السلس البولي L’incontinence urinaire

إعداد د. مبارك أجروض

 

يعتبر السلس البولي أحد الاضطرابات التي تصيب الجهاز البولي وتحديداً المثانة البولية وينتج عنه التبول السريع أو اللاإرادي حيث يفقد المصاب القدرة على التحكم بخروج البول. وفي معظم الحالات هو عرض مرتبط بالعديد من الأمراض والاضطرابات.

 

ويُرجح ان سبب الإصابة بهذه المشكلة هو حدوث اختلال في كفاءة أداء العضلات الملساء المبطنة لجدار المثانة بحيث تكون مرتخية أكثر من اللازم وعليه فإن القيام بأي مجهود يؤثر عليها يؤدي الى التبول السريع كالسعال أو العطس أو حتى الضحك وهذا ما يسمى بسلس البول الجهدي، و قد يكون هنالك فرط في عمل تلك العضلات بحيث تنقبض سريعاً ووجود أي كمية بسيطة من البول في المثانة يجعل المصاب يشعر بحاجته الماسة للتبول والذهاب للحمام فوراً وهذا ما يسمى بـincontinence urgente، وهنالك ما يُسمى énurésie incomplète حيث يفقد المصاب قدرته على إفراغ المثانة كلياً، والجدير بالذكر أن فرصة الإصابة بهذه المشكلة تزداد مع زيادة العمر.

 

ومن المعروف أن سلس البول هو اضطراب من الاضطرابات التي تحدث بكثرة في الإناث تحديداً حيث وجدت الإحصائيات الطبية ان عدد الإناث اللواتي يصبن بهذه المشكلة يفوق الضعف من عدد الذكور، ورغم حدوثه في كثير من الأحيان مع التقدم في السن، فإن سلس البول ليس نتيجة حتمية للشيخوخة، وإذا كان مؤثرا على أنشطتك اليومية، فلا تتردد في زيارة الطبيب. نستعرض هنا بعض النصائح لكيفية التعامل مع هذه الحالة التي تصيب الكثيرين:

 

* إجراء تغييرات على النظام الغذائي

إن استهلاك بعض الأطعمة، على غرار تلك الغنية بالتوابل، يزيد من الحاجة إلى التبول. لذلك، ينبغي تحسين النظام الغذائي، ولا سيما في ظل وجود منتجات تؤثر سلبا على المثانة وتؤدي إلى تفاقم الحالة.

 

* تحمل المسؤولية

على المصاب ألا يدع الخوف من سلس البول وضعف المثانة يمنعه من ممارسة حياة نشطة مليئة بالعمل والأصدقاء وأفراد العائلة، وعليه فقط التعايش معه، مع العلم أنه يُفضل الاتصال بالطبيب مبكرًا.

 

* خذ الخطوة الأولى

ليس من السهل التحدث عن سلس البول، ولهذا تنتظر النساء في المتوسط 6 سنوات قبل أن يحصلن على المساعدة، ويتضمن العلاج مقابلة طبيب المسالك البولية، ويمكن للمصابة سؤاله عن علاقة النظام الغذائي والمشاكل الصحية والأدوية بالمشكلة.

 

* أنواع السلس البولي

إذا كان البول يخرج عند السعال أو الضحك أو العطس، فمن المحتمل أن يكون ذلك سلسًا بسبب الإجهاد، وإذا كان لدي المصاب حاجة مفاجئة للذهاب قبل حدوث التسرب، فذلك سلس ملح، والبعض لديهم مزيج من الاثنين.

 

* الفحص

سيتم الفحص مع أسئلة للاستفسار عن الصحة والأعراض والأدوية التي يتناولها المصاب وكيف يحدث له السلس، وقد يُطلب منه تسجيل ما يحدث له في كل مرة يذهب فيها إلى الحمام.

 

* تشخيص السلس البولي

سيقوم الطبيب بتقييم الأعراض الخاصة بالمصاب واستبعاد أي حالات طبية أخرى، ويمكن أن يطلب عمل اختبارات للتحقق من وجود عدوى أو مشاكل أخرى، بالإضافة إلى اختبار إجهاد المثانة.

 

* ممارسة التمارين

قد يساعد الضغط على العضلات المستخدمة بالفعل عدة مرات في اليوم على منع التسرب، وتعمل تمارين “Kegel” على تقوية الحوض، وعلى المصاب البحث عنها، وقد يحتاج إلى 3 أشهر قبل أن يلاحظ التغيير.

 

* تدريب المثانة

لكي يتدرب المصاب على التحكم في سلس البول عليه أن يحدد مواعيد الحمام على فترات منتظمة، كل ساعتين مثلا، وإذا شعر بالحاجة إلى التبول عليه استخدم تمارين “Kegel” أو تقنيات الاسترخاء، حتى تمر الرغبة في التبول.

 

* أدوية السلس البولي

يمكن علاج الحالة بالأدوية والمحفزات المتعلقة بفرط نشاط المثانة، وقد تشمل الآثار الجانبية للأدوية جفاف الفم والتعب وعدم وضوح الرؤية.

 

* علاجات أخرى للسلس البولي

يمكن للأطباء استخدام injection de collagène وغيرها من المواد لتكثيف الأنسجة حول عنق المثانة وتضييق الفتحة، أو إجراء chirurgie de la fronde أو Suspension pour élever l’urètre et le col de la vessie en place.

 

* الحماية من السلس البولي

يمكن للمصاب شراء المنتجات المصممة لحماية المثانة في المتاجر وعلى الإنترنت، وهناك أنواع يمكن التخلص منها وغيرها قابلة لإعادة الاستخدام وهي للرجال أو النساء، وبالنسبة للبلل الخفيف إلى المعتدل فقد تحتاج بطانة أو فوطة توضع في الملابس الداخلية.

 

* التوقف عن التدخين وتجنب شرب الخمر

يُعتبر التدخين من العوامل التي تعرقل نشاط المثانة بسبب احتواء التبغ على كمية كبيرة من المركبات السامة، التي تضعف عضلات قاع الحوض. ونتيجة لذلك، يمكن أن تؤدي آثار النيكوتين إلى تقلصات مفرطة في المثانة، مما يؤدي إلى زيادة مفاجئة في الرغبة بالتبول. بالإضافة إلى ذلك، غالبا ما يسبب التدخين سعالا مزمنا، يرتبط مباشرة أيضا بتسرب البول، ولا سيما أنه عند السعال، يزداد الضغط في تجويف البطن وقاع الحوض، مما يؤدي إلى انخفاض المثانة والإحليل. كما أن المشروبات الكحولية تؤثر أيضا بشكل سلبي على عملية التبول، نظرا لأنها تضعف الجهاز البولي.

التخفيف من حرقة المعدة Brûlures d’estomac

التعليقات مغلقة.