدؤوب والتواصل والاستمرار بثبات وخطى مستمرة على نهج السلف وخطى الأمهات حفظهن الله جميعهن.

ومن بين النشاط النوعي النسوي. النشاط المسجدي التطوعي، الاجتماعي، الإنساني، الثقافي عامة.

وخلف هذا النشاط المستمر الهادف البناء والمثمر التي تقوم به قوافل النساء برمتهن ومن جميع الجهات باختلاف ألسنتهن ورؤيتهن وأفكارهن. تقف السيدات الفضليات التي لهن تجاربهن وخبراتهن الخاصة الناجحة بطريقتهن الذكية في نشاطات متوالية ومتكررة على الدوام لأجل العمل على تأكيد قدرتهن والسعي إلى النجاح بتألق ورقي عالي، ضمن سلسلة حلقات متنوعة من النشاط المتنوع والمكثف. حلقات مستندة إلى خطط ورؤى تتعامل مع الواقع واحتياجاته والحاضر ومتطلباته والقادم وطموحاته.

ولذلك استطاعت النساء بستراسبورغ بمسجد الأخوة بلامينو. أن تنفض الغبار و ترفع الغطاء وتحرك المياه الراكدة، وتتقي بيئتها الملوثة، بقيامهن للنشاط المبرمج بالتطلع إلى النتائج والفوائد المرجوة منه , بخطط عملية تؤسس للنجاح الواقعي لا العشوائي الذي يتطاير في الهواء و يذهب مع مهب الرياح , هباء منثورا.

من هنا بهذا المنبر الحر والفضاء المفتوح وبهذا المنطلق وضعت السيدات أولى لبنات اهتماماتهن للنشاط النسوي المشهود له، بتفعيل الجانب الاجتماعي الإنساني عامة والثقافي خاصة, لما لهما من أهمية كبيرة في تكوين الشخصية النسوية عامة برمتها, المنبثقة من نبع المرأة المسلمة المثقفة ,الواعية والمدركة المرتبطة بأصولها المتجذرة والمتمسكة بالهوية التاريخية والعقيدة الإيمانية وبالإرث الأسري من التراث الإسلامي للعمل التطوعي والثقافي الاجتماعي وبنزعتها العربية وقيمتها التاريخية التي لا تحيد عنها مهما كانت أينما حلت ورحلت بأرض الله الواسعة.

وضمن برامج وأجندة النشاطات والفعاليات المقامة جاءت مجهودات السيدات بخطوات واثقة وخطى ثابتة لا مبدلات ولا مغيرات، وذلك بتنظيم برامج التوعية والتثقيف عامة لأجل تنمية المواهب وإبراز القدرات، للحماية من الانزلاق و الوقاية من المخاطر و الكوارث التي لا يحمد عقباها لاسيما في ديار الغربة أمام الأبواب المفتوحة على مصراعيها للحرية و التقليد الأعمى الغير محمود وما شابه ذلك , والسعي لرعاية الإبداع النسوي وتوجيههن لخدمة المسجد خاصة لأجل قضايا الأمة والمجتمع عامة.

ومن أبرز النشاطات المقامة. نشاط الفضاء المفتوح بالهواء الطلق نهاية كل أسبوع, الذي شرع فيه منذ رفع الحظر الصحي والسماح بالنشاط والتجمعات كسابق عهدها في كل مناسبة, ومن بين هاته الأنشطة التي دعينا لها برفقة مرافقنا الخاص الأخ عمار الشاب المتطلع لآفاق واسعة و خدمات مسجدية تطوعية في سبيل الله في حياة والدته ورضاها, والتي استضفنا فيها باستقبال حار وترحيب من فضيلة الشيخ الأستاذ صالح فأي والأستاذ مجيد أمين المال لجمعية المسجد والدكتور عليون باه المؤلف الأكاديمي أستاذ الفلسفة و حضور المقدم العم عمار و الحاج عبد القادر أحد أعمدة المسجد, لفعاليات النشاط الذي أختتم بأفضل الأيام العشرة من ذي الحجة لعام 1442/2021 يوم التروية عشية وقفة عرفة بارك الله لهم في عملهم وجعله في موازين حسانتهم.

إذ شهد البرنامج المسطر لنهاية الأمسية، تنظيم نشاطات متنوعة منها معارض زاخرة بالثقافة الإسلامية والعربية والوطنية ومحطات الصمود الشخصي في مواجهة العوائق والمثبطات، تمثلت في مجموعة مصاحف هدايا وتشكيلة كتب وقواميس ومعاجم لتعليم اللغة العربية وباقي العلوم باللغتين ومناهج تربوية وألعاب ترفيهية هادفة في أصلها لتكوين شخصية الفرد عامة والطفل خاصة.

كما خصصت أجنحة للنساء والفتات منها للزينة بحنة العيد ونقوشها المغاربية والعربية الأصيلة ومجموعة عطور وبخور وباقي الإكسسوارات للمرأة المسلمة المحافظة على أصالتها وأناقتها لعفتها وحرمتها. من خمارات وسجدات صلاة ومحارم. وجناح للأطفال من ألعاب تركيب ومكياج تنكر دون أن يحرموا من حقهم في المهجر والألعاب البهلوانية التي استمتعوا بها وقضوا معها ساعات طوال دون توقف ولا كلل ولا ملل آدام الله أفراحهم و بهجتهم ببراءتهم الطفولية.  إضافة إلى جناح بلونات عيد مبروك وحلوياتهم الخاصة قطع مشكلة رفقة لحية بابا (Barbe à papa et Friandises)

كما خصص جناح للمأكولات والمشروبات مما أختير وأقتني لمثل هاته المناسبات من سندويشات وأطباق وجبات خفيفة. ناهيك على فنجاين القهوة وعبقها العربي وكؤوس الشاي المشحرة بالنعناع. برفقة المسمن والبغرير وما رافقهم من أنواع التي لا يحلوا التذوق بدونها. وهنا لابد من الإشارة والإشادة بدور أخوها الرجل بوقفته الشامخة مرافقا ومساعدا وطاهيا ومقدما حتى لا تخلوا بصمته من المشاركة الفعالة التاريخية لهذا الحدث التاريخي المبهر المجون بصفحات السجلات الذهبية ليحاكي الأجيال على مر العصور.

و استكمالا للفرحة العارمة لجناح معارض السيدات و منافستهن في الاختيار و حسن الانتقاء من جودة و نوعية معرض أطباق الحلويات و تشكيلاتها المتنوعة مما جادت به نساء الجالية المغاربية وما أبدعته وتفننت فيه أنامل الحرائر الفضليات. أطباق مسيلة للعاب ومشهية لا يمكن مقاومتها و لا المرور عليها مرور الكرام, أما بتذوقها فلا يمكنك الاستغناء عنها إلا و تسارع في اقتناء ما لذ وطلب منها لإدخال الفرحة و البهجة و السرور على أفراد العائلة عامة و لتزين موائد عيد الأضحى المباركة منها لإحياء العادة وتقاليد السلف من الجود و الكرم.

وخلاصة لما سلف ذكره وسرده ,فإن أهمية قيام هذا النوع من النشاط و إلتفاته النوعية الفريدة, هي تخصيص مبالغ المبيعات و المعروضات التي فاقت آلاف اليورهات لصندوق التبرعات مساهمة منهن في بناء المسجد الجديد, مسجد الأمة مستقبلا الجامع لشمل كل الجاليات و الفعاليات بمختلف أنواعها وجنسياتها و ألوانها و ألسنتها و لكل الإنسانية والأخوة برمتها مصداقا لقوله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم إنما المؤمنون أخوة  و إن المساجد لله بعيدا عن أية عنصرية ولا تهميش ولا تقسيم كل عياد الله سواسية لا فرق بين أحد إلا بالتقوى.

هذا من جهة و من وجهة أخرى هو غرس ثقافة العمل التطوعي الخيري في نفوس الجيل الصاعد عامة و الفتيات خاصة و للقيام بكل المهام الإنسانية و لأجل تدربيهن و تعلميهن على القيام بالمساهمة الفعالة في مثل هاته المواقف الإجتماعية العامية مصداقا لقوله و يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة

لفتة خاصة ومساهمة تاريخية مؤرشفة منقوشة بأحرف من ذهب.

لم تتوقف النشاطات عند ما ذكر بنشاط فضاء الهواء الطلق, فهناك مجموعة من الأفكار والرؤى التي تحرك الضمير و تقوي العزيمة لتخاطب المستقبل بطموحات جامحة للإستمرار أولا ولتوسيع النشاطات ثانيا لتصل بإذن الله إلى أعلى ذروتها وإيصال صدى صوتها خارج الأسوار من وراء جدران المسجد وما يليه من وراء البحار لباقي الضفاف بأرجاء بقاع المعمورة. تنوع نشاط نسوي بفعاليات جديدة منها مساهمة رائدات المسجد و متعلماته و طالباته بطريقتهن الخاصة في المساهمة الفعلية لأجل النهوض بالمشروع و تحقيق أهدافه المرجوة و الشروع في وضع لبنة حجره الأساسي في موعدها التاريخي المحدد إن شاء الله يوم 02 أكتوبر 2021 لم تبقي هاته الفئة مكتوفة الأيادي و لا متأخرات عن الإلتحاق بركب أخواتهن من الحرائر المتبرعات المساهمات فقمن بمشاركتهن ووضع بصمتهن هن الأخريات إذا بطلب وتنشيط وتشجيع من السيدة الفاضلة حرم العم الحاج عبد القادر حفظهم الله ورعاهم وعلى طريقة الأمهات وسلفهن الصالحات وضعت التبرعات في جرة تقليدية فاقت ألاف اليورهات حسب ما صرح به السيد مجيد على الملاء ساعة تقيم حصيلة الحسابات والمبالغ المحصلة التي فاقت 219.000.00أورو لحد الساعة يومها من مجموع المبلغ الإجمالي للمشروع المقدر بثلاثة ملايين وثلاثمائة ألف يورو 3.300.000.0.

رجل الصمود الأب الروحي سند الجميع و أيقونة العمل التطوعي برؤية وشهادة السيدات:

ولمواجهة التحديات بالطموحات وبالعزم والإصرار، يظهر المهتمون والداعمون والراسخون الرجال الواقفون وقفة الشموخ كالطود عند كل مناسبة و حدث منهم فضيلة الشيخ الأستاذ صالح فاي, بكل ما قدم وأهتم ودعم ووجه منذ اللحظات الأولى لنشاط المسجدي. ومن ثم جاء إهتمام السيدة مغنية أحمد لدعم والمرافقة و الإشراف,التي تقف مساندة ومهتمة بالمهمة رفقة طاقمها النسوي من الأخوات الفضليات ,للتغلب على أي مشاكل يعيق وذلك بتوفير الإمكانات المعنوية والتشجيعية قبل كل شيء كجرعة أكسجين تتنفس بها الصعداء.

بصمة نسوية منقوشة في الذاكرة

بصمة محفورة بالأرقام في السجل الذهبي المشرف لهؤلاء النسوة الأخوات الفضليات على ما بذوله من مجهود فعال في نجاح الأمسية عامة والمعرض و فكرة التبرع بقيمة المبيعات مساهمة في مشروع بناء المسجد منهن السيدات الأختين مغنية وفاطمة صدقي- ناصرة مشتون – و ملكة الرحماني بواسطة فصيلة الشيخ صالح. وللإشارة ذكرن على سبيل المثال لا الحصر حتى لا نظلم باقي الأخوات الفضليات اللواتي لم نتشرف بالتعرف على أسمائهن إحتراما وتقديرا لمكانتهن وسمعتهن حفظهن الرحمن وجزاهن الله خيرا.

وبقضاء الأمسية التي إنطلقت فعاليتها من الصبيحة لغاية الغروب بكل فرح وبهجة وسرور , فرحة النشاط, وفرحة النجاح ,وفرحة تحقيق الهدف وفرحة القيمة المعنوية التي لا تضاهيها أية أفراح مهما كان نوعها, وبختام فقرة الأستاذ صالح فاي في مواعظه اليومية للتذكير بفضائل عشرة ذي الحجة و صوم يوم عرفة و الإستعداد لقيام شعيرة عيد الأضحى بكل أريحية بعيدا عن زيغ أو تباهي أو تفاخر الذي يمحي الحسنات ويذهبهن أختتمه بدعاء شامل مسك ختام وترحم على الأموات و شفاء للمرضى و قضاء حاجات و تيسير أمور و تسهيل كل الصعاب .

و ختامها مسك على واقع الصور التذكارية بين الإخوة وتبادل العنوانين, أسدل الستار على فعاليات الطبعة على أمل اللقاء مجددا في مناسبة قادة مستقبلا عن قريب بإذن الله.

تحية شكر وعرفان و تقدير لجميع الأخوات السيدات الفضليات ولجميع نساء الجالية دون إستئناء على وقفتهن وبصمتهن و دورهن الفعال في خدمة المجتمع جازهن الله خير و جعل عملهن في موازين حسانتهن. 

 

…