هل نزار بركة أكل من ثمرة أخنوش فسار في سياق تبرير الأزمة؟ + فيديو

الإعلامي المتخصص "م - ع" 

 

هذه الأيام عرف المغاربة جميعا أن الأحزاب السياسية تأتي بشعارات وبخطابات ما أنزل الله بها من سلطان أيام الانتخابات، حيث أنه إذا تكلم الأمناء العامون للأحزاب فكأننا نسمع لعمر بن الخطاب رضي الله عنه.

 

في حديثنا في هذا المقال لا بد أن نتكلم عن الأمين العام لحزب الاستقلال، وفي هذا السياق نتذكر أن نزار بركة صاحب 57 سنة من العمر، الاقتصادي المغربي والذي شغل منصب وزير الاقتصاد و المالية في حكومة “عبد الإله بنكيران” بين يناير/ كانون الثاني 2012، ويوليو/تموز 2013، والذي اختارته مجلة “ذي بانكر” التابعة لمجموعة “فايننشال تايمز”، أفضل وزير للمالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عام 2012.

 

أكاديميا حصل “نزار” على الإجازة في الاقتصاد القياسي من كلية الحقوق في جامعة “محمد الخامس – أكدال” عام 1985، وعلى شهادة الدراسات المعمقة في الاقتصاد القياسي من جامعة “إكس – مارسيليا 3” الفرنسية في 1986، وشهادة الدكتوراه بعد ذلك.

 

في بعض الخطب، ويا للعجب، نجد أن نزار بركة قد قال “سنعمل على تحقيق العدالة المجالية و الاجتماعية وسنضمن العيش اللائق لجميع المغاربة، والتنمية الفعلية، والحكامة الناجعة والمتفاعلة مع انتظارات وتطلعات المجتمع في المجالين القروي والحضري، وتنزيل المشروع التنموي من منظور حزب الاستقلال، وهو ما يقتضي تمكين جميع الجهات من الصلاحيات المنصوص عليها في الدستور، وتسخير كل ذلك لتحرير الطاقات وتسريع وثيرة التنمية المستدامة، و الحد من الفوارق المجالية داخل المجتمع المغربي، وتحقيق التنمية الاقتصادية و الاجتماعية الناجعة و الشاملة والمتوازنة المبنية على تعاقد بين الدولة ومؤسساتها المختلفة”.

 

ليأتي اليوم بخطاب جديد، الجائحة ساهمت في خروج مليون مغربي من الطبقة الوسطى ودخولهم إلى دائرة الفقر وبالتالي نريد أن نساعدهم من خلال تقديم دعم لمدة زمنية محددة، وتقوية قدراتهم من أجل مباشرة مشاريع مدرة للدخل”، وزاد قائلا إن الطبقة الوسطى لا تزال خائفة على وضعها وعلى أبنائها، خصوصا في ظل مخاوف من العيش في مستوى أقل مما كانت عليه”، وكان قد سبق له أن تعهد بقطع الطريق على من يريد الرفع من أسعار الدقيق والسكر، والذين يريدون إزالة دعم الأسعار مرة أخرى وتحرير الأسعار، وهو ما سيساهم في جشع بعض الشركات المحتكرة وزيادة أرباحها وتفقير المواطنين من الطبقة الوسطى والطبقة الفقيرة، معتبرا كل ذلك خطوطا حمراء.

 

ليأتي اليوم وهو داخل الحكومة بتبريرات أخرى وعصى سحرية، تذرف الدموع، ولكنها ذموع التماسيح هذفها توزيع المبررات وإلقاء اللوم على الطبيعة والأزمة العالمية وهلم جرا من لغة الخشب المصدرة للأزمة من الداخل إلى الخارج، في تناقض تام مع خطبه السابقة التي اعتبر من خلالها الاعتداء على مقومات صمود المغاربة خطا أحمر، لا يمكن القبول به، لينصاع في نهاية اللعب إلى الرأسمال ويصبح صديقا له إن لم يكن عبدا لسلطته في براغماتية نفعية محضة بعيدة كل البعد عن معاناة المواطنين ممن سمعوا الكلام المعسول خلال الحملات  الانتخابية ليفاجأوا اليوم بخطاب الاستوزار الذي يخالف بقوة المنفعة خطاب الحملات التي لا تنفع إلا لإثارة النعرات القبائلية والمناطقية تجييشا لأصوات هي أرقام ترمى في صناديق ودون ذلك، فهو على قول الفنانة اللبنانية عبر أغنيتها “شخبط شخابيط لخبط لخابيط”.

التعليقات مغلقة.