سيكولوجية الجماهير

سعيد العنزي

 

عندما يقف الناس إجلالا ل “نجاة اعتابو ”، و تستهوي “للالعروسة ” الملايين ..، ويواصل الغبي / الذكي “برنامج رشيد شو” استبلاذه، و تكون “جماهير” ( الريال أو البارصا) بالملايين من العشاق مثل “جماهير” المسمى “الستاتي” أو الملقب ب “حجيب”!! حتى في الهوامش حيث لا ماء و لا إنارة و لا أمصال. هنا و هنا فقط تتأكد لدي المعلومات التي تؤثت التمفصلات المعرفية للإبداع الجميل للكبير “غوستاف لوبون” (سيكولوحية الجماهير ).!!

 

عندما تغلق المكتبات العمومية، وتغلق المدارس من على مسمعنا، ويستثمر السياسيون في الخشب والعقار .. وتكون القاعات السينمائية أوكارا للمنحرفين، وتكون دور الشباب بلا حراس وبها تقضى الحوائج الثي تدمر كبرياء الإنسان..

 

عندما تتوسع السجون وتبنى أخرى في قلب السهول ب “سايس” و “اللكوس”.!! و عندما نؤدي للسجين يوميا منحة أكثر مما نؤدي لطلاب العلم في الداخليات!! و عندما يزور الطبيب السجناء، ولا يجد المتفوقون سريرا في الأحياء الجامعية ولا مقعدا في الكليات، ولا مكانا في المقصف البئيس لتلبية “حاجة بيولوجية” تحتاجها المعدة في زمن غزو الفضاء و استعمار المريخ.!!

 

عندما يموت الكبار في صمت مريب.!! لا مراسيم عزاء على قد المقام، ولا ذكرى الأربعين على منوال الفطاحل من خدام الوطن!! ولما ينتهي أحد الاغبياء المحظوظينبلا كفاءة ولا استحقاق، تقام الدنيا ولا تقعد وتبكي قنوات “إتم”.!! و يكون الجو مهيبا.

 

عندما نفتقد إلى رجالات دولة من الطراز الرفيع!! وتكون السياسة مهنة من لا مهنة له، من محترفي الرقص على أشلاء المواطن. و تكون بذلك الكائنات «السياسية» أمية وجاهلة في علم السياسة.. و ينتهي بنا المطاف مكتئبين بالشعبوية القاتلة، و بالحروب الوسخة و النثنة حيث؛ لا “بوليميك” سياسي ولا خطابة ولا برنامج كما أرسى قواعده “روسو “!! فتكون بذلك “الانثروبولوجيا” حثما وحدها القمينة بجعلنا نفهم السلوك كي لا نصاب بالغثيان. وكي لا يبتلعنا ظلما وعدوانا “الزهايمر” و نحن في عنفوان الشباب.!!

 

عندما تسقط “الجماهير” حماسا ل “مؤخرة” ( نانسي عجرم أو اليسا …)، و لا أحد من “الرعاع” يعرف مقدمة “ابن خلدون” ( اعتذر قارئي العزيز على المصطلح ). و هنا فقط تنكشف حقيقة الجهل و الأمية و زور البنيان..!!

 

عندما تكثر الشهادات من الإجازة الى ما فوق.. و تنكشف عورة «المثقفين». لا تكوين و لا بحث و لا عمق و لا تنظير.. وحده الشيخ “غوغل” و اعتماد مقولة (من نقل انتقل ..) تكون أداة للحصول على الإعتراف.. هنا الأمية الوظيفية تؤثت المشهد ولا يصح بعدها إلا “البروطوكول” و “التسنطيحة”!! لتجاوز عقدة العار!! و للتموقع في خريطة «النخبة».!!

 

عندما تكون الجامعات مأوى للسيوف و الرماح و مختلف فنون العنف و الإضطهاد.. و لا تكون رحابا للمقارعة الفكرية وللخطابة وللتكوين!! وعندما تعجز النخب عن تدبير الإختلاف بالعقل وبالمنطق. وتكون الأيديولوجيا عقيدة؛ ويصبح الحرم الجامعي كنيسة للأرثوذوكسيا في أبشع أنماط الإنغلاق!! ومهما كانت التقدمية والأنوار شكلا فإن العمق ظلام وارتكاسية ونكوصية مغلفة بالحداثة والعصر!! وجميع الاطياف معنية بهكذا فهم.

 

عندما يكون المرحاض (شرف الله قدرك) مؤسسة لإنتاج المعرفة لدى الغرب المتقدم. وتكون الجامعة عندنا مسرحا لتفريخ الجهل المؤسس أو المقدس..!!

 

عندما يربح بائع السجائر بالتقسيط أحسن مما يتقاضاه أستاذ باحث لا يستطيع ضمان أسبوع واحد في فندق مصنف بطنجة أو أغادير… وعندما تخصص للبحث العلمي عندنا ميزانية أقل من ميزانية مسرح بلدي واحد ببلدية “باريس” أو “فرانكفورت”!!

 

عندما يشتري المستضعفون هواتف آخر “موديل” و لا “روبير” لديهم و لا “إبن منظور”!! و يؤثثون البيوت ب “البلازما”!! ولا كتب ولا تربية ولا معاجيم اللغة، ولا أفقا رحبا وفسيحا!! ويكون الأغنياء أصدقاء أوفياء لل”الكوكايين” أو لدعارة الخمسة نجوم!!

 

عندما ندمر الأسرة بمفاهيم الحداثة المغشوشة ونحارب القيم بأفلام “المكسيك” أو “اسطمبول”. فنقعد لتقدم مزور لا قاعدة فيه و لا لبنيانه أساس!!

 

عندما يجهل المغاربة “العروي” و “الخطيبي” و “عبد الله حمودي”!! ويعرفون حق المعرفة رموز الابتذال والنمدجة مثل الرديء الأمي “سعد إنت معلم” . وتشكل البطلة “خلود” جزءاً من المخيال العام!!

 

هنا تأكدت فعلا من صحة ما جادت به قريحة “مصطفى حجازي” في إبداعه الرائع و المتميز “التخلف الإجتماعي، مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور”. قرأت الكتاب عشرات المرات وفي الأخير تأكدت أننا في مجتمع يحتاج إلى المصحات النفسية وإلى إعادة احياء “سيغموند فرويد” و قراءة “جاك لاكان” أكثر مما يحتاج إلى الطاحونات والحمامات والأسواق!!

 

عندما تصنع النكت للنيل من المعلمين!! ونقدر ثقافة السلطة أكثر من سلطة الثقافة. ويعيش الطبيب على القروض وعلى الكفاف والعفاف في أحسن الأحوال!! وتكون المستشفيات مفتوحة أمام المنحرفين و”البلطجية” للنيل من سلامة ملائكة الرحمان..

 

عندما نحتقر علوم “الإنسان والمجتمع” التي أنهت عمر العظيم “محمد اركون”!!؛ والتي تتخذها القوى العظمى أداة لاستعمار العالم!! فيخرج علينا معالي الوزير “المنافق الغبي” مصرحا بأن تدريس التاريخ والفلسفة مجرد هدر للوقت..!! تأكدت صدقا أن “أفلاطون” كان على صواب عندما أكد أن شؤون المدينة من اختصاص الحكماء لا من اختصاص الغوغاء و “الدوكسا” أعداء الفهم والتحليل!!

 

عندما يرفض «مثقف» أن يجالس مثقفا آخر لأنه يختلف عنه في “الإيديولوجيا”. وفي الوقت عينه يرافع في الديموقراطية!! فيغرد الأول ايديولوجيا ل “دمشق” أو “بغداد”!! ويغني الثاني، بحماس، ل “باريس” أو “الفاتيكان” ويمارس الثالت شطحاته تأثرا بالدوحة أو الرياض. وما يزالون منذ صدور “الايديولوجيا العربية المعاصرة” للكبير “العروي” إلى الآن يرقصون و كل يغني ل “ليلاه”..

 

عندما تصبح الإشاعة أداة.. و الافتراء وسيلة.. و الحقد خصلة.. و الغل ممارسة.. و التربص والمؤامرات والدسائس خططا.. والقذف والسب والنيل من الرجال حرفة… والمكر والكيد طريقة… والعزل أسلوبا… و المحاصرة تكتيكا…

 

عند كل هذا و ذاك، تأكدت فعلا أننا نعيش الإفلاس الحضاري وانسدادا كاملا في الأفق واستئساد الرداءة وموتا اكلينيكيا للمجتمع!!

 

وأخيرا أنصح بقراءة الكتاب الرائع “سيكولوجية الجماهير” للمنظر في السوسيولوحيا و في علم النفس الإجتماعي “غوستاف لوبون”. الكتاب يعود الى أربعينيات القرن الماضي وقد ترجم إلى عشرات اللغات وهو بمثابة “زبور الرأسماليين”. و “غوستاف لوبون” مثل “وليام رايخ” من الكبار الذين يستحقون القراءة.

منقول

تعليق 1
  1. […] post سيكولوجية الجماهير appeared first on جريدة […]

التعليقات مغلقة.