انتفاضة 7 و 8 دجنبر 1952 بالدار البيضاء الذكرى و الذاكرة

حينما أشغل اغتيال فرحات حشاد شوارع الدار البيضاء و سقط عشرات الشهداء تضامنا مع تونس

استحضارا لمسلسل التشرذم الذي تعيشه منطقتنا المغاربية، و سلسلة الإكراهات التفتيتية و التدميرية لمقومات الوحدة و النهوض و النمو في إطار من التكامل و الاندماج و الانصهار كما كان في الزمن الماضي حينما فجر اغتيال المناضل النقابي التونسي فرحات حشاد موجة من الغضب و الثورة في المغرب، و بالضبط في الدار البيضاء ، أيام 7 و 8 دجنبر من سنة 1952 ، ليجسد هذا التفجير عمق الكفاح المغاربي المشترك و وحدة الدم و الألم في تعميق الوعي الوطني وترسيخ القيم الوطنية.

 

و نحن على أبواب الذكرى بما تحمله من معان و دلالات ، ليس كحدث سجل سنة 1952 ، تمثل في اغتيال المناضل النقابي “فرحات حشاد”، و لكن في توسع هاته الوحدة لتحط الرحال في الدار البيضاء قنبلة في وجه المستعمر الفرنسي المسؤول الأول عن جريمة الاغتيال في مظاهرات تضامنية مع الشعب التونسي الشقيق ، تعبيرا من الشعب المغربي عن الروح الوحدوية والحس التضامني وقيم النضال المشترك التي تحلى وتمسك بها في مواجهة الاحتلال الأجنبي، وذودا عن وحدة الأوطان وعزتها، ووفاء للمثل والمبادئ التي تشكل الوجدان المغاربي.

في مثل هذا اليوم حاصرت القوات الاستعمارية العمال المتجمهرين بمقر المركزية النقابية معرضة إياهم لكل أشكال القمع و التنكيل و الاعتقال والاضطهاد، وزجت بالمئات في السجون.

 

لكن كل تلك الآلة القمعية لم تكسر إرادة التحدي و التضامن مع الأشقاء التونسيين، و رفضا للظلم و لكل قذارات سلط الاغتيال و الغرف السوداء التي تصدر أوامر الاغتيال و الإبادة، لكنها في نفس الوقت عمقت أعلى مشاهد التضامن  والتلاحم الوثيق بين الأشقاء في المغرب الكبير ووحدة المصير لديهم و وحدة الهوية و الهم .

 

تضامن لم يكن بلا ثمن بل دفع الشعب المغربي فيه أرواحا خلال تلك الانتفاضة ، فكانت الحصيلة كارثية بسقوط عشرات الضحايا الأبرياء تحت رصاص البوليس الاستعماري، إلا أن الوحشية الاستعمارية لم تزد الهمم إلا تحديا وإصرارا على ركوب التحدي و الدعم بكل المآسي التي يحملها ما دامت وحدة الألم تبني أروع صور الانتماء إلى المغرب الكبير ، بل أن تلك الانتفاضة كانت الشرارة الفعلية لبداية مسار الكفاح المسلح ضد الاستعمار .

 

فهل ستستفيق الشعوب المغاربية مع بزوغ الذكرى لتسقط سياسات التفتيت الرسمية و لتقيم عصر الوحدة و الأخوة و الهوية المشتركة بين هاته الشعوب ؟.

تعليق 1
  1. […] لقراءة الخبر من المصدر […]

التعليقات مغلقة.