“كزناية” و رحلة الألف ميل ، هل التشبيب كاف لإعلان ميلاد الحياة

بقلم : محمد حميمداني

 

يبدو أن بعض رياح التغيير قد بدأت تعانق مشوار الألف ميل من المسار الوطني في إطار الاستحقاقات الانتخابية ، و التي لم يكن شباب في  مقتبل العمر يحلمون بخوض غمارها ، فما بالك في تحمل مسؤولية التذبير .

 

“محمد بولعيش” ، صاحب 29 ربيعا ، و ذو الملامح التي تحمل سنوات من البراءة و الحياة وجد نفسه بين تقاطعات عالم الأحلام و الهوس بعشق “كزناية” ، عمالة إقليم طنجة ، أصيلة ، يركب سفينة التحدي و يمخر عباب بحر الأحلام عله يصل الشاطئ ، متكئا على إرادته في تحطيم الصعاب و الرغبة في الوصول ، و دعم الحالمين بفضاء رحب جديد ، ليجد نفسه في قعر السياسة ، و في قيادة سفينة التنمية الجماعية بعد 15 يوما من الإنصات و الإقناع ، و بإرادة و همم الصادقين من “بوغاز المحبة” لتتطاير الفرحة و تمتزج مع الأمل كاسرة جمود شيخوخة عمرت ، و لكنها بقوة الإيمان طوت الرحلة المحمومة التي أصر الشباب على أن يؤثثوها بكل الآمال الجميلة .

 

بالفعل حمل ، يوم الاثنين ، الخبر المتطاير من غبار سباق نحو البيت الجماعي لترأسه و بالإجماع ، فهل ستكون الرحلة تغييرا يحمل البسمة و الآمال المفتوحة على مستقبل زاهر يرسم ملامح البسمة على الوجوه المتعبة ؟؟؟؟ .

 

ربما نعم و ربما لا ، كل التقديرات تبقى افتراضية ، لكن الأهم في الرحلة أنها أزاحت سنوات من الشيب و التدبير المتعفن التي لازمت حزام الفقر المنتشر ، “بولعيش” المقاول الشاب يحمل البشرى ، من خلال تصريح لوكالة المغربي للأنباء ، حاملا أن دخول المجال هو من أجل تغيير الأوضاع ، لكن يبقى السؤال أي وضع نقصد ؟ ، لأن الأوضاع و الوضعيات قد تتغير و لكن لفائدة من ؟ هل عموم المكلومين المصدومين بعهر الواقع ، أم أفراد يدخلون السوق “مكشطين” ليخرجوا و يغادروا بالفيلات و الأملاك و الحسابات البنكية ، نحن لا نصدر أحكاما لأن لنا الثقة في الغد و شبابه و شاباته ، و من حقنا أن نحلم و نتساءل و نساءل لأننا نحب الجميع و نرغب في رؤية البسمة مرسومة على كل الوجوه و الشفاه ، لكن ثقل الأزمات و توالي الصدمات علمتنا طرح السؤال و الانتظار .

 

ربما من حسنات هذا التكليف أنه تزامن مع درس الزلزال الذي سبق أن ضرب الجماعة بعد قرار الداخلية عزل الرئيس السابق ، قبل عدة أشهر ، رفقه عدد من نوابه بعد رصد اختلالات عدة في تدبير شؤون الجماعة و مساطر منح الرخص ، لكن السؤال المركزي هل سيكون بمقدور جيل المسؤولية الجديد أن يكون في مستوى ركوب التحدي و الإعلان عن ميلاد تنموي جديد يقطع مع صور الماضي الجارحة ؟ ، و يحمل لنا نسائم عبق ورود تنعش المكان و الجيوب فتورق شجرة البسمة بعد شحوب و نضوب قسري .

التعليقات مغلقة.