الصهاينة و هاجس الجبهات الأربع المشتعلة القادمة

بقلم محمد حميمداني

بقلم محمد حميمداني

 

 

يعيش العدو الصهيوني على رعب الحرب القادة من أربع جبهات مشتعلة ، قد تحدد مستقبل الكيان الصهيوني في المنطقة ، مع التحولات الكبرى التي تشهدها هاته الأخيرة، و التي يحاول من خلالها هذا الكيان إدامة سيطرته عبر تفادي المواجهة المباشرة مع إيران باعتبارها قطب المحور الرباعي المعادي للكيان و إشعال المنطقة من خلال تحالفات لخدمة مشروعة عبر القيادة الرسمية الأمريكية لمسلسل الانبطاح الرسمي العربي و الاسلامي لحلقة التطبيع المعادي للمحور المقاوم لهذا المشروع و قطبه الأول إيران .

الإعلام الرسمي “الإسرائيلي” يتحدث عن مناورات تحاكي الحرب القادمة و المشتعلة هاته المرة عبر أربع جبهات أساسية.

 

حرب ستتميز وفق ما ذكرته  القناة 12 العبرية بإطلاق آلاف الصليات من الصواريخ والقذائف و هجوم الطائرات المسيرة و بشكل يومي على الجبهة الداخلية، والهجوم الكاسح على البنية التحتية من قبل العديد من الصليات الموجهة من خلال صواريخ دقيقة، ستصيب الكهرباء  وخزانات المياه والغاز والوقود، وقواعد الجيش البرية والجوية، ومصانع الأمونيا والمؤسسات الحكومية، كل ذلك سيترافق مع مواجهات عنيفة بين العرب واليهود في الداخل، و تحدي الشرطة و عرقلة أدائها لمهامها.

 

وضع فرض تدريبات مكثفة على هاته الاحتمالات السوداوية التي طرحتها القيادة العسكرية و التي تعتبر أكبر  تحد لدولة الاحتلال منذ قيامها و على أربعة جبهات في آن واحد، وهاته الجبهات هي :

– جبهة الشمال، ضد “حزب الله” اللبناني، إذ يتخوف العدو من أن تنعكس الأوضاع المشتعلة داخليا في لبنان على الحدود الشمالية، في ظل تقارير تتحدث عن قدرات هائلة راكمها الحزب تفزع المؤسسة العسكرية الصهيونية و خاصة من الأسلحة الدقيقة، مع تمثل اقتحام الحدود و الذي تعززه اكتشاف العديد من الأنفاق و تفجير بعضها،  إضافة إلى انكشاف الجبهة الداخلية أمام قوة “حزب الله” التي ستطال كل أرض فلسطين و هو ما اكده الجنرال “إسحاق بريك”، قائد الكليات العسكرية، حيث قال: “إن الحرب المقبلة ستشهد إطلاق آلاف الصواريخ والطائرات دون طيار، اتجاه الجبهة الداخلية الإسرائيلية، التي ستتكبد خسائر هائلة، وأن ما عاشه المستوطنون في الحروب السابقة، لن يكون مشابها لما سيحدث في حال اندلعت الحرب على أكثر من جبهة”.

 

– جبهة الجنوب، مع قطاع غزة، و خطورة الواقعة تأتي من انكشاف ضعف العدو الصهيوني بعد معركة “سيف القدس”، حيث باغتت المقاومة الفلسطينية ممثلة في غرفة العمليات المشتركة بقوة الضربات و التنسيق الميداني و تملك المقاومة الفلسطينية لتكتيكات أرهقت جيش الاحتلال و جعلته يضرب ألف حساب قبيل الاقدام على التفكير في اي خطوة قادمة، و خلقت توازن رعب لا يقل عن توازن الشمال في ظل تكشف امتلاك المقاومة الفلسطينية لقدرات قتالية عالية و دقيقة قلبت معادلة الحسابات بالمفهوم العسكري و الاستراتيجي و هو ما عكسه جو الرعب الذي دفع المؤسسة الأمنية و العسكرية إلى القيام بأزيد من 80 مناورة عسكرية على حدود غزة خلال الأشهر الستة الأخيرة، وهي الحالة التي دفعت الصهاينة إلى تحصين مدينة عسقلان المتواجدة بغلاف غزة و التي تبعد عن غزة بحوالي  22 كليو متراً، برهبة حصول اقتحام لها من طرف المقاومة برا أو بحرا أو جوا. 

 

الدراسات المنجزة عبر استطلاعات الرأي خلصت إلى أن  53 % من “الإسرائيليين” قد تضاءل شعورهم بالأمن الشخصي بعد معركة “سيف القدس”.

 

– موقعة لا تقل خطرا على دويلة الاحتلال و هي جبهة الوسط و بالضبط بالضفة الغربية، إذ يتوقع المختصون انفجار هاته الجبهة و بشكل غير مسبوق و في أية لحظة و في تناغم مع الجبهتين الشمالية و الجنوبية، و أهميتها تكمن في قدرتها على إلحاق أعطاب كبرى بالداخل الصهيوني و شل حركته .

 

– و أخيرا جبهة الداخل الفلسطيني حيث الوجود العربي القادر على إرباك العدو لذلك لم تستبعده المناورات التي حاكت قطع الطرق و حصول اشتباك داخلي، وتوقف الحركة الاقتصادية، وتعطل المرافق الاستراتيجية التي تشكل عضد الدولة، و هو ما اعترف به الجنرال “ساجي باروخ”، قائد الفرع الجنوبي في القيادة الشمالية، و الذي قال: “إن التحدي لإسرائيل هي الجبهة الشمالية، لكن الجيش الإسرائيلي يتوقع أن الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة تريد أن تتحدى اسرائيل، في مواجهة قريبة قادمة، إلى جانب التعقيدات في المدن المختلطة”.

 

وضع تجد “إسرائيل” فيه نفسها مهددة وجوديا و لذلك سارعت إلى إجراء مناورات محاكات لهاته المخاطر الوجودية خاصة و أنها تعي مقدار التنسيق بين كل هاته الجبهات، من تمويل إيراني و خبرات قتالية لحزب الله في خدمة مختلف الجبهات الأخرى، في مقابل هشاشة الجبهة الداخلية التي تآكلت مع سقوط وهم التفوق الاستراتيجي الذي كانت تعتبره “إسرائيل” قطب قوتها سواء في الشمال أو في الجنوب.

التعليقات مغلقة.