دراسة : لا علاقة لنوع الرضاعة بالإصابة بالسكري لدى الأطفال

محمد حميمداني

محمد حميمداني

 

لم تتوانى التحذيرات الطبية المتوالية من أخطار الاعتماد على الحليب الصناعي في التصاعد، و هاته المرة من خلال أحدث دراسة نشرت، تطرقت لفرضية وجود ارتباط بين حليب الأطفال الصناعي و مرض السكري من النوع الأول .

 

و قد أكدت الدراسة التي أعدها مركز السيطرة على الأمراض و الوقاية منها “CDC” إلى أن الحليب الصناعي ليس له علاقة بزيادة معدلات السكري من النوع الأول لدى صغار السن .

 

جاء ذلك مع تسجيل ازدياد نسب الإصابة بداء السكري من النوع الأول بين الأطفال، كما تم تسجيل ازدياد في حالات الإصابة بين الشباب الذين تقل أعمارهم عن 20 سنة و التي وصلت إلى 1.9% سنويا بين عامي 2002 و 2015.

 

و بالرجوع لداء السكري فهو يضم نوعان ، و النوع الثاني هو الأكثر انتشارا في صفوف الراشدين.

أسباب الإصابة بهذا النوع من الأمراض :

يمكن أن نسجل أن من أهم أسباب الإصابة بهذا النوع من السكري هو تغير نمط الحياة ، من جهة سوء التغذية و تغير عادات الأكل و السمنة و نمط الحياة غير النشطة ، و الإصابة تحدث عندما تصبح خلايا الجسم مقاومة للأنسولين الذي يفرز البنكرياس، و هو ما يعني النقص في نسب السكر التي تغدي الخلايا، و بالتالي ينتج ارتفاع نسب السكر في الدم .

 

و على العكس من الثاني ، فإن داء السكري من النوع الأول ليست له علاقة بتبدل العادات الغدائية أو أنماط الحياة ، بل هو اضطراب في المناعة الذاتية للأشخاص يتطور عادة لدى الأطفال أو الشباب.

 

و تشير الدراسات المنجزة في هذا الباب إلى أن الاضطراب ينشأ نتيجة “محفزات” بيئية متنوعة مثل العدوى أو الفيروس أو حتى الجينات الخاصة بالفرد .

 

و خلال الإصابة بهذا النوع الأول من السكري ، يدمر الجسم خلايا البنكرياس ، و هو ما ينتج عنه فقدان إنتاج الأنسولين الضروري للجسم ، و هو ما يعني أن نسبة الأنسولين ليست كافية لنقل السكر من الدم إلى الخلايا ، مما يؤدي مرة أخرى إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل كبير ، على عكس الثاني حيث يتوقف الأنسولين عن أداء وظيفته .

 

الدراسة المنجزة و التي اعتمدت على فترة زمنية طويلة من التتبع و المراقبة و التي بلغت 11.5 سنة ، اعتمدت على مقارنة النتائج المحصلة من الأطفال الرضع الذين لديهم تركيبة حليب البقر التقليدية، و أولئك الذين تعرضوا للرضاعة الصناعية (تركيبة البروتين المحلل مائيا) و كانت النتائج حاسمة للغاية .

 

فقد أشارت المعدلات المسجلة، إلى أن معدلات الإصابة بمرض السكري من النوع الأول بين المجموعتين لا تعود لنوع الحليب المستعمل على الإطلاق، و على الرغم من إيجابية نتائج الأبحاث بالنسبة للأسر إلا أنها لا تغلق السؤال حول أسباب ارتفاع نسبة الإصابة بهذا النوع من السكري لدى الأطفال الرضع.

التعليقات مغلقة.