اسماعيل جاي: مقاطعة زواغة عانت من التهميش و الهشاشة على صعيد البنى التحتية الأساسية و غياب فرص التشغيل والتعليم والصحة

اسماعيل جاي: مشاريع سترى النور لفائدة الساكنة من جهة البنى التحتية الأساسية

اسماعيل جاي: مقاطعة زواغة عانت من التهميش والهشاشة على  صعيد البنى التحتية الأساسية و غياب فرص التشغيل والتعليم والصحة

إسماعيل جاي: مشاريع سترى النور لفائدة الساكنة للتخفيف من معاناتهم من جهة البنى التحتية الأساسية

تقرير: مكتب الرباط

 

تعد مقاطعة زواغة مقاطعة المتناقضات بامتياز، فمن جهة، تعتبر مركزا صناعيا هاما في فاس، كما أنها تعد أكبر مقاطعة في المغرب من الناحية الجغرافية و البشرية، و في نفس الوقت هي مقاطعة التهميش و الفقر و البطالة، مسيرة تراكمت عبر مسار من التدبير الذي لم يرق للتعبير عن مطامح الساكنة ، خلال الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة كان لزاما أن يقدم الحاكمون على صعيد فاس ضريبة التقصير و الابتعاد عن قضايا الناس بركنهم جانبا وتلقينهم أقسى الدروس مركزيا و محليا.

 

و في مقاربة لوضع المقاطعة من وجهة نظر الطاقات الشابة التي اقتحمت المجال السياسي لأول مرة و تحملت، بعشق الانتماء لفضاء مولاي ادريس و القرويين، مسؤولية تدبير المقاطعة و الأزمات التنموية التي غلفت مسارها و كفنت تاريخها في بحر من الإهمال والابتعاد عن مشاكل الناس و همومهم اليومية و الحياتية، و في هذا السياق كان لجريدة أصوات و مجلة أصوات لقاء مع رئيس المقاطعة السيد “إسماعيل جاي” بفضاء مقر مقاطعة زواغة، يومه الاثنين 20 دجنبر الحالي، حاورناه ففتح لنا قلبه بصراحة و واقعية حاملا شجون الساكنة و بشائر منطق جديد في التدبير، و بشارة مشاريع سترى النور لفائدة الساكنة للتخفيف من معاناتهم من جهة البنى التحتية الأساسية من طرق و إنارة ونظافة …، مرورا بالاهتمام بالعنصر البشري باعتباره قاعدة أساسية للتنمية من خلال خلق فضاءات للشباب، والاهتمام بجذب الاستثمارات للمنطقة بما يمكن من خلق فرص شغل تمتص البطالة المسجلة.

  

الآفاق تعد بما هو إيجابي للساكنة المحلية، خصوصا في ضل وجود تحالف منسجم مركزيا و جهويا و إقليميا و محليا بين مكونات الحكومة، و الذي عززه ميثاق الشرف الموقع بين رؤساء التحالف الثلاثي مركزيا، و هو ما يقوي الإمكانات الدافعة لإطلاق ورش مشاريع كبرى تفك العزلة عن الساكنة و تحد من حالة التهميش التي لازمت تلك المقاطعة بإرادة جماعية من جميع مكونات التحالف الثلاثي مركزيا، و التحالف الثلاثي مضاف إليه أحزاب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية و الحركة الشعبية و حزب التقدم و الاشتراكية على صعيد فاس، وهو ما عبر عنه السيد رئيس المقاطعة بقوله “نفتخر بهذا التحالف”، مضيفا “نتمنى لحكومة عزيز أخنوش التوفيق و أن تتمكن من الاستجابة لطموحات الشعب المغربي، هناك عدة قضايا أمامها، و هاته هي البداية والنتائج ستظهر لاحقا” .

 

السيد إسماعيل تفاءل خيرا بمستقبل جميل للمغرب و المغاربة حيث قال “سيكون هناك تحسن من ناحية إيجاد فرص الشغل و توسع الاستثمارات، المغرب يسير للأمام بتوجيهات من صاحب الجلالة نصره الله و أيده، إن شاء الله سنرى المغرب يقطع خطوات للأمام”

 

و عن التدبير المنتظر اتخادها على صعيد المقاطعة، وفق الميزانية المرصودة، فقد أكد السيد الرئيس أن مقاطعة زواغة تعد من أكبر المقاطعات على الصعيد الوطني، ليس من جهة الامتداد الجغرافي فحسب، بل أيضا من ناحية عدد السكان الذي يفوق 360 ألف نسمة.

 

و أضاف “إسماعيل جاي” أن المقاطعة عانت من التهميش و وضعية الهشاشة من ناحية البنية التحتية و غياب فرص التشغيل والتعليم والصحة، كل شيء كان مهمشا ، مؤكدا أنه مع فريقه الوطني المشتغل بروح وطنية سيركبون تحدي تجاوز واقع الهشاشة التي ترزح تحته المقاطعة، مشيرا إلى أن الميزانية المبرمجة وصلت إلى 1 مليار 360 مليون ، وهي ميزانية خاصة بالتسيير فقط، و هاته الميزانية لا تمثل حتى 5 في المئة من المتطلبات، ولنا أمل في رفع هاته القيمة، وهو موضوع اللقاءات التي أجريت مع عمدة فاس، والمجلس الجهوي، مضيفا “سنحاول خلال سنة 2022 التعامل بطريقة عقلانية لتدبير الميزانية وتقديم طلب للمجلس الجماعي لفاس من أجل الرفع من الاعتمادات المخصصة للمقاطعة”

 

و أكد السيد الرئيس أن الهاجس المركزي لفريق العمل داخل المقاطعة هو البحث عن الاستثمارات و جلبها للعمل بتراب المقاطعة وإطلاق اوراش و خدمات تمكن من رفع المداخيل لتحقيق التنمية بالمقاطعة، خاصة على صعيد البنية التحتية الأساسية من طرق وإنارة …. ، و ذلك باستغلال تكاملية فريق العمل ضمن التحالف مركزيا وجهويا وإقليميا، ومحليا، وتمنى أن يتمكن مجلس المقاطعة سنة 2022 من جلب مشاريع و استثمارات لهاته المقاطعة، علما أن المنطقة تتوفر على أحياء صناعية هامة، هي الأكبر في فاس، لكن “ويا للأسف أغلبيتها تعرضت للإغلاق و لا ندري السبب، ومجلس المقاطعة بصدد اعداد دراسة حول أسباب الاغلاق، و تحسين الخدمات بما يمكن من جلب الاستثمار وإعادة فتح تلك المؤسسات الصناعية المغلقة، وهو ما سيمكن من خلق فرص شغل حقيقية تمتص البطالة التي تعيش في ظلها المنطقة.

 

و أضاف رئيس مقاطعة زواغة أن التهميش الذي عانت منه المنطقة أتى ممن قاد سفينة التدبير الجماعي سابقا، قائلا “أتينا فوجدنا أسواقا و بنايات مغلقة لا نعرف لماذا؟ وجدنا مجموعة من الرخص لم تمنح فقمنا بمنحها، لم نجد أي شيء، الطرق ليست في المستوى المطلوب، ولا وجود للمساحات الخضراء…، هناك عدة مشاكل، هل سنرجع المشاكل للمجلس السابق أو المجلس الذي سبقه، نحن الآن لا ننظر للوراء بل أن كل همنا هو الاستجابة لمتطلبات المواطنين و انتظاراتهم، و نحن نفتح الأبواب لكل من يحمل هاجس خدمة المنطقة و الساكنة.

 

و في معرض رده على سؤال الجريدة حول منطقة فاس باعتبارها قلعة استقلالية بامتياز والتي أعقبتها تجربة البيجيدي و قبلها تجربة الاستقلال “حميد شباط” على مستوى العمودية، حينما نتحدث عن العرقلة نتحدث عن مدينة فاس مدينة البطالة بامتياز و مدينة الاجرام بامتياز.

 

قال “إسماعيل جاي”  بالفعل إن مدينة فاس مدينة استقلالية من سنة 2002 و إلى غاية 2015 ، مشيدا بفترة عمودية “حميد شباط” و ما قدمه للساكنة من إنجازات خلال مرحلة إدارته للمدينة، معبرا عن افتخاره بتلك الإنجازات، من قاعات مغطاة “ما بين 8 إلى 10 قاعة”، و مئات الكيلومترات من الطرقات .

 

فيما اعتبر، في الجهة المقابلة، أن العدالة والتنمية لم تفعل أي شيء لفائدة الساكنة و هو ما عرضها لمحاكمة شعبية قاسية خلال الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، مشيرا إلى أن معانقته للسياسة جاءت من بوابة العشق الكبير لفاس و غيرته مع إخوانه بالمجلس على تاريخها العريق و آمال ساكنتها، و بالتالي الاتفاق على تشكيل تحالف بديل من خارج العدالة و التنمية، موضحا أنه و على الرغم من الاختلاف في وجهات النظر السياسية بين أطراف التحالف إلا أن الجامع بين الجميع هو خدمة فاس و الساكنة، و أن المجلس يدرس كل المبادرات التي ستمكن من خلق مؤسسات صناعية جديدة لامتصاص البطالة في المنطقة، و الاهتمام أيضا بالطرق و الإنارة و النظافة و كل الأعمال التي تدخل ضمن اختصاصات مجلس المقاطعة إضافة إلى خلق فضاءات رياضية و ثقافية للشباب،

 

و في مضمار استقراء رأي السيد رئيس المقاطعة، و بدون لغة خشب حول مجموعة من الأسماء السياسية، قال في حق رئيس الحكومة “عزيز أخنوش” إنه انسان لديه تكوين كبير و أتمنى ان يكون عند حسن ظن المغاربة، و في حق “امحند العنصر”، الأمين العام للحركة الشعبية، ورئيس جهة مكناس فاس السابق قال “قضى سنين في السياسة و عليه أن يسلم المشعل للشباب”، أما عن “عبد اللطيف وهبي”، الأمين لحزب الأصالة والمعاصرة فقال “جريء، صريح، أتمنى له التوفيق، و أقول له ألا ينفعل في البرلمان”، أما عن “نزار بركة” الأمين العام لحزب الاستقلال فقال “رجل فاضل من أسرة استقلالية، شاب يريد الاشتغال، ذو كفاءة عالية من خلال الخبرة التي اكتسبها في الاقتصاد والمالية”، أما عن “رشيد الفايق” المنسق الإقليمي لحزب الحمامة بفاس فقال “له الفضل في قيام التحالف، اشتغل و حاول ان يرضي الجميع، و هذا كله في صالح المدينة، ينتقد كثيرا و هو كالشجرة المثمرة يقذفها الناس بالأحجار، و على الرغم من أن لكل واحد محاسن ومساوئ إلا أنني لم أعرف مساوئه بالمطلق”.

 

و كان السيد رئيس مقاطعة زواغة قد صرح عقب جلسة المصادقة على ميزانية المقاطعة لسنة 2022، أن تلك الميزانية ضعيفة جدا لأنها لا تلبي حاجيات المنطقة والضغط الديمغرافي فضلا عن مساحتها الجغرافية الكبيرة.

 

و عموما فإن الإرادة تحدو فريق العمل المدبر للشأن المحلي بمقاطعة زواغة لمجابهة كل متطلبات الساكنة، وهو ما تلمسناه خلال جلسة حوارنا مع السيد الرئيس والتي اتسمت بالصدق و الصراحة والطبيعانية في الإجابة بلا تصنع و لا دبلوماسية خشبية، بل أن عمقها ممتد في أدرب وأزقة فاس و بنسودة و حي ازواغة العليا و حي ازواغة السفلى وحي المسيرة، أي أنها ملتصقة بتربة المكان و الناس الطيبين الدراويش الذي يأملون في الفريق العامل خيرا، وهو الدور المفترض أن تلعبه المجالس المنتخبة باعتبارها فاعلا في إعداد المجال وتدبيره وتنظيمه، ولكن المطلوب أكثر هو الفعالية، على الرغم من محدودية الموارد المالية ، وضعف تكوين الموارد البشرية، الأمر الذي يحول دون قيام معظم هذه المجالس بممارسة اختصاصاتها.

التعليقات مغلقة.