هيدالغو مرشحة الاشتراكيين في ظل تشتت اليسار وبيكريس تقود سفينة اليمين التقليدي

محمد حميمداني

 

بعد  الإعلان رسميا عن ترشحها للرآسيات الفرنسية التي ستقام في أبريل/نيسان 2022، قدمت مرشحة اليسار المشتت، هيدالغو، برنامجها الانتخابي، و الذي حددته في أربع نقط أساسية، تتوزع ما بين تحرير الشباب والعدالة الاجتماعية والبيئة والجمهورية. مقترحة دخلا قدره 800 يورو شهريا للشباب لمدة خمس سنوات أو توظيف مائة ألف من مقدمي الرعاية.

 

تشردم اليسار و التنافس بين أقطابه، و العجز عن تقديم مرشح واحد، سيعطي قوة انتخابية لليمين بشقيه المتطرف والتقليدي، علما أن اليسار يتنافس لتمثيليته في الانتخابات الرآسية ما لا يقل عن سبعة مرشحين.

 

مرشحة اليسار، “آن هيدالغو”، و انسحاما مع التوجه اليساري العام وجهت شعارها نحو الفئات المتضررة أكثر من السياسات الليبرالية المنتهجة حيث ركزت على العدالة وتوزيع الثروة، خلال إطلاق حملتها الانتخابية التي ابتدأتها ا من مدينة ليل، شمال فرنسا.

 

هيدالغو حذرت من التفاوت الاجتماعي وأثره على تراجع الجمهورية، أي أنها وجهت خطابها نحو القاعدة التقليدية لليسار الاشتراكي في محاولة منها لاستمالة هاته القاعدة امام شدة التطاحن داخل الجسم اليساري خصوصا مع وجود مرشحين آخرين باسم اليسار سيحاولون استمالة هاته القاعدة أيضا.

 

تعتقد هيدالغو، التي أتت في فترة اندحار اليسار أمام اليمين و اليمين المتطرف، قبل خمس سنوات، أن الجمهورية الفرنسية “تتفكك عندما لا يعود بإمكانها أن تعد بمستقبل أفضل لأبنائها، في مواجهة تغير المناخ الناجم عن عمل الإنسان، و لا تقدم سوى التقاعس عن العمل أو الازدراء. الأزمة البيئية هنا، نحن هناك، ولا شيء يتم القيام به”.

 

و للإشارة فهيداغو هي رئيس بلدية باريس و تعرف منافسة أسماء يسارية، وهو واقع لا يخدم حضور اليسار في الاستحقاقات الانتخابية، الأمر الذي انتبهت إليه مستشارة رئيس حزب البيئة، ساندرين روسو، التي ناشدت هيدالغو وضع يدها في يد حزبها، والتعاون معا في المشروع البيئي الإجتماعي لخوض معركة الرئاسة.

 

إلا أن الحزب الاشتراكي و على الرغم من أن استطلاعات الرأي تضعه خلف حزب البيئة لا يقبل التنازل عن الترشح للرآسيات الفرنسية، ويدعو أطراف اليسار إلى دعم مرشحته هيدالغو، خلال هاته الاستحقاقات الانتخابية، و هو ما لا ينصت إليه باقي أقطاب اليسار.

 

استطلاعات الرأي داخل الجسم اليساري، أعطت أن 66% من ناخبي اليسار يرغبون في خوض الانتخابات الرآسية بمرشح واحد يمثل الهوية اليسارية، ويدعون إلى تقديم تنازلات من طرف الجميع، و تبرز هاته الاستطلاعات أن اليسار قادر، إن توحد، على الظفر بحوالي  25 إلى 29% من أصوات عموم الناخبين.

 

على صعيد المرشحين اليساريين، أعطت الاستطلاعات الريادة لزعيم حزب “فرنسا غير الخاضعة”، جان لوك ميلونشون، الذي يحظى بدعم كبير في الجسم اليساري، من خلال برنامجه الذي من الممكن أن يشكل قاعدة لوحدة اليسار الانتخابية، فيما تتقارب نسب دعم كل من ممثلة الحزب الاشتراكي “هيدالغو”، و حزب البيئة “يانيك جادو” داخل الجسد اليساري، أما مرشحو الحزب الشيوعي واليسار الأقصى، كحزب “مناهضي الرأسمالية” و”القوة العمالية” فتنحصر بسبة تأييدهم ما بين 4 و 1%.

 

في الجانب اليميني، فقد تم إعلان “بيكريس” ابنة “إيل دو فرانسIle Fe France” كمرشحة عن حزب “الجمهوريون” لانتخابات الرئاسة، وذلك إثر فوزها، يوم السبت، بالدورة الثانية للانتخابات التمهيدية داخل الحزب.  على “أريك سيوتي” بنتيجة 60,95 في المئة، لتكون بذلك أول امرأة تمثل اليمين في الانتخابات الرئاسية في فرنسا.

التعليقات مغلقة.