أوروبا على حافة الهاوية النووية.. تعرف على أخطر أسلحة روسيا

حديث إيطاليا: توفيق الضريضي


هل أصبح العالم أمام وضع خطير قد يقود إلى تذمير نووي؟ مع تواصل الحرب في أوكرانيا، يبرز التلويح بالخيارات النووية في سياق تطورات الأحداث ومع احتدام الصراع بين موسكو وواشنطن ومعها العواصم الأوروبية، وتبادل الاتهامات بينهما، لدرجة أن العالم بات يحبس أنفاسه خشية من تداعيات هذا الصراع على حافة الهاوية النووية.

وفي هذا السياق أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، الاثنين، أن قوات الثالوث النووي الروسي بدأت بإجراء مناوبات بطواقم معززة.

 

وحسب وزارة الدفاع الروسية، فإن شويغو أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بأنه وتنفيذا لأمره، بدأت مراكز التحكم التابعة لقوات الصواريخ الاستراتيجية والأسطول الشمالي وأسطول المحيط الهادئ وقيادة الطيران بعيد المدى، المناوبات القتالية بطواقم معززة.

وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، قد أمر يوم الأحد، وزارة الدفاع بوضع قوات الردع الاستراتيجي الروسية في حالة تأهب قتالي خاصة.

 

ودفع هذا الاعلان الروسي لتسليط الضوء على الترسانة الروسية الذكية الاستراتيجية، وعلى أحدث نماذجها، والتي تضم صواريخ تطلق من البر، وحتى عن طريق منصات تحت الأرض، أو من البحر عن طريق الغواصات، ومن الجو عن طريق القاذفات الاستراتيجية العملاقة.

 

وتعتمد منظومة قوات الثالوث النووي الروسي، الاستراتيجية، على أسلحة ردعية من طراز صواريخ بعيدة المدى ذكية وعالية الدقة، تحمل رؤوسا نووية مهمتها الردع الاستراتيجي الشامل، وهي قوات برية وجوية وبحرية، والأخيرة تتكون من سفن وغواصات نووية استراتيجية مثل غواصة بوسيدون المسيرة النووية الجديدة، أما الجوية فتضم صاروخ “كاليبر” المجنح والذي يمكنه حمل رؤوس نووية، وصاروخ “وبولافا” ومداه 8 آلاف كيلومتر، وطائرات استراتيجية حاملة للصواريخ النووية من نوع “كينجال” الفرط صوتي والتي تتجاوز سرعتها سرعة الصوت بعشرة الأضعاف، ومداها يصل إلى 3 آلاف كيلومتر، فضلا عن البرية كالمنصات ذاتية الحركة لصواريخ “توبول” و”توبول إم” ويزيد مداها على 8 آلاف كيلومتر .

ومن أبرز الأسلحة الفتاكة التي تشملها منظومة الردع الاستراتيجي الروسية، صاروخ “آر إس-28 سارمات” الملقب بـ”يوم القيامة” الذي لا يمكن إيقافه بسبب قدرته على اجتياز أي منظومة دفاعية في العالم، والذي يوصف بإنه أقوى صاروخ باليستي نووي عابر للقارات.

 

وصاروخ “آر إس-28 سارمات”، تصفه روسيا بأنه النسخة البديلة لصاروخ “آر-36” الذي يطلق عليه حلف شمال الأطلسي (الناتو) لقب “الشيطان”.

 

ويفتخر الكرملين بمدى الصاروخ الذي تصل سرعته إلى 15 ألف ميل بالساعة، ويصل طوله إلى 35.3 متر وقطره لـ3 أمتار، وتقول موسكو إنه يبلغ من القوة درجة أنه يمكن أن يمحو معظم المملكة المتحدة أو فرنسا، بل أن الكرملين تحدث عن أن قوة الصاروخ قادرة على تدمير مساحة بحجم ولاية تكساس، ثاني أكبر الولايات الأميركية.

 

هذا ويبلغ وزنه نحو 100 طن، وله قدرة على حمل حمولة نووية تقدر بـ10 أطنان، وبهذه الحمولة يمكن أن يسبب انفجارا أقوى بألفي مرة من انفجاري مدينتي “هيروشيما” و”ناغازاكي” اليابانيتين عام 1945.

 

فضلا عن امتيازه بكم هائل من التقنيات المضادة لأنظمة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية، حيث يمتاز بقدرته على تغيير الارتفاع والاتجاه والسرعة، وبقدر عال من الحماية النشطة في شكل أنظمة مضادة للصواريخ والدفاعات الجوية.

 

فضلا عن طوربيد يوم القيامة، المحمول عبر الغواصات، الذي تم الكشف عنه عام 2015 وأكدت وثائق تابعة لوزارة الدفاع الأميركية عام 2018، أنه يعد من أخطر الأسلحة النووية البحرية في العالم.

 

وبحسب المصادر الأميركية، فإن هذا الطوربيد النووي يستطيع أن يدمر شواطئ العدو بشكل كامل ويقضي على مظاهر الحياة فيها لأجيال.

 

وللحديث عن تفاصيل الثالوث النووي الروسي، وقوته الردعية والتدميرية، يقول الخبير العسكري، العميد أعياد الطوفان، في حوار مع سكاي نيوز عربية :”قوات الردع الاستراتيجي تنقسم إلى هجومية استراتيجية ودفاعية استراتيجية، وتشكل القوات النووية الاستراتيجية التي تشمل قوات الصواريخ الاستراتيجية عماد الدفاع الاستراتيجي المعتمد على أنظمة صاروخية وجوية عابرة للقارات وأسلحة عالية الدقة بعيدة المدى، وهي تضم قوات هجومية وقوات استراتيجية غير نووية معتمدة على قاذفات استراتيجية وبعيدة المدى، وعلى غواصات وسفن وطائرات حاملة للصواريخ بعيدة المدى ذات الدقة المتناهية”.

أما القوات الدفاعية الاستراتيجية، كما يقول الخبير العسكري، فهي: ”تعتمد على القوى والوسائل التابعة لقوات الدفاع الجوفضائية وتضم منظومة الإنذار المبكر من الاعتداء الصاروخي، ومنظومة مراقبة المجال الفضائي، والدفاعات المضادة للصواريخ والوسائل الفضائية وغير ذلك”.

 

تملك روسيا ترسانة فتاكة ومرعبة من أبرز نماذجها، كما يشرح الطوفان: “صاروخ كاليبر وهو من الصواريخ المجنحة ويمكن اطلاقه من السفن ومن البر واصاباته للأهداف دقيقة للغاية، ومن مسافات بعيدة تصل إلى 2500 كيلومترا، وسرعته تصل إلى ألف كيلومتر في الساعة”.

 

ويتابع: “لدى الجيش الروسي راجمة صواريخ ثقيلة من نوع كي أو إس 1 وهي من ضمن أسلحة قاذفات اللهب، وتعتبر من أقوى الأسلحة الاستراتيجية غير النووية، وهي تحمل على آلية عسكرية مجنزرة، وتملك قوة تدميرية هائلة كونها تستخدم الأسلحة الحرارية”.

 

من جانبه يقول الدكتور رائد العزاوي، رئيس مركز الأمصار للدراسات الاستراتيجية، في العاصمة المصرية، القاهرة، في لقاء مع سكاي نيوز عربية :”تملك روسيا ترسانة حربية نووية واستراتيجية متطورة جدا، وهي تملك تقريبا نحو 1400 رأس حربي ما بين مقذوفات وصواريخ محملة برؤوس نووية، وبموجب اتفاقية ستارت التي مددت في يناير من العام 2021 لمدة 5 سنوات أخرى، هذه المخزونات كلها مسيطرة عليها، لكن ترسانة روسيا أضخم من ذلك بكثير حيث ثمة من يشير لامتلاك موسكو نحو 7 آلاف قنبلة نووية صغيرة وكبيرة، وهذا رقم مهول ورادع جدا، إضافة للصواريخ الباليستية العابرة للقارات ونصفها يمكن تزويدها بذخيرة نووية، وبقدر عددها بنحو 530 صاروخ”.

 

ويضيف الخبير الاستراتيجي :”حسب آخر تقارير مركزنا هناك الآن نحو 100 قنبلة نووية من طراز بي 61 في عدد من القواعد الروسية المتقدمة على الحدود مع أوكرانيا وحتى ضمن إقليم دونباس، فضلا عن أن هناك ما بين 200 إلى 110 رأس باليستي جاهز كدرع صاروخي نووي، وهي قادرة خلال 10 دقائق من إطلاقها على الوصول لأهدافها، وفي البحر الأسود هناك طاقم من الغواصات الروسية التي تحمل صواريخا نووية قادرة بعد نحو ربع ساعة من الايعاز الهجومي لها بإصابة أهدافها، ويقدر عدد الموجهة منها لأوروبا بنحو 112 صاروخ قادر على حمل رأس نووي”.

 

الدرع النووي الروسي، كما يضيف العزاوي: “هو درع متعدد الأوجه ما بين صواريخ غواصات وصواريخ باليستية قارية، وأخرى متوسطة المدى وقصيرة المدى، وقنابل يمكن قذفها من مدافع خاصة تحمل رؤوسا نووية صغيرة جدا بزنة 200 غرام إلى 5 كيلوغرام، وهي قنابل تطلق عبر قاذفات تحملها طائرات صغيرة”.

التعليقات مغلقة.