“بوتين” على استعداد لاستخدام أكثر الوسائل بشاعة لكسر المقاومة الأوكرانية!!

 مراكش : السعيد الزوزي

يحاول الكرملين رفع قضية الأسلحة الكيماوية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بدعوى أن الولايات المتحدة و أوكرانيا قد تسعيان لنشرها، ينظر إليها على نطاق واسع على أنها أداة لصرف الانتباه عن أي استخدام مستقبلي لقواتها.

لقد أعرب البنتاغون، بشكل أكثر مصداقية، عن قلقه من ان “فلاديمير بوتين ” قد يختار استخدامها في المستقبل القريب، لكن وراء التغطية الإعلامية هناك مسألة أكثر جوهرية: لماذا يفكر الكرملين حتى في استخدام الأسلحة الكيميائية ؟؟

 

والمشكلة بالنسبة للقادة الغربيين هي أن مستشاريهم سيخبرونهم أنه من وجهة نظر “بوتين” قد تكون هناك أسباب فعلية لفعل ذلك على وجه التحديد، ضع في اعتبارك مايلي.

عندما ذهب “بوتين” إلى الحرب، كانت لديه خطة واضحة لتحقيق هدف محدد: الاستيلاء على “كييف”، وانهاء الحكومة واستبدالها بنظام العميل، من خلال القيام بذلك، سيؤدي ذلك إلى تمديد وتأكيد وصول الكرملين إلى ما يقرب من “ألف كيلومتر” غربا، مما يعزز السيطرة الحالية على نظام “مينسك”،سيكون لكل من بيلاروسيا و أوكرانيا قواعد روسية دائمة هناك، بما في ذلك بلا شك صواريخ ذات قدرة نووية،سوف يتغير الهيكل الأمني الكامل لاوروبا لصالح ” بوتين”، كان سيجعل روسيا عظيمة مرة أخرى.

تطلبت الرؤية حملة عسكرية خاطفة لمفاجأة الناتو على حين غرة، لكنها تطلبت أيضا وجود سكان اوكرانيين هادئين ومقاومة عسكرية محدودة.

تفككت الخطة في اللحامات في غضون 48 ساعة، كانت المقاومة العسكرية شديدة، ولم تكن هناك حشود مرحبة، وكانت القوات الروسية غالباً غير كفؤة.

بعد يومين، أصدر “بوتين” تهديده بإستخدام الأسلحة النووية ردا على أي تدخل مباشر من الناتو، بينما بدأت قواته العسكرية في إعادة تجميع صفوفها لخوض حرب ضد المدينة.

بعد مرور ستة عشر يوماً على الحرب، ثبت أن ذلك يمثل مشكلة،لم يتم الاستيلاء على أي مدينة رئيسية حتى الآن ولا حتى “خاركيف”،على الرغم من الأضرار الجسيمة التي لحقت بها،حتى” ماريوبول” ليست تحت السيطرة الروسية الكاملة في مواجهة المعاناة المروعة “لعشرات الآلاف” الذين ما زالوا محاصرين هناك.في غضون ذلك، تواجه القوات الروسية مشاكل كبيرة في المعنويات بينما يتلقى الجيش الأوكراني الآلاف من الأسلحة المضادة للدروع و غيرها من الأسلحة التي تتدفق عبر الحدود من دول الناتو.

يمكن”لبوتين” أن يواصل هجماته المدمرة المضادة للمدن، لكنه سيتطلع أيضاً إلى مواقف عسكرية ايضا، وهنا تبرز مخاطر الهجمات الكيماوية، لأن هناك عنصرين محددين في استخدامها مرتبطان بخطة “بوتين” للهجوم.احدهما أنه يمكن استخدامها ضد أهداف تحت الأرض مثل الاقبية و المخابىء وحتى محطات المترو، والآخر هو إثارة الخوف على نطاق واسع.

تأتي الأسلحة الكيميائية في خمسة أشكال رئيسية، عوامل نفطة مثل “غاز الخردل” وعوامل الاختناق مثل” الكلور” وعوامل الدم مثل” كلوريد السيانوجين” والعوازل مثل” كلورو اسيتوفينون” ( الصولجان) والاسوأ من ذلك كله عوامل الأعصاب مثل” السارين” و “التابون” ووكلاء العملاء الروس هذه الأخيرة في محاولة اغتيال، بما في ذلك هجوم “سالزبوري”.

في السادس عشر من مارس عام 1988،قصفت الطائرات والمدفعية العراقية مدينة “حلبجة الكردية” في شمال العراق.قتلت القنابل والقدائف المملوءة بغاز ” السارين” او غاز “الخردل” ما يصل إلى “خمسة آلاف” شخص، معظمهم من النساء والأطفال، كان الدافع خلق الخوف في أنحاء “كوردستان” العراق – تحذير من عدم التسامح مع معارضة “صدام حسين”-.

ربما كان هذا اسوأ هجوم كيميائي منفرد منذ الحرب العالمية الأولى، لكنه اقترب من نهاية الحرب العراقية الإيرانية التي دامت ثماني سنوات ولم يتلق سوى انتقادات صامتة من الولايات المتحدة وحلفائها، حيث كان ينظر إلى العراق في ذلك الوقت على أنه حليف ضد ايران.

هجوم واحد ضخم مثل هذا غير مرجح إلى حد كبير في اوكرانيا، لكن الهجمات الفردية القليلة ضد مبان محددة في بلدة أو منطقة مدينة أوكرانية ،هي مسألة أخرى،اثقل من الهواء،تتسرب الأسلحة الكيميائية إلى المخابىء أو الاقبية أو حتى محطات المترو، من بين الأماكن القليلة في المدن الأوكرانية حيث لايزال الناس يشعرون ببعض الشعور بالامان في وقت الخطر الشديد في العراء.

قد يكون شكلا بشعا من الحرب النفسية، لكنه قد يكون مغريا “لبوتين”، فشلت خطته الأولية وتعتمد رؤيته الكاملة الآن على قصف المدن حتى يتعين على القيادة الأوكرانية قبول شروطه.حتى الآن، ومع ذلك، حتى هذا لا يعمل، حيث لا تزال مرونة الشعب الأوكراني قوية.

لايستطيع “بوتين” تحمل الفشل،مستقبله، ومستقبل من حوله، وبالفعل رؤيته كلها تعتمد على النجاح، وقد استخدم بالفعل عنفا شديدا لتحقيق هذه الغاية،قد يكون خطر الحرب الكيماوية ضئيلا، لكنه قائم.

إذا اقترب ” بوتين” من التفكير في الأمر، فقد يكون الشيء الوحيد الذي يعيقه هو موقف الرئيس ” شي في بكين”، إنه الشخص الوحيد الذي لا خيار أمام ” بوتين” إلا أن ينتبه إليه.

التعليقات مغلقة.