السودان يشتعل و التطورات على كف الانفجار وسط تنديد دولي بالانقلاب

متابعة الإعلامي المتخصص "م - ح"

متابعة الإعلامي المتخصص “م – ح”

 

خلف “انقلاب” الجيش السوداني على الحكومة المدنية ردود فعل دولية مستنكرة، مع تواتر معلومات عن اعتقال وزراء ومسؤولين، ضمنهم رئيس الحكومة، عبد الله حمدوك، وسط موجة احتجاجات مناهضة تعم الشارع السوداني .

و هكذا فقد أعلن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمنية، جوزيب بوريل، عن متابعة الاتحاد للأحداث الجارية في السودان بـ “قلق بالغ” ، حيث قال على حسابه عبر “تويتر”: “نتابع الأحداث الجارية في السودان بقلق بالغ”، مضيفا: “يدعو الاتحاد الأوروبي جميع أصحاب المصلحة والشركاء الإقليميين لإعادة عملية الانتقال إلى مسارها الصحيح”.

الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى لسانها مبعوثها الخاص للسودان، جيفري فيلتمان، عبرت عن قلقها البالغ بشأن الانقلاب العسكري، حيث قال في تصريح نقلته وكالة “رويترز”، إن الولايات المتحدة تشعر ب “قلق عميق” إزاء تقارير عن استيلاء عسكري على الحكومة الانتقالية في السودان، محذرا من عواقبه و ضمنها إعادة النظر في المساعدة الأمريكية المقدمة للسودان.

 

بريطانيا من جهتها، وعلى لسان مبعوثها الخاص للسودان، روبرت فيرويذر، عبر عن “قلقه العميق” إزاء التقارير التي تتحدث عن اعتقال العسكريين لأعضاء الحكومة السودانية المدنيين، قائلا: إن “أي خطوة من هذا القبيل ستمثل خيانة للثورة وللانتقال وللشعب السوداني”.

 

الأمم المتحدة وعلى لسان فولكر بيرتس، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، قال: إن “المنظمة الدولية تشعر بقلق عميق إزاء التقارير التي تتحدث عن انقلاب في السودان، ومحاولات تقويض عملية الانتقال السياسي”.

و كانت الأحداث قد تطورت في هذا البلد المليء بالانقلابات و التوترات ، منذ فجر يوم الاثنين، بعد أن تم الحديث عن تحركات عسكرية داخل العاصمة السودانية “الخرطوم” وعن وضع رئيس الوزراء “عبد الله حمدوك” تحت الإقامة الجبرية.

 

وعلى الفور أدانت السفارة الأمريكية في السودان الانقلاب حيث قالت: ندين “الأعمال التي تقوض الانتقال الديمقراطي” ودعت “جميع الفاعلين الذين يعرقلون الانتقال في السودان إلى التنحي”.

 

و مباشرة بعد ذلك أعلن “البرهان” عن حل مجلسي السيادة و الوزراء ، و عن فرض حالة الطوارئ في البلاد و جمد عمل لجنة إزالة التمكين، فيما أعلنت وزارة الإعلام السودانية عن إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين الرافضين للانقلاب و هو ما أوقع العديد من الإصابات ، فيما أعلنت وزيرة الخارجية السودانية عن احتجاز “حمدوك” و نقله إلى جهة غير معلومة واصفة الأمر ب “الخطير جدا وغير المقبول”.

 

في السياق ذاته دعا الحزب الشيوعي السوداني كافة القوى المناصرة للسلطة المدنية إلى إعلان الإضراب السياسي و العصيان المدني حتى هزيمة الانقلاب، فيما قام الانقلابيون بقطع خدمات الإنترنت و الاتصالات عن العاصمة الخرطوم، في وقت دعا فيه تجمع المهنيين السودانيين إلى إضراب عام واعتصام مدني في مواجهة “الانقلاب العسكري” ، لتندلع احتجاجات وسط العاصمة السودانية، حيث تم إحراق إطارات السيارات، فيما عزز الانقلابيون حضورهم الأمني عبر استقدام تعزيزات عسكرية .

و كان تجمع المهنيين السودانيين قد وجه نداء دعا من خلاله “لجان المقاومة بالأحياء و القوى الثورية المهنية والنقابية والمطلبية والشعبية للوحدة والمقاومة الشرسة للانقلاب العسكري الغاشم، واستخدام الأدوات المجربة والكفيلة بتركيع كل متسلط لإرادة شعبنا الغلابة”، مناشدا الجماهير “للخروج للشوارع واحتلالها وإغلاق كل الطرق بالمتاريس، والإضراب العام عن العمل وعدم التعاون مع الانقلابيين والعصيان المدني في مواجهتهم”، مفجرا هاشتاج “لن يحكمنا العسكر والميليشيات ، الثورة ثورة شعب .. السلطة والثروة كلها للشعب”.

 

أحداث و تطورات غير متوقعة ، خاصة و أنها أتت بعد ساعات قليلة من إعلان مبعوث الولايات المتحدة للقرن الإفريقي، جيفري فيلتمان، عن “تفاؤله بوجود مخرج للأزمة الحالية في السودان”، وذلك عقب لقائه رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، ورئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، في العاصمة الخرطوم.

التعليقات مغلقة.