الكركارات: معركة 13 نونبر، سيتوقف على نتائجها مستقبل التعايش والسلام الإقليمي،..!!

السعيد الزوزي

السعيد الزوزي

 

بدأت معركة 13 نونبر ، التي تؤرخ للحرب المغربية على مليشيات “البوليساريو”، و بالتأكيد ستتوقف نتائجها على مستقبل التعايش و السلام الإقليمي، على حد تعبير العديد من الخبراء في الشؤون العسكرية والنزاع، وهو كذلك القناعة الراسخة لدى جيران المليشيات الذين يشاطرونهم بشكل مباشر الألم لدغة التوسع المغربي في المنطقة، وإذا كان جشع مليشيات “البوليساريو” قد توسع في نهاية القرن 16، إذ جعل من السهوب الملحية في منطقة “تاغازا” موقعا له، فلولا التدخل العسكري المغربي، لقاموا بالسيطرة على المواقع الاستراتيجية التجارية وكذا مخزون غار الجبيلات الهائل من الحديد في الجزائر و “الزويرات” في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، و التي تقع اليوم في مركز الاطماع التوسعية الجزائرية المعاصرة، وبالتالي فحدود المليشيات المتطرفة مع مسانديها، لن تتوقف عن الرغبة في التمدد، إلا مع نفاذ الموارد او حين استخدام القوة العسكرية المغربية لكبح جماحهم بالأساس على هذا الجناح التوسعي، يتم اتخاذ خطوات داخل الجزائر الأن، للشروع في مخطط لضمان الوصول إلى “التيلوريوم” والمعادن النادرة الأخرى في السواحل “الكنارية” المغربية، وهو ما أدى إلى انتشار حالة ذعر مكبوثة في مراكز الأبحاث الإسبانية.

 

الحجج الوهمية لا تنقص المليشيات الانفصالية للبوليساريو في هذا الصدد ، فبالأمس كان يتم تزوير التاريخ، واليوم تكشف فجأة” جذورها المقطوعة عن افريقيا”.

 

اليوم يتعلق الأمر بالكركرات، لكن مع شروق شمس يوم آخر قد تكون الوجهة هي: “روسو”، “ولاتة”، “برج المختار”، أو “عين قزام” في أقصى جنوب الجمهورية الإسلامية الموريتانية والجزائر على التوالي.

 

كما أن جزر الكناري بسبب جاذبية المعادن الثمينة المكتشفة حديثاً، قد تدرج قريبا في سلة الامبراطوريات الوهمية ( مليشيات البوليساريو و الجزائر), بناء على نظريات لا عقلانية متشبثة بالأعمال الإرهابية.

 

في كل تاريخ الأمم المتحدة، ربما لن تجد احتراما او تقديرا من طرف المليشيات الانفصالية للبوليساريو، أكبر من الذي ايداه المغرب اتجاه هذه المنظمة الدولية، مما زاد في جدية المجتمع الدولي فأعطى أجنحة للتوسع المغربي في أراضيه، وجعل من قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الصحراء الغربية أوراقا لا قيمة لها، كما أسقط بالتقادم كل قيمة لرأي محكمة العدل الدولية وأفرغ قرارات محكمة العدل الأوروبية من محتواها.

 

ولتعميق الشعور، فالمينورسو الشاهد الوحيد والذي كانت مهمته المكتسبة كوكيل حراسة للتأمين على التجارة المشروعة العابرة لمنطقة الكركارات، وزيادة عن هذا الشعور، يتوالى افتتاح قنصليات في إقليم الصحراء، والتي بلغ عددها إلى حد الآن 16 قنصلية، في تطور لافت اكتسبته الإمارات العربية المتحدة زخما باعتزامها افتتاح قنصلية لها، في خطوة غير مسبوقة عربيا، تليها البحرين والأردن،………..!

 

ما تشهده الصحراء، هي استراتيجية دبلوماسية وتنموية جديدة تنتهجها الرباط لتعزيز “سيادته” على الإقليم، واكتساب دعم إقليمي ودولي يقوي طرحها للحكم الذاتي مرجحين أن تفتح مزيد من الدول، خاصة العربية قنصليات لها، إن” فتح قنصلية في دولة ما ، هو إقرار بسيادتها على الإقليم، بحسب القانون الدولي، خاصة اتفاقية جنيف 1963″ ، وأن القنصلية هي مفتاح لتطوير العلاقات الإدارية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية و التعاون المتعدد الأطراف مع الدولة المعنية.

 

كما أكد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، أن افتتاح القنصليات الأفريقية،” يمثل ثمرة من ثمار السياسة الأفريقية التي نهجها جلالة الملك محمد السادس نصره الله خلال 20 سنة الأخيرة، التي تأسست على المصداقية والتضامن من خلال منطق رابح رابح”

 

منذ استقالة المبعوث الاممي للصحراء “هورست كولر”، منتصف العام الماضي، هذا الأخير لم يمض على تعيينه سوى أقل من عامين، وتقدم باستقالته.

 

ويقترح المغرب منحها، حكما ذاتيا واسعا للمحافظات الصحراوية، مع  حكومة وبرلمان محليين تحت سيادته، ولكن حركة “البوليساريو” ترفض هذا المقترح وتطالب بتنظيم استفتاء لتقرير مصير “الشعب الصحراوي”.            

التعليقات مغلقة.