علاج سرطان البروستاتا

بقلم د. مبارك أجروض

بقلم د. مبارك أجروض

 

تتكون أجسامنا من خلايا صغيرة جدًّا تصل إلى تريليونات الخلايا، وهي وحدات بناء جميع الكائنات الحية. تنقسم الخلايا باستمرار لتصنع خلايا جديدة. وهكذا، يستطيع الجسم النمو والتعافي من الأمراض. أحيانًا، تتحول الخلية إلى خلية غير طبيعية. السبب وراء ذلك ليس مفهومًا تمامًا، لكنه عندما تستمر الخلايا غير الطبيعية في الانقسام وتنتج المزيد من الخلايا غير الطبيعية، تتكون في النهاية كتلة نسيجية يُطلَق عليها اسم “الورم”.

ليست جميع الأورام سرطانية. فكلمة “bénigne” تعني أن الورم ليس سرطانيًّا، لكنه ربما ينمو رغم ذلك. وكلمة “malin” تعني أن الورم سرطاني. وفي هذا الصدد، يجدر بنا أن نذكر أن بعض الأورام الخبيثة تنمو بسرعة كبيرة، في حين ينمو البعض الآخر بمعدل أبطأ منها بكثير. إذا تُرِك الورم الخبيث دون علاج، ربما ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم ليصل لmétastase.

في علاج سرطان البروستاتا بالإشعاع الموضعي traitement du cancer de la prostate par curiethérapie، يتم زرع جزيئات مشعة صغيرة الحجم مباشرة في غدة البروستاتا بالقرب من الخلايا السرطانية. ونظرًا لأن تلك الجزيئات يجرى إدخالها أو غرسها مباشرة في الورم أو بالقرب منه، فإنها تقدم جرعات عالية من الإشعاع إلى الورم من دون التأثير على الأنسجة السليمة الطبيعية المحيطة به. وهذا يعني أن هذا الإجراء أقل ضرراً من العلاج الإشعاعي التقليدي، حيث يسلط الإشعاع من خارج الجسم ويجب أن يمر عبر الأنسجة الأخرى قبل الوصول إلى الورم.

 

* العلاج الإشعاعي الموضعي لسرطان البروستاتا

إذا كان لدى المرء سرطان بروستاتا في مرحلة مبكرة، يمكن للمعالجة الموضعية بالإشعاع أن تكون العلاج الوحيد المستخدم في حالته. وقد يستخدم هذا النوع من العلاج مع أورام البروستاتا السرطانية الأكبر حجمًا بمصاحبة علاجات أخرى، مثل العلاج الإشعاعي بالأشعة الخارجية أو العلاج بالهرمونات. لكن العلاج الإشعاعي الموضعي لا يستخدم في حالات سرطان البروستاتا المتقدم الذي انتشر إلى العقد اللمفاوية أو إلى الأجزاء البعيدة من الجسم.

 

* مخاطر العلاج الإشعاعي الموضعي لسرطان البروستاتا

وتتمثل مخاطر العلاج الإشعاعي الموضعي لسرطان البروستاتا في الصعوبة في بدء التبول بالشعور المتكرر بالحاجة المُلِحة للتبول، الشعور بالحرق عند التبول، الدم في البول، الحاجة إلى التبول ليلاً، عدم القدرة على إفراغ المثانة بشكل كامل، تضيّق الإحليل، ضعف الانتصاب، النزيف من المستقيم، الدم في البراز والإسهال.

وقد يستخدم الأطباء في أحيانٍ كثيرة أدوية لتقليل الآثار الجانبية للعلاج. أيضا، يمكن أن يقل ظهور الآثار الجانبية بمرور الوقت.

 

* كيفية إجراء العلاج الإشعاعي الموضعي لسرطان البروستاتا

قبل بدء العلاج، يحتاج المريض لعمل فحوصات التصوير على البروستاتا، مثل الفحص بالموجات فوق الصوتية والتصوير المقطعي المحوسب Échographie et tomodensitométrie، والتصوير بالرنين المغناطيسي (IRM). وتساعد هذه الفحوصات اختصاصي علاج الأورام بالإشعاع والأعضاء الآخرين في فريق تخطيط العلاج على تحديد جرعة وموضع الإشعاع.

وسيعتمد ما يمكن أن يتوقعه المريض خلال العلاج على نوع العلاج الإشعاعي الموضعي الذي سيتلقاه، ويشمل:

ـ العلاج الإشعاعي الموضعي الدائمي curiethérapie permanente

وهنا تبقى الجزيئات في الجسم بشكل دائم وتقوم بإشعاع جرعات منخفضة. وتحت التخدير الكلي، يتم إدخال أداة تشبه العصا في المستقيم. وتكوّن الأداة صورًا بالموجات فوق الصوتية للبروستاتا. وتساعد الصور على توجيه إبرة طويلة تُستخدم لوضع العديد من الطعوم المشعة الشبيهة بالبذور في البروستاتا (بحجم حبة الأرز).

وبمجرد وضع البذور في الجسم، سيقضي المريض بعض الوقت في غرفة الإنعاش، ثم يمكنه أن يعود إلى المنزل. وبشكل عام، لا تضر معدلات الإشعاع المنخفضة الأشخاص الآخرين، ولكن، كإجراء احتياطي، قد يُطلب من المرضى تجنب الاتصال الوثيق بالأطفال والنساء الحوامل فترة قصيرة. وقد ينصحهم الأطباء بارتداء الواقي الذكري في أثناء ممارسة الجنس.

ـ العلاج الإشعاعي الموضعي المؤقت curiethérapie temporaire

تحت تأثير التخدير الكلي، يتم إدخال أنابيب رفيعة عبر périnée وفي البروستاتا في أماكن محددة. ويتم توصيل الأنابيب بالجهاز الذي يمد الأسلاك التي تحتوي على الإشعاع بالبروستاتا. يتم ترك الأسلاك المشعة في مكانها فترة زمنية محددة، وعادةً ما تكون عدة دقائق. ثم تزال الأسلاك المشعة وتترك الأنابيب في مكانها، وقد يقضي المريض الليلة في المستشفى وقد يكرر الإجراء في اليوم التالي.

 

* توصيات بعد الإجراء

ـ من الطبيعي حدوث بعض الألم والتورم في périnée في مكان إدخال إبر الإشعاع، وعلى المريض تناول مسكنات الألم الموصوفة من قبل الطبيب أو القيام بعمل كمادات باردة. وإبلاغ الطبيب إذا لم تنجح التدابير المذكورة في السيطرة على الألم الذي يشعر به المريض.

ـ يمكن للمريض استئناف الأنشطة الطبيعية عندما يشعر بأنه قادر على ذلك. لكن، عليه تجنب الأنشطة المرهقة، مثل الجري، أو الأنشطة التي ربما تؤدي إلى إثارة périnée، مثل ركوب الدراجات، حتى يختفي الألم من المنطقة التي أدخلت إبر الإشعاع فيها.

جسم الإنسان من دون تناول اللحوم

التعليقات مغلقة.