الفساد و كورونا تفجران مظاهرات ضد الرئيس البرازيلي “بولسونارو”

محمد حميمداني

تجددت ، أمس السبت ، المظاهرات المطالبة بمساءلة الرئيس البرازيلي “جايير بولسونارو” و رحيله ، وسط فضائح فساد تتصل بجائحة كورونا تفجرت خلال الأسابيع الماضية .

 يأتي هذا في ظل تراجع شعبية الرئيس ، المنتمي لأقصى اليمين ، و  هي الاحتجاجات التي تفجرت عقب انكشاف فضائح فساد مرتبطة بكورونا .

 و هكذا فقد ملأ المتظاهرون شوارع عدة مدن برازيلية ، و للأسبوع الرابع على التوالي ، في احتجاجات قوية بدعوة من أحزاب يسارية و نقابات ، للمطالبة بعزل الرئيس اليميني المستهدف بتحقيق على خلفية الاشتباه بأنه غض الطرف عن اختلاس أموال عامة مرتبطة بشراء لقاحات ضد وباء كورونا ، و تعتبر هاته التظاهرات هي الثانية خلال أقل من شهر ، و قد رفع المحتجون خلالها شعارات مطالبة برحيل “بولسونارو” هاتفين “لا للدكتاتورية” .

 كما تأتي وسط تراجع مهول في شعبية الرئيس الحالي و التي هوت إلى أدنى مستوياتها أمام منافسه الرئيس اليساري السابق “لويس إيناسيو لولا دا سيلفا” ، و الذي ترشحه استطلاعات الرأي للظفر بالمقعد الرئاسي خلال الانتخابات الرآسية المقبلة .

 و للإشارة فالرئيس البرازيلي ، “بولسونارو”، يواجه تحقيقا في مجلس الشيوخ حول احتمال وجود شبهة فساد مرتبطة بصفقة لشراء لقاح هندي ضد كورونا .

 كما تجدر الإشارة إلى أن كورونا و سياسات “بولسونارو” المنتهجة في مجال محاربة الجائحة ، و تشكيكه الدائم في خطورة المرض ومعارضته لوضع الكمامة و إجراءات التباعد الصحي ، قد أودت بحياة أكثر من 500 ألف برازيلي .

 المظاهرات عمت 20 من أصل 26 ولاية برازيلية ، و حمل المحتجون خلالها صورا للرئيس على هيئة “شيطان” ، كتب عليها بالبرتغالية “إبادة جماعية .. بولسونارو” ، و أكد خلالها المحتجون أنهم لن يغادروا الشوارع “إلا عندما يغادر بولسونارو المنصب الذي اغتصبه” .

 في “ريو دي جانيرو” ، إحدى أكبر المدن البرازيلية ، ارتدى حوالي 10 آلاف شخص ، خرجوا لشوارع العاصمة الاقتصادية ، ملابس حمراء و وضعوا كمامات ، حاملين شعارات منها “اخرج أيها المجرم الفاسد” و “لا أحد يستطيع تحمّل المزيد” ، منددين بسياساته الصحية و الاقتصادية و الاجتماعية و الارتفاع المهول في نسب البطالة ، مطالبين الدولة بمزيد من المساعدات لمواطني البرازيل الفقراء .    

 و يشار أيضا إلى أن هاته الاحتجاجات تأتي بعد أسبوعين من مظاهرات داعمة للحكومة دعا لتنظيمها “بولسونارو” نفسه في محاولة لاستعادة جزء من شعبيته المنهارة و التي وصلت إلى 24 % وفق آخر استطلاع للرأي أجراه معهد “داتا فولها” ، و الذي أكد أن 49 % من السكان يطالبون بعزله ، فيما يعارض الأمر 46 % ، و الذي رجح فوز الرئيس السابق اليساري “لولا دا سيلفا” في انتخابات سنة  2022 .     

التعليقات مغلقة.