الصداع النصفي Migraine

بقلم د. مبارك أجروض

 

عادةً ما يُصيب الصداع النصفي Migraine نصف الرأس ، و هو مرض مزمن يتجلى في حالات متكررة من الصداع مصحوبًا بظواهر جسدية و نفسية ، كما أنه مرض شائع لدى حوالي 12% من الأشخاص و يعد الصداع النصفي من أشهر الأمراض التي يعاني منها الكثير ، مما يسبب ألمًا أو إحساسًا بالنبض و يقتصر الصداع النصفي على أحد جانبي الرأس ، كما يسبب الصداع النصفي حساسية مفرطة للضوء و الصوت و يصاحب بألم شديد يدوم لساعات و  يمكن أن تصل حدته إلى عدم القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية .

 

* أسباب الصداع النصفي

لا يوجد سبب واضح من أسباب الصداع النصفي ، و يمكن أن تختلف أسباب الصداع النصفي من شخص لآخر ، و سوف نذكر أشهر هذه الأعراض ، و هي حدوث تغيرات في الهرمونات خاصة لدى السيدات خلال فترة الطمث نتيجة لتغير الهرمونات في جسمهن ، التعرض للضغط العصبي و الاكتئاب أو القلق ، التعرض للتعب و الإرهاق المستمر دون أخذ قسط كاف من النوم ، فهو يعتبر من أهم أسباب الصداع النصفي و قد يتسبب إلى انخفاض ضغط الدم ، تناول بعض الأطعمة الغنية بالكافين أو تناول بعض الأطعمة التي تسبب الصداع النصفي مثل : الشوكولاتة ، الفواكه الحامضة ، تناول التدخين ، عدم الانتظام في مواعيد الأطعمة الصحية ، تناول بعض الأدوية الهرمونية مثل حبوب منع الحمل التي تعتبر من أسباب الصداع النصفي أيضاً ، و التعرض إلى الضوضاء و الأصوات المزعجة و الروائح فهي تؤدي إلى الصداع النصفي .

 

* أعراض الصداع النصفي

يؤدي الصداع النصفي إلى الشعور بعدة أعراض منها الإصابة بالإمساك ، التغير من الحالة المزاجية ، فقدان جزئي أو كلي للبصر ، اضطرابات في الرؤية ، الرغبة الشديدة في تناول بعض أنواع الطعام ، تيبس و تصلب الرقبة و زيادة الرغبة بالعطش الشديد و كثرة الرغبة في التبول .

 

* تشخيص الصداع النصفي

هناك عدة طرق للكشف عن أسباب الصداع النصفي و هي تشتمل على بحث الطبيب في البداية عن التاريخ العائلي للإصابة بالصداع النصفي ، و ما هي أسباب الصداع النصفي ؟ فيقوم بتشخيص الصداع النصفي بناء على تاريخ المريض الطبي و الأعراض التي يشعر بها و فحصهَ البدني و العصبي ، إجراء فحص التصوير بالرنين المغناطيسي للحصول على أفضل صور للدماغ و الأوعية الدموية . كما يساعد هذا الإجراء على تشخيص الأورام ، و حالات نزيف المخ و التهاباته، و السكتات الدماغية و غيرها من الأمراض المتعلقة بالجهاز العصبي و إجراء الفحص بالتصوير المقطعي و هو جزء من الأشعة السينية ليتم إنشاء صور مقطعية للدماغ يكتشف من خلالها عن أسباب الصداع النصفي . أيضاً يساعد هذا الإجراء الطبيب في الكشف عن أورام الدماغ ، و العديد من المشكلات الطبية الأخرى التي قد تسبب الصداع .

 

* أنواع الصداع النصفي

يمكن تصنيف نوبات الصداع النصفي إلى نوعين :

ـ الصداع النصفي من دون هالة migraine sans aura: يعتبر هذا النوع من الصداع أكثر الأنواع شيوعاً حيث يصاب فيه الشخص بـ 5 نوبات نموذجية و يستمر فترة الصداع النصفي من 5 ساعات إلى 72 ساعة أو أكثر حسب حالة الشخص ، و هنا يشعر المريض ببعض الأعراض منها الغثيان ، الحساسية من الضوء و الضوضاء و القيء ، يعرف هذا النوع بالصداع النصفي المزمن . و هو غير المصحوب بهالة و تزداد حدته عند الإفراط في الاستخدام المستمر لأدوية تخفيف الأعراض .

ـ الصداع النصفي المصحوب بهالة migraine avec aura: يصاب الشخص بنوبتين من هذا النوع من الصداع المصحوب بالأورة (aura) و من أعراضه الشعور بخدر أو تنميل أو اضطرابات في الكلام ، حدوث اضطرابات في الرؤية و يستمر هذا النوع من الصداع النصفي ما بين 5 دقائق إلى أقل من 60 دقيقة .

 

* طرق علاج الصداع النصفي

ـ العلاج الدوائي: تختلف طرق علاج الصداع النصفي باختلاف نوع و شدة الصداع الذي يصيب الشخص و تتضمن طرق العلاج الدوائي حيث يصف الطبيب بعض أدوية مسكنات الألم لعلاج أسباب الصداع النصفي و  لتخفيف و إيقاف الاعراض المصاحبة للصداع النصفي مثل: aspirine et acétaminophène و غيرها من الأدوية المسكنة ، تناول الأدوية opioïdes حيث تحتوي على codéine التي تساعد في علاج الصداع النصفي ، و لكن لا بد أن تؤخذ تحت إشراف الطبيب المعالج للحالة لأنها قد تسبب الإدمان ، تناول الأدوية الوقائية لتجنب الصداع النصفي و هي تتضمن على: أدوية التحكم في ضغط الدم و غيرها من الأدوية الوقائية ، الأدوية المعالجة للنوبات ، حيث يصف الطبيب هذا النوع من الأدوية لتجنب نوبات الصداع النصفي ، و تناول أدوية مضادات الاكتئاب و استخدام مضادات القيء في حالات الإصابة بالصداع النصفي المصحوب بالأورة و الذي يصاحب ظهور الأعراض التالية مثل: الغثيان و التقيؤ .

ـ تعديل نمط و سلوك الحياة: فلابد من الاهتمام بتعديل نمط و سلوك الحياة لتجنب الصداع النصفي و تشمل الاهتمام باتخاذ قسط كافي من الراحة و النوم لفترات كافية مع التحلي بالراحة وعدم الإجهاد، تجنب الضغط العصبي والتوتر والتحلي بالصبر ، تحديد مواعيد منتظمة للنوم ولتناول الأطعمة يوميًّا ، الاهتمام بتناول السوائل الطبيعة وشرب المياه الكافية على مدار اليوم للحفاظ على رطوبة الجسم، الاهتمام بممارِسِة التمارين الرياضية بانتظام ، خاصة التمارين التي تقلل من التوتر مثل اليوجا والسباحة ، وركوب الدراجات الهوائية ، العمل على تقليل شرب المشروبات المنبهة والإقلاع عن التدخين .

ـ العلاج بالطرق الطبيعية: يمكن علاج حالات الصداع طبيعياً عن طريق استخدام كمادات باردة على الجبهة أو الرقبة لتقليل الألم وتقليل تدفق الدم الذي يسبب ألم الصداع النصفي ، تجنب تناول الكافيين التي توجد في القهوة والشكولاتة والمشروبات وبعض الأطعمة ، الجلوس في غرفة معتمة وذات إضاءة بسيطة وهادئة ، تناول الأعشاب الطبيعية مثل الينسون والنعناع التي قد تساعد في الوقاية من الصداع النصفي أو الحد من أعراضه ، التحلي بالاسترخاء مع أخذ نفس عميق قد يساعد على استرخاء العضلات وتجنب السمنة وزيادة الوزن حيث تزيد من خطر الإصابة وهي أحد أسباب الصداع النصفي المزمن ، لذلك فإن الحفاظ على الوزن الصحي من خلال ممارسة الرياضة الصحيحة والعمل على اتباع نظام غذائي صحي يمدك بالفوائد الصحية وتجنب الإصابة بالصداع النصفي المزمن .

 

* طرق الوقاية من نوبة الصداع النصفي

للحماية من نوبة الصداع النصفي لا بد من الحرص على تناول الخضراوات الورقية الخضراء لما لها من دور هام في الوقاية من نوبات الصداع النصفي، النوم الجيد حيث تتراوح ساعات النوم الكافية على مدار اليوم ما بين 6 إلى 8 ساعات، ممارسة التمارين الرياضية مثل: اليوغا لأنها تقلل من نوبات الصداع النصفي لاحقاً، تناول الفيتامين B12 الذي يوجد في الحليب والسمك كما يساهم هذا الفيتامين في التقليل من خطر الإصابة بنوبات الصداع النصفي، الابتعاد عن تناول بعض الأطعمة مثل الجبن، ولا بد من تجنب الإضاءات الساطعة والضغط العالي والروائح القوية ، البحث عن الوقت الذي يمكن الاستمتاع به لمدة 30 دقيقة على الأقل كل يوم . ويمكن أن يكون ذلك في أكلة مفضلة أو ممارسة لعبة مفضلة أو تناول مشروب مفضل مثل: القهوة . وكذا القيام بشيء متميز يمكن أن يمتع قد يكون عبارة عن وسيلة طبيعية لتجنب الضغط العصبي .

 

* كيفية علاج الصداع النصفي عند المرأة الحامل

يمكن أن تصاب المرأة الحامل بالصداع النصفي نتيجة لتغيرات الهرمونات أثناء الحمل وفي حال كان العلاج الدوائي ضروريًّا ، فالطبيب يقوم بوصف دواء paracétamol بجرعة مخفضة أو ibuprofène. أما عن العلاجات الوقائية خلال الحمل فلا يلجأ الطبيب لوصف العلاج الدوائي إلا في بعض الحالات الشديدة .

في النهاية ينصح الأطباء دائما بطلب المساعدة الطبية إذا لم يوجد هناك أي تغييرات في التخفيف من الأعراض أو تقليل نسبة الإصابة بالصداع النصفي ، ويركز العلاج في المقام الأول في قسم المخ والأعصاب على تجنب أسباب الصداع النصفي من البداية ، وكيفية التحكم في الأعراض المصاحبة له وطرق علاجه .

“Le courage n’est pas l’absence de peur, mais le fait de triompher d’elle”.  N. MANDELLA

      CORDIALES SALUTATIONS

التعليقات مغلقة.