الحركة الشعرية العالمية تستعيد جاك هرشمان “مغربيا” في طنجة

قراءات شعرية وشهادات ولقاءات في المؤسسات التعليمية

ينظم بيت الصحافة بطنجة بشراكة مع الحركة الشعرية العالمية، ومنشورات الفاصلة، يوما تأبينيا للشاعر الأمريكي “جاك هيرشمان”، أحد مؤسسي الحركة ، و أحد أبرز أصوات الشعر العالمي المعاصر المناهض للعنصرية والاستعمار.

 

وفي سياق المواكبة و الاحتفال ، صرح الشاعر “محمد حجي محمد”، ممثل الحركة في المغرب أن هذا “الاحتفاء يأتي استجابة لنداء الحركة الشعرية العالمية، والتي اختارت شهر أكتوبر للاحتفاء عالميا بذكرى هذا الشاعر الأمريكي الكبير، الذي رحل عنا في 22 غشت 2021، وتقديرا لما قدمه للشعر كتابة وترجمة” كما نوه حجي، “الى أن هذا اللقاء يشكل محطة أولية للتنسيق مع المؤسسات والجمعيات الثقافية والفنية في المغرب، في سعي الى إطلاق سلسلة من المبادرات التي تنفتح على الشعر في بعده الكوني” . 

 

ويتضمن برنامج هذه التظاهرة، لقاء مفتوحا مع الشعراء وشهادات لممثلي بعض المؤسسات الثقافية الى جانب قراءات شعرية. كما أن مقر بيت الصحافة في طنجة، سيحتضن اللقاء التأبيني الخاص ب “هرشمان”، يوم الجمعة 22 أكتوبر 2021، على الساعة السابعة مساء.

و يعد الشاعر الأمريكي “جاك هيرشمان” ، (نيويورك 1933 – سان فرانسيسكو 2021) ، أحد الأصوات الكونية الأكثر دعوة للحرية و مقاومة هيمنة الرأسمالية، و الذي شكلموته خسارة كبرى للحركة  الشعرية العالمية ، لمواقفه النبيلة و نضاله من أجل الإنسانية عبر العديد من الأحداث السياسية و الأدبية ، و التي افتتحها شعريا بديوانه الشعري الأول: “مراسلات الأميركيين” 1960 (سبقه كتيب شعري عام 1953)، عرف “جاك” حياة التسكع يقرأ أشعاره في شوارع ومقاهي “سان فرانسيسكو”، وربط علاقات مع “جيل البيت” وخاصة مع الشاعر “لورينس فيرلينغيتي”، .

 

تميز “جاك” بمواقفه السياسية الطليعية ، الرافضة حينها للحرب الفيثنامية ، و مساندته للثورة الكوبية ، و السياسات الشعبية في كل من فنزويلا و نيكاراغوا و بوليفيا ، و رفضه لغزو العراق و تضامنه الدائم مع نضالات الشعب الفلسطيني و حقوقه المشروعة و مناهضا شرسا للإمبريالية العالمية و التي خلدتها أعماله 1960 و حتى سنة 2008، حيث صدرت له العديد من الأعمال مثل “إثنان” 1963، “تبادل” 1964، “مشهد لندن مباشرة” (1967)، “شرارة” 1970، و”الخط السفلي” (1988) … 

و مواكبة لهاته الهامة نقتطف بعض الشذرات من إبداعاته :
ضمنها نذكر لمهرجان لاتينيٍّ :

زهرةٌ وغناءٌ

أتذكر التدحرج
ليس لزوج من النرد، ولكن
لذلك القطار القادم من المكسيك
وهو يعبر الحدود خلسة.

أتذكر سقفه، أواه
يا حزوز اللهاث الأخير،
صرخات الأظافر،
دموع الدم،

وطوفان الميتات الذي
أتى، بلا قطرة ماء. ثمانية عشر فردا
اختنقوا في ذلك اليوم. كم عدد الذين هناك
لم يتم أبدا الإبلاغ عن أخبارهم؟

أقرأ اليوم هذه السطور في زهرة
وغناء، في الواقع نقرأ جميعنا
ونغني الكلمة الحيّة
للأمل اللاتيني و

تشيكانا، ملفوفة في رغائف من غضب،
وحولنا أصوات الأبواب
المحطمة من قبل الغارات الوحشية
الليلية، للأصابع الحديدية

المسمرة على أكتاف قاطفي
الأعناب التي تم تثنينها،
في جذوات قصائد مقاومة
وتغيير حقيقي، تغيير

ثوري يصعد من
القواعد حيث ترسّخت جذور الشجرة
من النجوم التي تتفتح أغصانها في السماء
والتي أخيرا ستكون ملكًا لنا جميعًا.

◼️◼️◼️

كاكري في كاراكاس

في المزارع المركزية في غوايكابورو، في
في مقاطعة ساريا 
هُزم ظل الأبراج
العليا لكاراكاس،

كاكري جاز!

جاز الكلاب الضالة، حسنًا، هذا ما يعنيه كاكري:
الكلاب الضالة التي تمضي لتستقصي، من قمامة إلى قمامة.
هكذا يسمون أنفسهم: بابلو،
وخوسيه، وإيرفين، وماكس، ولينين، أرماندوس الإثنان، داريو وخيسوس-
هذه المجموعة من قطاع الطرق في غرفة في حجم بالكاد
يكفيهم مع قعقعة
أدواتهم التي تزهر بمصير واضح،
نشوة أفواه وأيادي الطبل،
ورفيف القياثر والباس يوقع عليها الرعد أنغامه..

الزقاق الضيق هناك يضع أسماعه على الباب.
تأرجح هؤلاء الفتية لأجل جلاجي أليسون ولأجلي أنا،
من الولايات المتحدة؛ هم واقفون ونحن نتكوَّرُ
على الأرض؛ نشعر جميعًا بأننا في بيتنا في عالم بلا مأوى
يحوم حول تلك النقطة حيث
يبدأ كل اتصال وتناغم، صوتُ
كل دوامة.

يبدأون ويقرعونه! نقرعه وأنت أيضًا يا هوغو!
وسط هطول وابلٍ من أمطار كاكري
في مثل هذه الفضاء الصغير جدا، موسيقى جد متباعدة!
مع القليل جدا من الطعام والكثير من النضج
طبيخ غير تقليدي على الطبول،
الكثير من النكهة في الساكسفون.
الشعب موحد في الصوت
عبر إيقاعات الأمل،
شعر حر من فيثاغوراس
حتى كولترين، مرورا ببوليفار،
أبدا لن يُهزَم!
كاكري، كاكري، كاكري، كاكري!
يا له من مزيج، يا لشطارة في تلك العبارات المنمقة والبارعة، يا لها من وليمة
لتغذية حشا قلب الفقر العذب!

◼️◼️◼️

ولا مرة أبداً بعد الآن!

تم قتلهم بالغاز، أُحْرِقوا
بالملايين، فقط ألكونهم في الوجود.
الذين نجوا قالوا: ولا مرة أبداً بعد الآن!
طلبوا منهم أن يأتوا إلى هانوي
من أجل أن يواصلوا الثورة الاشتراكية.
فأجابوا: ولا مرة أخرى أبداً بعد الآن!
ولا مرة أبداً بعد الآن سوف نثق بأي حكومة.
سوف نبني بيتنا في فلسطين،
سوف نهزم العرب الذين هناك وسنشتتهم
أو سوف نسمح لهم بأن يعيشوا مثل ظلال رثة بالية
في حقول مجالات احتلالنا.
سوف نعيش من وفي عاصمة الولايات المتحدة
كأمة يهودية، باسم إسرائيل،
ولن نستسلم أبدا لهولوكست
بسبب جريمة الوجود لذاته.
لكن بينما كانت إسرائيل تنمو وتزدهر،
أولئك الذين شردتهم واعتقلتهم
كانوا يهمسون: ولا مرة أبداًً بعد الآن!
فقراء وبلا أرضٍ، شيدوا مقاومتهم
وقاتلوا وخسروا مرات ومرات
أمام الجيش الصهيوني بالأسلحة الأميركية.
لغة الاشتراكية ولغة الصداقة
والتناغم بين شعوب ثقافات مختلفة
مات من الاستنزاف في الشرق الأوسط، من أجل
المال، والعقود، والحفلات الباذخة للمراحيض. البغال الكئيبة.
الواشون السخفاء. التعويضات عن الموت. نجمة
داود المشرعة على الأرض.
لكن وجوه داود الحقيقية كانت في الشوارع
ترمي الحجارة على جالوت.
آه يا للسخرية الفلسطينية، المتعارضة مع تلك للعبريين.
الأشد فقرا، أولئك الذين ليست لديهم دولة،
الذين حولوا كراهيتهم إلى قبول خاضع
للعبودية في كتائب شهداء الأسلحة
البشرية الانتحارية والذين نادوا إخوتهم
للتوحد معهم في هجومهم ضد المستعمرة الشرسة
للولايات المتحدة في الاستغلال.
هم، الأشد فقرا، بلا مأوى، الذين فيهم
بعد لا يزال يتنفس الحل الأوحد، الوحيد الأوحد
حل غير إبادة جماعية ولا قتل للأشقاء،
لا “الحل النهائي”، حيث ضغوط
الأيدي والكلمات لا يزال بإمكانها أن تفتح الأبواب
للغة اشتراكية المستقبل لإسرائيل جديدة
وفلسطين جديدة،
– ولا مرة أبداً بعد الآن!
ستكون صرخة موحدة
لكليهما موجهة إلى
أرض الاحتيال و
إلى مأوى الجشع.

التعليقات مغلقة.