الموقف الإسباني الداعم للمغرب في صحرائه وفق وسائل الإعلام الإسبانية

تواثرت التفاعلات المصاحبة للقرار الإسباني المعترف بمغربية الصحراء المغربية، والداعم لخيار المغرب المتعلق بالحكم الذاتي، حيث نقلت مختلف وسائل الإعلام الإسبانية الحدث واصفة الموقف ب “الجديد”، مؤكدة أن الحدث يشكل منعطفا تاريخيا هاما في تاريخ الدبلوماسية الإسبانية ناقلة أن الجزائر أحيطت علما بالموقف حتى قبيل صدوره بشكل رسمي.

 

وفي سياق هاته المتابعة كتبت “إل موندو” أن الحدث يشكل “منعطفا تاريخيا في سياسة مدريد بشأن النزاع في الصحراء”، مبرزة تغير الموقف التاريخي لإسبانيا بشأن النزاع، حيث قالت إن رئيس الوزراء الإسباني “يغير الموقف الذي حافظت عليه مدريد تاريخيًا، فيما تمثل شروط رسالة سانشيز تحولاً بمقدار 180 درجة”.

وربطت الصحيفة بين الحدث وتوثر العلاقات بين الرباط ومدريد، حيث قالت إن “هذا يأتي قبل شهر واحد فقط من الذكرى السنوية الأولى لبدء أخطر أزمة في التاريخ الحديث في العلاقات الدبلوماسية بين الضفتين”.

 

ونقلت الصحيفة قول رئيس الوزراء الإسباني الذي نقل أن هذا التغير في الموقف جاء تبعا لكون أن “غزو أوكرانيا يجعل من المناسب بشكل خاص إغلاق الأزمات المعلقة”.

 

من جهتها انبرت صحيفة “آ.بي.سي” للموضوع حيث رأت أن اتخاذ هذا الموقف يصب في مصلحة مدريد حيث قالت إن “التفاهم مع الرباط هو وحده الذي يمكن أن يحل مسألة الهجرة، ليس فقط في سبتة ومليلية، ولكن أيضا في التدفقات البحرية لجزر الكناري ومضيق جبل طارق”.

 

وأكدت الصحيفة أن هذا التحول في الموقف جاء لإنهاء أزمة دبلوماسية طالت مع الرباط، حيث قالت “سانشيز يستسلم للمغرب بشأن الصحراء لإنهاء الأزمة الدبلوماسية وفي خضم أزمة طاقة”.

وكانت العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين قد شهدت توثرا حادا بعد زيارة زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، السرية لمدريد، نهاية شهر أبريل الماضي، لتلقي العلاج في إحدى مستشفياتها، وهو ما جعل الرباط تسحب سفيرها المعتمد في مدريد.

الحكومة الإسبانية اعتبرت الخطوة تجسيدا لطموح بناء علاقات متميزة بين البلدين، وأنها ستفتح آفاقا جديدة لهاته العلاقات في جميع المجالات، حيث قالت “سيتم تطوير هذه المرحلة الجديدة، كما هو في البيانات الصادرة عن المغرب، في خارطة طريق واضحة وطموحة لضمان الاستقرار والسيادة والسلامة الإقليمية والازدهار لبلدينا”.

 

يشار إلى أن توثر العلاقات بين البلدين أدت إلى توقف كل أشكال الاتصالات بين البلدين وهو ما انعكس سلبا على مجموعة من القضايا المشتركة التي كان البلدان ينسقان فيها، وأهمها ملفي الهجرة ومحاربة الإرهاب.

 

من جهته وصف رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق، الاشتراكي، خوسي لويس رودريغيز ثاباتيرو، موقف بلاده ب “الذكي”، معربا عن دعمه لمخطط الحكم الذاتي المقترح من طرف المغرب من أجل تسوية النزاع في الصحراء المغربية.

جاء ذلك خلال لقاء أجرته مع السيد ثاباتيرو، الإذاعة الإسبانية “كادينا سير”، حيث قال إن “الصحراء تعد قضية رئيسية بالنسبة للمغرب. (…) يبدو أن فتح الطريق ودعم الحكم الذاتي قرار ذكي من الناحية السياسية”.

مشيدا بالمقترح المغربي حول الحكم الذاتي، مشيرا إلى أنه يحظى بالتأييد من قبل مجموعة من الدول الأوروبية، وينبغي بحثها على مستوى الأمم المتحدة قصد إيجاد تسوية لهذا الخلاف الذي طال أمده.

التعليقات مغلقة.