الحكة الشرجية Démangeaisons anales

بقلم د. مبارك أجروض

بقلم د. مبارك أجروض

 

قد تبدو مشكلة الحكة الشرجية démangeaisons anales وكأنها مشكلة صغيرة تسبب الإحراج الاجتماعي للذين يعانون منها، لكنها في الحقيقة مشكلة مزعجة جدًا، وقد تكون علامة على وجود مرض ما من الضروري علاجه، والحكة الشرجية هي إحدى الشكاوى الأكثر شيوعًا بين الناس في العالم، إذ إن حوالي 45% من الناس يشكون منها في وقت ما من حياتهم، كما تشير الإحصائيات إلى أن الرجال هم أكثر عرضة للإصابة من النساء بأربعة أضعاف تقريبًا، لكن الأشخاص الذين يرتدون ملابس داخلية ضيقة أو مشدودة، أو ذوي الوزن الزائد، أو الذين يعرقون بغزارة، هم كذلك أكثر عرضة للإصابة، بغض النظر عن كونهم كبارًا أو صغارًا، ذكورًا أو إناثًا.

من المعلوم أنه عادة ما تكون الحكة شديدة مصاحبة برغبة مُلحة في خدشها، ولها أسباب عديدة، منها مشكلات البشرة، أو الغسل الزائد لمنطقة الحكة، أو البواسير، وإذا كانت الحكة الشرجية متواصلة، فاستشارة الطبيب تصبح ضرورية. ومع العلاج المناسب واتباع تدابير الرعاية الذاتية، يمكن لمعظم الأشخاص التعافي من الحكة الشرجية.

 

* أعراض الحكة الشرجية

يمكن أن ترتبط الحكة الشرجية أيضًا بالحرقة والتقرح، وقد تكون الحكة والتهيج مؤقتين أو مستمرين، تبعًا للسبب.

 

* متى ينبغي زيارة الطبيب ؟

لا تتطلب معظم حالات الحكة الشرجية رعاية طبية، ومع ذلك، ينبغي على المريض زيارة الطبيب إذا كانت الحكة الشرجية شديدة أو تدوم لفترات أطول من شهر أو شهرين، وإذا كان هناك نزف من المستقيم، وإذا لم يستطع المريض معرفة سبب هذه الحكة المتواصلة وقد ترتبط الحكة الشرجية المتواصلة بوجود مرض جلدي أو مشكلة صحية أخرى تتطلب علاجًا طبيًا.

 

* أسباب الحكة الشرجية

ـ تهيج الجلد Irritation de la peau

يمكن أن يؤدي الاحتكاك والرطوبة إلى تهيج الجلد الحساس في المنطقة الشرجية. ويتسبب هذا التهيج في بعض الأحيان في حدوث الحكة الشرجية، أيضًا قد تتسبب العطور، والصبغات، وعوامل التنعيم الموجودة في منتجات مثل الصابون ووَرَق الحمّام في حدوث التهيج والحكة الشرجية. ويفاقم استخدام هذه المنتجات بشكل مفرط من هذه المشكلة.

ـ مشاكل الهضم Problèmes de digestion

يمكن أن تتسبب نوبات الإسهال المتكررة والحكة الشرجية. وعادة ما يكون التسرب العرضي للبراز (Contamination des vêtements par des matières fécales ou incontinence fécale) أحد العوامل المُساهمة في حدوث التهيج.

ـ البواسير Les hémorroïdes

البواسير هي عبارة عن أوردة محتقنة تقع مباشرة تحت الغشاء الذي يبطن أدنى جزء من المستقيم وفتحة الشرج. ويحدث هذا غالبًا نتيجة للإجهاد أثناء التبرز. ويمكن أن تكون الحكة الشرجية أحد أعراض الإصابة بالبواسير.

ـ العدوى Infection

قد تتضمن العدوى المنقولة جنسيًا فتحة الشرج أيضًا ويمكن أن تتسبب في الحكة الشرجية. وعند الأطفال، يمكن أن يتسبب  Parasite des oxyuresفي الإصابة بالحكة الشرجية المتواصلة. أيضًا يمكن أن يُصاب بها البالغون الموجودون في المنزل. كما يمكن أن تتسبب طفيليات أخرى في الإصابة بحكة مماثلة. ويمكن أيضًا أن تتسبب mycose، التي عادة ما تصيب النساء، في حدوث حكة في المنطقة الشرجية.

ـ الأمراض الجلدية Maladies de la peau

في بعض الأحيان، تنشأ الحكة الشرجية نتيجة لوجود مرض جلدي معين، مثل Psoriasis  أو dermatite de contact.

ـ الأورام الشرجية Tumeurs anales

في بعض الحالات النادرة، قد يتسبب وجود Tumeurs bénignes  أو  cancéreuses في فتحة الشرج أو المنطقة المحيطة بها في حدوث الحكة الشرجية.

 

* تشخيص الحكة الشرجية

قد يتمكن الطبيب من تشخيص سبب الحكة بمجرد السؤال عما يعانيه المريض من أعراض، وتبعًا لسبب حدوث الحكة الشرجية لديه، فقد تتم إحالة المريض لطبيب الرعاية الأولية لاختصاصي في أمراض الجلد (Dermatologue) أو لطبيب متخصص في علاج مشاكل المستقيم وفتحة الشرج (Spécialiste anal et rectal)، وقد يكون فحص المستقيم هو كل ما يلزم للحصول على إجابة – وحل – لهذه الحالة المزعجة للغاية.

وفي بعض الأحيان، يتطلب الأمر إجراء اختبارات أخرى، مثل Rectoscopie  أو  Coloscopie لرؤية السبيل الهضمي بوضوح، وذلك لتحديد السبب الكامن للحكة الشرجية. ومع ذلك، قد لا يتم التوصل مطلقًا لسبب الحكة على وجه التحديد.

 

* علاج الحكة الشرجية

يتوقف علاج الحكة الشرجية على سبب حدوث المشكلة. وقد يتضمّن العلاج اتباع بعض تدابير الرعاية الذاتية، وتغيير النظام الغذائي، وعلاج العدوى أو، في حالات نادرة، التدخل الجراحي لتصحيح مشكلة كامنة.

ـ الكريمات أو المراهم المتاحة

من دون وصفة طبية والتي تحتوي على Hydrocortisone (Cortide, crème anti-démangeaisons H)، وتُوضع بشكل مقتصد على المنطقة المُصابة لتخفيف الالتهاب والحكة.

ـ المراهم الواقية التي تحتوي على Oxyde de zinc (Décitine, Palmex)

وتُوضع على المنطقة المصابة، حيث يمكن أن تساعد أيضًا في تخفيف الحكة.

ـ مضادات الهيستامين Antihistaminiques

وإذا كانت الأعراض تسوء خلال الليل، فقد يصف الطبيب antihistaminiques لتخفيف الحكة حتى حدوث تأثير العلاجات الموضعية.

ـ مضادات الطفيليات Antiparasitaires

تتوافر عدة أدوية لعلاج Infection par les oxyures، ويمكن لجرعة واحدة أن تشفي من العدوى، ولكن عادة ما يتم تناول جرعة ثانية بعد أسبوع أو اثنين.

ومع العلاج المناسب، يُشفى معظم الأشخاص من الحكة الشرجية في أقل من أسبوع، أما الحكة الشرجية التي تدوم لفترة تزيد عن شهر إلى شهرين فهي بحاجة لأن تُفحص بواسطة الطبيب.

 

* الوقاية من الحكة الشرجية

غسل منطقة الحكة بالشكل الصحيح وتجنب المهيجات، وإذا كنت تعاني بالفعل من الحكة الشرجية، فجرب اتباع تدابير الرعاية الذاتية هذه:

ـ تنظيف منطقة الحكة برفق

غسل منطقة الحكة بعد التبرز مباشرة. عدم حك المنطقة وتجنب استعمال الصابون. وبدلاً من ذلك، استخدام منشفة تنظيف مبللة، أو ورق حمام مبلل وغير معطر، أو زجاجة مياه انضغاطية صغيرة لتنظيف منطقة الحكة.

ـ تجفيف المنطقة بعناية

بعد التنظيف، تجفف المنطقة بورق الحمام أو بمنشفة أو استخدام مُجفف الشعر. ويمكن لمسحوق نشا الذرة أن يساعد في الحفاظ على جفاف منطقة الحكة.

ـ الحرص على عدم خدش مكان الحكة

يتسبب الخدش في زيادة تهيج الجلد ويؤدي إلى استمرار الالتهاب. وإذا لم يكن في المستطاع تحمل الحكة، فيتم وضع كمادات باردة على مكان الحكة أو أخذ حمام بماء فاتر لتخفيف الحكة بشكل فوري.

ـ ارتداء ملابس داخلية قطنية وملابس فضفاضة

فهذا قد يساعد في الحفاظ على جفاف المنطقة. وجنب ارتداء الجوارب الطويلة وغيرها من الملابس الضيقة نظرًا لأن هذه الملابس قد تحبس الرطوبة.

ـ اجتناب المهيجات

تجنب أخذ حمام الفقاعات أو استخدام مزيل رائحة الأعضاء التناسلية. التقليل أو تجنب تناول مشروبات مثل القهوة أو الكولا، أو الأطعمة التي تعرف أنها قد تصيب بالإسهال. تجنب الاستخدام المفرط للملينات.

ـ المحافظة على التبرز بشكل منتظم وثابت

إذا كان البراز اللين أو التبرز المتكرر يمثل مشكلة، فقد تساعد إضافة الألياف بشكل تدريجي للنظام الغذائي في حل هذه المشكلة. أيضًا قد تساعد مكملات الألياف الغذائية، مثل Metamucil أو Citrucel، في حل هذه المشكلة.

فطريات المناطق التناسلية

التعليقات مغلقة.