أولمبياد طوكيو بين  الإصابات بكورونا و موجة الاحتجاجات الشعبية

محمد حميمداني

 افتتحت فعاليات أولمبياد طوكيو 2020 ، يوم الجمعة 23 يوليوز الحالي ، وسط هلع كبير بين الاتحادات و المشاركين نتيجة نسب الإصابات القياسية المسجلة بفيروس كورونا ، و في ظرف وجيز ، و الاحتجاجات الشعبية على تنظيم أولمبياد “الموت” بالعاصمة اليابانية حيث أعلن عن ارتفاع نسبة الإصابات بالفيروس .

 و هكذا فقد أعطيت الانطلاقة الرسمية لأولمبياد طوكيو الذي ستقام فعالياته خلال الفترة الممتدة من 23 يوليوز الجاري و إلى غاية 8 غشت المقبل ، بعد قرار إلغائه المتخذ خلال السنة الفارطة نتيجة تفشي جائحة كورونا ، و تسجيل نسب قياسية في عدد الإصابات بالفيروس حينها ، كل هذا يأتي وسط غضب شعبي من تنظيم الأولمبياد في هذا الظرف الموشوم بالفيروس العالمي المكتسح للأبدان .

 و كانت اللجنة المنظمة قد قالت ، إنه “تم اكتشاف 17 حالة جديدة ليصل إجمالي الإصابات المتعلقة بالبطولة إلى 123” ، بحسب ما أوردته وكالة “رويترز” ، على الرغم من تطمينات المسؤولين باتخاذهم لإجراءات صحية صارمة ، و تصريحاتهم السابقة بمرور هذا الحدث الكوني ، الذي ينظم مرة كل أربع سنوات ، في أحسن الظروف .

 الواقع الصحي باليابان سجل هو الآخر تزايدا في عدد الإصابات بالفيروس و خاصة في العاصمة طوكيو ، التي أعلنت فيها حالة طوارئ صحية منذ يوم الاثنين الماضي ، و ستستمر إلى غاية 22 من شهر غشت المقبل .

 ظروف الجائحة فرضت أن تجري فعاليات الاولمبياد وسط صمت و حزن ، بلا صخب جمهور ، و لا تشجيعات محبين ، و في ظل رقابة صارمة لعشرات الآلاف من المشاركين من رياضيين و رسميين و صحافيين  .

تجدر الإشارة إلى أن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني “توماس باخ” كان قد أقر خلال اجتماع للجنة انعقد في العاصمة اليابانية بـما وصفه “شكوكا” و “قضاء ليال بلا نوم” بسبب التحضيرات المضطربة لاستضافة أولمبياد طوكيو ، مضيفا أن القرار المتخذ و غير المسبوق بتأجيل الألعاب صيف 2020 أثبت أنه أكثر تعقيدا مما كان يعتقد .

 اليابان التي كانت تمني نفسها بإقامة هاته الألعاب وسط صخب المشجعين و في تحد لفيروس كورونا ، و أن تجعل المناسبة محطة و رمزا لتحدي و مواجهة العالم لكورونا ، و التي حاولت و إلى آخر لحظة تحقيق حلم التمني بمعانقة الألعاب للجماهير إلا أنها استسلمت في النهائية لقوة الفيروس لتقرر إجراء مختلف المسابقات بلا جمهور بسبب موجة تفشي متحورة “دلتا” ، ليعم الصمت العالم ، و تسود الكآبة أجواء طوكيو ، في مشهد أشبه بالجنائزي لألعاب اعتادت على تشجيع الجماهير لتحطيم الأرقام القياسية ، و التي لن تحلها “خدمات البث الأولمبية” و ضوضاء الجماهير الاصطناعية في أماكن المنافسات ، و مشاهد تشجيع عبر “سيلفي” مرسلة من كل بقاع العالم .

التعليقات مغلقة.