أمقبول سقوط كابول؟؟؟/الجزء السابع

برشلونة : مصطفى منيغ                                                                                                                                            

التَّوقيتُ السِّياسي موعد شديد التَّلاحُم ، مع انطلاق حدث مُنتج للتَّزاحم ، على وضعيةٍ سَبَقَ التَّخطيط لها من لدن مُغامر للمخاطر مُقتَحم ، لا يتحمَّل مسؤولية الجديد فيها ما دام الدليل عنه مُتَفحَِّم ، أصبحَ في علم الرحمان الرحيم .

… “طالبان” في حاجة لتوفيتٍ طويل المَدَى قد يستغرق لسنوات حتى تتمكَّن من بسط السيطرة على جميع التراب الأفغاني المعقَّد التضاريس ، الجامع شعباً مُتباين العقليات ، العديد الولاءات ، الكثير أللارتباطات العلنية منها كالسرية بعديد من دول الجوار ، صعباً لا يمكن التحكُّم فيه بمنهجية نظامٍ واحد ، وقد تركته الولايات المتحدة الأمريكية فسيفساء من المفاهيم غير القابلة للانصهار في مفهوم واحد ، إلا بمرور توقيتٍ قد يطول ، حسب الظروف ومستجدات الأوضاع الجديدة المعقَّدة منها كالبسيطة ، ولنا في العراق النموذج الحيّ ، مع اختلاف درجات الوعي بين مواطني البلدين ، بإضافة محدودية التغلغل الإيراني داخل أفغانستان عكس العراق .

… “قطر” في حاجة لصرف المزيد من الأموال لتتزعَّم قافلة التحكّم عن بُعد في تلك الجماعة الحاكمة الآن في كابول ، الغير المتحكِّمة بعد في كل الجغرافية الأفغانية ، مما سيترتَّب عنه (بعد توقيت لاحق) عجز قطر الواضح ، المؤثر لا محالة على استمرارها في نطاق مشروعها السياسي المحلي بما ستواجهه من متاعب احتضان المنتسبين لجماعة الإخوان المسلمين مادياً ،  إن كانوا في فلسطين أو تركيا أو تونس أو ليبيا أو الجزائر أو بعض دول الإتحاد الأوربي أو كندا أو استراليا أو المملكة المتحدة ، كتخطيط أمريكي يُنهي الملفّ المتعلِّق بأمن نُظُمٍ عربية من بينها جمهورية مصر العربية ، التي لها في افعانستان مِن مواطنيها ما اعتبرتهم ولا تزال خطراً على أمنها القومي ،  دون ذكر أسماء ابرز زعمائهم ، الغير مستبعد لأيّ تفاوض مصري قطري أفغاني  في شأنهم ، كما حصلَ أو يُقارب ما حصلَ بين مصر وتركيا في ذات الموضوع ، يهمّ تسليم أو إبعاد قيادات سياسية وإعلامية معارضة للرئيس السِّيسي على طول الخط ، لذا ستنشغل “قطر” الإمارة الصغيرة بما سيكبِّر حجمها المعنوي ، لتشكِّل َفطباً متخصِّصاً في معالجة أي أمرٍ دولي متعلق بهذا الشأن ، الذي طوَّقت به عنقها النحيف ، بحبل أمريكي سميك لغايةٍ ستُدركها ، كما أدركت المملكة السعودية جزءاً لا يُستهان به ، من اللُّعبة الخطيرة التي أقحَمت نفسها فيها ، التاركة إياها الآن الحل المُتبقَّي لها التقرَّب إلى إسرائيل ، إن رغبت الابتعاد عمَّا سيلحق بها في توقيت ليس بالطويل ولا البعيد .  (يتبع)

التعليقات مغلقة.