قف انتخابات 2021 حينما تتذمل الحقائق فتجرف أواق الكذب باسم الحق في القنيطرة الجزء الأول

بقلم: محمد حميمداني

 

نقف اليوم على أبواب استحقاقات ستفرز ما تفرز من تجاذبات و تحالفات و هدم و بناء ، لمصلحة من يا ترى ستقفل الصناديق و تفتح الأسئلة المغيبة قسرا ، و نحن نطل على ذاك المخزون البشري المكثف رقما و المعروض في سوق التداول للمساءلة أكثر منه للتصويت ،تتلون الوجوه بألوان التيارات ، و تتلوى بشارات و رموز علت كل الأزقة و الأدرب و الشوارع و السيارات و الفرق المتحركة و الراكدة في زمن العهر و التردي ، كيف لا و قد طالها الصدأ كما المقرات التي لا تفتح إلا لتغلق بعد انتهاء العرس و العشق المؤقت ، يطل علينا السدنة من كل صوب و بكل الألوان و بمختلف المساحيق لطلب المغفرة و تقديم القرابين ، و هم الذين أعطونا أسطع الدروس في الغياب و تغييب المصالح العامة ، عفوا مع حرصهم على مصالحهم البراغماتية .

تحضر الأسماء عبر خريطة مضرجة بأسهم المدح و التبجيل لأصحاب السعادة ممثلي الأمة غدا ، و هم يخترقون الأزقة بحثا عن صوت غيبوه خمس سنوات بقرار الرأسمال الثابت و البحث الآن في سراديب و مكنونات الفقر عن رأسمال متحول بتحول العلاقات النفعية و الحاجة إلى السيولة ، لتمثل الصور كما الأزقة الموغلة في القفر و الفقر من خلال كل الوسائل المباشرة و غير المباشرة لقتل الإنسان باسم الإنسان ، و قتل الحق باسم الدفاع عن الحق الذي لا يصبح في لغة الكراسي إلا المزيد من تركيم الثروة على حساب باقي المجتمع و بأوسخ الطرق الممكنة ، ليسقط المواطن في حضن اللاتناهي في دائرة المعاناة التي تمتد من رحلة البحث عن الشغل في المواقف الواقفة و الراكدة ركود هم الانتماء و بناء الوطن  ، حيث يجد المواطن نفسه أمام فيسفساء ألوان قاتمة ، ما يوحدها هو فقاعة لونها كما شعاراتها المنسوخة و التي تسمى بهتانا برنامجا ، و التي لم تعد تحرص حتى على الحفاظ على الجزء اليسير من الكرامة الإنسانية و الروح الوطنية الصادقة الهادفة إلى بناء الوطن و الإنسان .

على امتداد خريطة هذا الوطن الجريح تتجدد الذكريات كما الذمل التي تلوث جسدنا المنهك فقرا و جهلا و مرضا و تشردا ، فيطل علينا سدنة و خدام المصالح الميامين ، الآملين و الطامعين في التمديد لمدة خمس سنوات إضافية ، يسألون النذر و العفو عند المقدرة و الوعد بالجنة القادمة ، سائلين الله حسن الخاتمة.

تتهاوى ناطحات الوهم الموشوم بالجراح عبر مسلسلات الكذب و البهتان و الأماني الوردية المعسولة التي لا تعني إلا تنمية الرساميل على حساب الوطن و المواطن.

نقف لنأخذ العبر من الألوان المتناثرة عبر أدرب عاصمة الغرب ، و من خلالها نبحث عن المؤسسات في أدربها الحزينة فلا نجد غير القبيلة تزحف من خلال أشخاص ارتبطوا بها فصيروها كما الوطن مهووسة بلغة الانجذاب القسري إلى أزقة لا انتماء للعاشق الفقير الباحث عن رغيف خبز و كرامة لفضاءاتها ، فتصبح المؤسسات رهينة أسماء احتوت مراكب الحملات فصارت عربون أو بوابة اغتراب ممتد عبر كل التيارات من عدالة و تنمية حققت الريع باسم محاربة الريع ، فأضحت بذلك وكرا للهجوم على مقدرات الشعب باسم التضرع للشعب و التباكي عليه باسم آلامه ، لحظة التصويت و وضع أختام سنوات إضافية من تركيم الثروة ليس إلا ، و استقلال لم نطل منه إلا مسلسل ألف شباط و شباط و شباطة و رحلة تغيير “الميزان” إلى “الزيتونة” عل و عسى تستطيع بركتها إعادة التوازن لعجلات تعطلت في العاصمة العلمية ، فحملت لنا بذلك مهزلة المهازل التي زفت لنا نذر القبيلة و جعلته بذلك موزعا ما بين المصالح ، و كأن الأمة لم تجد بسخاء القيادة و الهبات إلا من خلال دواليب فرسان القبيلة ، و ما دون ذلك يبقى مجرد رعاة أغنام و ماعز و ظأن و حراس معبد القبيلة ، لا فرسانها طبعا ، لتقتل المؤسسات من خلال الشخصنة و الأسرية و تفطم الدولة على ولاءات القبيلة و الذين و الملة فتتحول بذلك إلى دولة أشخاص منها إلى دولة مؤسسات مع الرحيل الجماعي من و إلى “البازارات” الحزبية ، ليمتطي في ظل هذا التعفن الشامل رأسمال “المصباح” البارحة “التراكتور” ، و كأن الأمر يتعلق بتغيير “الآلة و الطبلة” و ليس تغيير الجوهر الثابت المعيق للبسمة الشعبية و لكل إمكانية لبناء الدولة و المؤسسات ، لأن المنطق السائد سياسيا هو منطق القبيلة و الفئة و الطائفة و الأسرة منها إلى الشعب و الأمة ، منطق أقرب إلى هيمنة سلطة المال وقوته على دولة الشرعية من خلال إفساد المال لكل علاقة تروم البناء و التغيير و إحلال نقطة ضوء ساطعة في زمن المسخ و العهر السائد فينا و من خلالنا عبر أبواق كرست هوس القبيلة و الأفخاذ و هلم جرا من كل مصطلحات النفعية التي لا تبني بالمطلق مؤسسات و لا وطن .

التعليقات مغلقة.