برودة العلاقات المغربية الإسبانية وضبابية الأفق مع تشدد مواقف الطرفين

الإعلامي المتخصص “م – ع” 

جدد وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، تأكيده على ضرورة التريث في استئناف العلاقات مع الرباط بشكلها العادي و الدائم طالما لم يتم تجاوز أخطاء الماضي، وفق إفادته، مستبعدا في نفس الوقت القيام بدور الوساطة بين الرباط و الجزائر.

وقد عرفت علاقات المغرب و إسبانيا جمودا كبيرا بشكل غير مسبوق في العقود الأخيرة، في ظل غياب أي أفق إيجابي يعيد الدفئ لهاته العلاقات، و المتمثلة أساسا في عودة سفيرة المغرب إلى إسبانيا، كما لم يتم إجراء أية زيارات بين البلدين على مستوى الوزراء مند سنة 2020، و الأهم من كل هذا هو عدم زيارة رئيس حكومة مدريد “بيدرو سانتيش” إلى الرباط، وهو ما يبرز صعوبة الوضع الذي تعيشه هاته العلاقات.

 

و في هذا الإطار، قال وزير  الخارجية الإسباني “ألباريس” في تصريح نقلته جريدة “إسبانيول”، يومه الأربعاء، إنه لا يوجد تاريخ معين لزيارة “بيدرو سانتيش” إلى الرباط، واستقباله من طرف الملك محمد السادس ، مضيفا في سياق تبرير هذا الجمود و عدم الخوض في التفاصيل، أن العلاقات مع المغرب هي استراتيجية ويجب أن تبنى على أسس واضحة تتماشى والقرن 21.

 

و كانت إسبانيا قد عبرت، يومه الثلاثاء الفارط، عما أسمته، عدم رضاها على تعامل المغرب في ملف الهجرة، بعد أن كانت تهلل للدور المغربي الهام في مجال محاربة الهجرة السرية.

 

و تعمدت مدريد استفزاز الرباط من خلال وثيقة “استراتيجية الأمن القومي الإسباني” التي صادقت عليها حكومة مدريد أواخر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، من خلال اعتمادها مجموعة من المصطلحات الاستفزازية من قبيل “التعاون المخلص” و التركيز على استراتيجية خاصة بمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين لمواجهة ما أسمته مخططات المغرب.

في المقابل يستمر المغرب في مواقفه المتشددة اتجاه مدريد، من جهة عدم استئناف العلاقات إلا بإعادة مدريد النظر في مواقفها المتعلقة بملف الصحراء المغربية، على الأقل في عدم معارضة أي مبادرة تستهدف إيجاد مخرج للوضع داخل الاتحاد الأوروبي ضمن سياق الحكم الذاتي، فيما تصر مدريد على ضمانات من الرباط في مجالات ضمنها الهجرة.

 

الوضع صعب ويستدعي دخول طرف ثالث على خط الوساطة في ظل فشل كل المفاوضات غير العلنية، وعجز اتفاقية الصداقة وحسن الجوار الموقعة بداية التسعينيات في خلخلة الأجواء.

ولا وجود لدول من الممكن أن تلعب هذا الدور، على الأقل في الوقت الراهن، بل أن فرنسا التي من الممكن أن تلعب هذا الدور، فعلاقتها مع الرباط تمر ببرودة ملحوظة نتيجة ملف “بيغاسوس”، والذي نلمسه من خلال غياب أي تواصل من ناحية الزيارات بين مسؤولي البلدين.

 

على عكس الإسبان، يلتزم المغرب الصمت فيما يتعلق بعلاقاته بالجارة الشمالية، الشيء الذي يؤكد صعوبة الوضع و عدم تلقي الرباط أية ضمانات من مدريد فيما يخص ملف الصحراء المغربية.

التعليقات مغلقة.