بين حسرة الإقصاء غير المستحق و الفخر بما صنعوه ، هناك قصة مشابهة تعود بنا لعقود من الزمن .!‎‎

فعلا من المؤلم أن نتحدى التاريخ في أكثر من مناسبة عازمين على الذهاب الى أبعد نقطة في البطولة ثم تقصينا جزئيات بسيطة ومتكررة وكأن التاريخ يعيد نفسه ليستعيد ذكرى مؤلمة تعود أصولها لمونديال مكسيكو 86 لما حاربنا كبرياء ألمانيا الغربية وجعلنا الحرب معهم سجال ثارة بالقنابل وثارة بالنبال لأزيد من 70 دقيقة قبل أن تقضي على أحلامنا قذيفة صاروخية أرضية من نوع هاون ساهم في وصولها للمرمى سوء تنظيم الجدار البشري الذي وقف أمام تلك التسديدة الغادرة بعد أن قدمنا مباراة كبيرة في دور الربع النهائي من كأس العالم آنذاك ..

لنزيد من سرعتنا سنوات وعقود وننتقل من مكسيكو 1986 الى ليتوانيا 2021 وهاته المرة كرة القدم داخل الصالات وبطولة كاس العالم، المنتخب المغربي في أوج توهجه الكروي يصارع كبار القارات الخمس، فبعد فوزه ببطولة أفريقيا وكأس العرب واحتلاله الرتبة الثانية في المجموعة الثالثة من كأس العالم وفرض التعادل على بطل اوروبا المنتخب البرتغالي بنتيجة 3_3 متحكما في زمام واطوار تلك المباراة جاء الدور على بطل العالم 5 مرات المنتخب البرازيلي والأمل كبير في بلوغ المربع الذهبي..

مباراة كبيرة كما صنع المغرب أمام ألمانيا في مكسيكو والحسرة أن ضربة خطأ أرضية وسوء تغطية دفاعية أدت إلى تسجيل الهدف الوحيد الذي قتل أحلام المغاربة كما حدث تماما في مكسيكو رغم سيطرة كلا المنتخبين وباختلاف الزمان والمكان وبتكرار نفس التسديدة وبنفس الطريقة ونفس السبب وتدمير جدار المغاربة وليس جدار برلين..

هو تشابه في الأحداث أثار حفيظتي وانتباهي لأننا لم نكن نستحق تلك النتيجة وكنا ابطالا ورجالا ولكن هي كرة القدم دائما ما ترخي بظلالها على أخطاء بسيطة وتافهة فتجعل تأثيرها حاسم ومجحف في حق من عمل وثابر واستأسد بشراسة

مبروك علينا بهذا المنتخب الرائع والقوي، نرفع لهم القبعة احتراما واجلالا وتعظيما بما صنعوه والحقيقة أنه ليس من السهل هزم منتخب سيطر ع كأس العالم لخمس نسخ وكان وصيفا لنسخة 2002 ويحتل الرتبة الثانية في تصنيف العالم خلف إسبانيا ..

كلها معطيات تجعلنا مفتخرين بأبناء هشام الدكيك وصنيعهم التاريخي

مراسل .مراد عشة

التعليقات مغلقة.