الخير و الشر في السلوك الإنساني

أقلام حرة – اسماء تفاوت

 

تنقسم حياتنا الإنسانية بين ما هو شريف وما هو وضيع رخيص، بين الفضيلة والرذيلة؛ وينقسم البشر على هذين المسارين على وفق قاعدتين أو مبدأين مختلفين. فالالتزام بمبادئ الخير والسلام لا يحتاج لمبررات بل ينبع من دواعي أصالة إنسانية وسمو نفس وكرم أخلاق، فيما لا نجد للرذيلة إلا التبرير واللف والدوران لتقديم أية حالة تنتمي إلى الشرِّ وما يتبعه من اعتداء على قيم الإنسانية الفاضلة، وليس أقل من خواء النفس وافتقاد الضمير والحسّ الإنساني لأولئك الذين يبيعون كلّ شئ حتى ذواتهم بلا مقابل…

 

ما نقرأ عنه اليوم، وما نسمع ونشاهد يخصُّ  الأقلام التي انبرت تحرِّر أوتحبِّر أوتدبِّج المقالات، فمنها ما يدافع عن الإنسان الذي يجد مساحة واسعة اليوم للتعبير بحرية، ومن دون حجر وكبت وقمع..، وفي الحقيقة هؤلاء كانوا وما زالوا يكتبون في ظروف معقدة وصعبة، ولطالما تعرّضوا نتيجة مواقفهم النبيلة والجريئة في الدفاع عن الحق والعدالة لجملة من المشاكل وصل بعضها حدّ التضحية بالنفس عندما اغتالت الأيدي الآثمة أنبل الأقلام المخلصة لقضية الشعب والوطن في محاولة منها لإسكات تلك الأقلام وما تقوم به  والأساتذة والصحفيين والمثقفين من كل طراز)…

 

ومن كثرة فارغة، ممّا يسمونه أقلام، نجد تلك التي تمَّ شراؤها بأرخص  ثمن، فصارت تخطُّ محبِّرة الصفحات مؤلِّفة الأكاذيب مدبِّجة من خيالاتها المريضة المُباعة القصصَ والحكاياتِ وأحيانا تحليلات مفبركة قائمة على الادّعاء والافتراء.

 

وهذه الحالة المَرَضية توجد في وضع كالذي تمرُّ به بلادنا وبين ممثلي تلك الأقلام المتّّسِخة ما استمرأت وضعها الذي عهدته منذ زمن أسيادها الذين حكموا البلاد والعباد بسياط الجلاد وأقلام أو أصوات الفساد كما في الصحف الصفراء وفعالياتها المفضوحة.

 

اليوم نجد من بقايا هؤلاء ونجد من أشباههم مستغلين حالة عدم الاستقرار وأبعد من ذلك كون الطرف الذي يناوئونه ويستهدفونه فيما يسطِّرون هو طرف بعيد عن القمع وعن عقوبات الموت التي كانت تكلِّف. 

التعليقات مغلقة.