الجالية الإسلامية من المسجد الكبير بستراسبورغ تحيي عيد الأضحى بين شوق الحنين إلى الوطن وفرحة التواصل بالأهل. 

على غرار باقي الشعوب الإسلامية بربوع بقاع المعمورة إستعد المسلمون طيلة أيام العشر من ذي الحجة للإحتفال بشعائر عيد الأضحى المبارك، الذي يعد أكبر وأهم مناسبة إحتفالية. المناسبة التي تعني الكثير لشعوب العالم الإسلامي, ولا تقل أهمية بالنسبة للأقليات المسلمة في ستراسبورغ من قبل الجاليات المغاربية العربية والمسلمة في أروبا. 

إحتفلت الجالية المسلمة عامة والمغاربية خاصة المقيمة بستراسبورغ وضواحيها بفرنسا بعيد الأضحى المبارك، حيث أدى المصلون صلاة العيد بعدد من المساجد المتواجدة بستراسبورغ, على سبيل المثال المسجد الكبير , روبتسور- الأخوة بلامينو – والرحمة بهوت بيار, وسط أجواء إيمانية وروحانية خاصة كباقي مساجد العالم. 

وتعتبر فرنسا من أكثر الدول الأوروبية التي تكثر فيها المساجد والمراكز الإسلامية بسبب زيادة عدد المسلمين من وقت لأخر. يتشكلون من عديد دول العالم وأكثرهم من بلاد المغرب العربي والمشرق ودول أسيا وأفريقيا، واليوم ومن خلال مسجد ستراسبورغ الكبير بفرنسا الشهير أدى المسلمون صلاة عيد الأضحي للعام الهجري 1442 هـ /الموافق 2021 ميلادي في تمام الساعة الثامنة بالتوقيت الفرنسي. 

ففي مدينة ستراسبورغ عاصمة الإتحاد الآروبي بمنطقة الألزاس بالراين ,القريبة من مدينة كال الألمانية, عقب صلاة الصبح فتحت المساجد أبوابها ومساحاتها المخصصة لأداء صلاة العيد, إنطلقت تكبيرات وتهيلات العيد, كما إتجه عدد كبير من المصلين بمختلف جنسياتهم وألوانهم نحو المسجد الكبير بستراسبورغ, أم مساجد ستراسبورغ, أكبر مسجد تاريخ وأصالة وشهرة, المسجد الجامع للشمل, ومثال السعي لتوحيد الصفوف ومحو الفوارق الإجتماعية والعرقية ونبذ الخلافات برمتها, أين كان طاقم المسجد برمته رئيسا وأعضاء ومستخدمين ومتطوعين في إستقبال المصلين وخدمتهم لتوجيههم, وتذكيرهم في إطار الصالح العام بضرورة إرتداء الكمامة الواقية داخل المسجد حفاظا على صحة وسلامة الجميع. حيث أدوا صلاة العيد وأستمعوا لخطبتي العيد باللغتين العربية والفرنسية لغير الناطقين بالعربية من المقيمين, التي ألقاها الإمام الخطيب فضيلة الشيخ خليلو سيلا, للحديث عن فضل الأيام العشرة لذي الحجة التي أخصنا الله بها ويوم عرفة وتصديق رؤية أبينا نبي الله سيدنا إبراهيم الذين سمانا المسلمين وإمثتاله لأمر ربه وطاعة الإبن إسماعيل الذبيح لأبيه, مصدقا لقوله تعالى( أفعل ما تؤمر يأبي ستجدني إن شاء الله من الصابرين). كم تحدث عن خطبة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في أخر خطبة الوداع, وإختتمها عن ضرورة الصفح والتسامح والتعايش السلمي والتشبث بالهوية الإسلامية وجدورها الضاربة في الأعماق وثقافة الدينية سلفنا رحمهم الله وتلقينها للأبناء قصد التمسك بحبل الله تعالى. ليكونوا خير خلف لخير سلف. 

وبهذه المناسبة السعيدة عقب الإنتهاء من الخطبتين وتهنئة الإمام للجميع. تقدم الأستاذ علا سعيد رئيس لجنة المسجد والأستاذ ولقاضي مصطفى من إطارات طاقم المسجد ومنشيطه, بإعلان الفرحتين, فرحة عيد الأضحى المباركة وفرحة إعادة إفتتاح مقرات المسجد القدير وتحويله إلى مرافق عمومية خدماتية لفائدة الجميع الجالية وغير الجالية في التعليم والعلم والمعرفة مركز علمي, ثقافي, تكوين ومركز للشباب وباقي الخدمات لمتعطشي التعلم للقرآن الكريم ولعلوم الدين واللغات ولاسيما العربية والقيام بأبواب مفتوحة لزيارته يومي السبت والأحد نهاية الأسبوع لتمكين الجميع من الإطلاع والمعرفة على مشروع المستقبل لجميع الفئات. 

 كما قاموا بتقديم أجمل التهاني والتحايا والتباريك للجالية المسلمة عامة بستراسبورغ بمناسبة عيد الأضحـى المبارك متمنين لهم الهناء والسعادة وموفور الصحة وكل عام والجميع بألف خير. أين كان لنا بفضل نصيب من تهانيهم إضافة لمقابلة عميد الجالية ورائد المسجد الأب الروحي العم الحاج محمد حسيبوا والعم علي التونسي والعم الحاج أحمد منصور وخيرة شباب المسجد كل من الطالب أنس وحمامة المسجد البرعم ريان وغيرهم. 

ومباشرة بعد خطبتي العيد تبادل المصلون التحايا والتهاني بهذا الحدث السعيد، كما إنصرف البعض ممن تحصلوا على عطلة ووقت بزيارة ذويهم والأقارب والأحباب والمرضى ببيوتهم وتقاسم أجواء هذا اليوم. 

تختلف كل منطقة بفرنسا عن غيرها في طريقة تعاملها مع الجاليات المسلمة التي تعيش على أراضيها بخصوص عيد الأضحى، ولكنها تشترك في بعض الأمور التي تتعلق خاصة بمنح التراخيص الخاصة بعملية نحر الأضاحي، وهو ما يجعل من مناسبة عيد الأضحى ترتبط بتعامل الدولة مع المناسبات التي يفترض أن يحتفل بها المسلمون، لو أخذنا مناسبة عيد الأضحى في فرنسا سنجدها لا تخصص عطلة خاصة لعيد الأضحى إلا ما رحم ربي لبعض المسلمين أرباب العمل، وهي المسألة التي تؤرق الكثير من المسلمين، والذين عادة ما يرتبطون بمواعيد عمل أو دراسة أو مهمة خلال العيد وهو ما يحرمهم من أداء الشعيرة وحرمانهم من صلاة العيد. 

ومن ضمن مظاهر الإحتفالات فى ستراسبورغ ومع إقتراب عيد الأضحى خصصت المساجد منها المسجد الكبير بستراسبورغ ومسجد روبرتسو ومسجد الأخوة بلامينو لفضيلة الشيخ صالخ فاي , بتنشيط حلقات ودروس موعظة ومحاضرات خاصة بالمناسبة، تناولت مفاهيم الدين والتاريخ الإسلامي وفضائل العشرة من ذي الحجة وتمساك وتضامن وتأزر المسلمين فيما بينهم. 

حتى لو إختلفت مظاهر عيد الأضحى في فرنسا مقارنة بالإحتفالات في الوطن الأم، فالميزات الأساسية تظل ثابتة ولا تتغير، منها إجتماع العائلة وفرحة الصغار بالعيدية والمحافظة على العادات الراسخة والتقاليد الجميلة التي لا يمكن الإستغناء عنها، والحرص لتوريثها إلى الأجيال الصاعدة، ومن طقوس العيد الحنة والزينة والحلاقة للنساء واللباس لأطفال والكحل والسواك للرجال، والمسك والبخور والعطر للمنزل والطيب وأجود الروائح للجميع والتي لا يمكن لعيد الأضحى أن يمر من دونها مرور الكرام حفظ الله أهلنا ورحم الله سلفنا. 

التسوق وتحضيرات العيد: 

حيث في كل عام وما يحمله العيد من معان روحية إيمانية دينية وإجتماعية وثقافية، فبات يعني الكثير للعائلات والأسر والأهالي وعموم الجاليات الإسلامية بإختلاف ثقافاتهم وعاداتهم وتقاليديهم والتي لايمكن الأستغناء عنها ولو بالشيء القليل, مما أعطى الفرصة لإصحاب محلات بيع المواد الغذائية والمأكولات والحلويات والروائع و العطور وغيرها من مستلزمات العيد ( منها المحلات الشرقية والعربية خصوصا) مصدر خدمات ومقصد الجميع. حيث تكتظ المحلات بالمتسوقين كما تزداد الحركة قبيل أيام من العيد وحتى المتاجر الستراسبورغية والمراكز التجارية أصبحت تقوم بعروض خاصة بالشعائر الدينية للمسلمين بسبب الإقبال الشديد على المشتريات في هذه المناسبات. 

الكثير أستعد الإحتفال بعيد الأضحى لهذه السنة1442هـ/2021م، في سياق ظروف إستثنائية، متسمة بمنع إنتشار وباء كورونا، الذي أثر بشكل كبير وعلم على الجميع. ورغم كل شيء لم يفسد كوفيد19 حفل عيد الأضحى، لكن كان الحذر مطلوب بسبب الأزمة الصحية وتداعياتها بإحترام البروتكول الصحي والتدابير الأمنية من كمامة وغيرها إلخ…….. 

واللافت أن عيد الأضحى تزامن هذه السنة مع العطلة الصيفية، وهو ما شكل بالمناسبة السماح للجاليات بالإجتماع بالأهل والأحباب وصلة الرحم، مما سهل المهمة ومكن الجميع من التزاور والتغافر بأريحية. 

الجالية و الأضحية : 

كباقي مدن باقي فرنسا تحرم الجالية الإسلامية من نحر أضحيتها بيدها وحضور نحرها ونظرا لحالات المنع والحرمان وتشديد الخناق على ذلك قامت السلطات بإصدار قرار هاته بمنع الذبح في جميع المذابح والأماكن والترخيص بإستناء الذبح في مذبح هاقنوا وللمخالفين تسليط عقوبة وغرامات مالية ردعية لايمكن تحملها. مما إضطهر المضحين للجوء للجان المساجد التي تكفلت بشراء الاضاحي ونحرها عيابة عنهم وتسليها لهم مقال وصل ورقم في ثاني وثالث ورابع أيام العيد وكل عام والجالية بخير,عيد سعيد مبارك أعاده الله علي الجميع بالخير واليمن والبركات 

الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون – ستراسبورغ فرنسا. 

التعليقات مغلقة.