وفق محلل سياسي إسباني الحرب الرسية الأوكرانية ساهمت بقسط كبير في قبول إسبانيا مقترح الرباط حول الحكم الذاتي

تحدث المحلل السياسي الإسباني، خافيير فرنانديز أوريباس، عن كون الحرب الروسية على أوكرانيا، تسبب في تحول جيوسياسي وجيوستراتيجي عالمي، أجبر اسبانيا على الاعتراف بمغربية الصحراء، مضيفاً أن الاختيار بين الجزائر حليف روسيا، والمغرب، كان لا جدال فيه، لكن ليس فقط بسبب الحاجة إلى الوقوف في وجه “بوتين” في جميع المجالات، بما في ذلك إفريقيا، ولكن بسبب القيمة الهائلة مع المغرب في مختلف القطاعات.

 

 

وفي مقاله التحليلي الذي نشره على مجلة “أتالايار”، قال المحلل الإسباني إن علاقات إسبانيا مع المغرب كبيرة في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاجتماعية والثقافية، إلى جانب الأمن ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى أن مدريد كانت في حاجة، ليس فقط لضمان إسبانية مدينتي سبتة ومليلية وجزر الكناري، ومياههم الإقليمية، ولكن أيضا لضمان أوروبيتهما، مع التحكم في الهجرة.

 

 

وتابع أن حكومة بيدرو سانشيز، تلقت إشارة من نائبة وزير الخارجية الأمريكي، ويندي شيرمان، خلال زيارتها إلى مدريد في الـ 7 من مارس، بشأن فرصة إنهاء الأزمة السياسية مع المغرب، والانحياز إلى جانب مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية للصحراء، متابعاً أن هذا القرار، يمثل رسالة واضحة للجزائر، التي سيكون رد فعلها مريرا بدعوة سفيرها في مدريد للتشاور.

 

 

بحيث قال في ذات السياق، أن أهم قرار يمكن للجزائر العاصمة اتخاذه، هو قطع إمدادات الغاز عن إسبانيا، لكن المفاوضات السابقة مع الحكومة الجزائرية، تسمح لنا بالاعتقاد بأن الدخل من دفع ثمن الغاز، الذي سيزداد، ضروري للجزائر، أكثر من رد فعل مفترض نابع عن الانتقام، مسترسلاً أن الحكومة الإسبانية، لاحظت جيداً ما حدث بعد قطع الجزائر، لخط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي.

 

 

وأردف أن مصادر رسمية، قامت بدراسة إمكانية إغلاق الجزائر لخط أنابيب ميدغاز المباشر إلى ألميريا، غير أنها استبعدت الأمر، مع ضمانها حلولاً بديل في حال وقوعه، وعلى رأسها شراء الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة الأمريكية والأسواق الأخرى، بسعر معدل، ثم إعادة تحويله إلى غاز طبيعي في المحطات السبع التي تمتلكها إسبانيا.

 

 

وأبرز أن هذا الجانب، تطرقت له إسبانيا مع نائبة وزير الخارجية الأمريكي، شيرمان، في مدريد، قبل زيارتها إلى الرباط في اليوم الموالي، حيث تمكنت من إقناع المغرب بتقديم ضمانات لإسبانيا بخصوص سبتة ومليلية والمياه الإقليمية لجزر الكناري، والسيطرة على تدفقات المهاجرين، وهي النقاط التي كانت أساسية في المفاوضات بين البلدين في الشهور الماضية لتجاوز الأزمة، وضمان عدم تكرارها.

 

 

وتابع أوريباس، أن شيرمان، سافرت بعدها إلى الجزائر من أجل إبلاغها بالاتفاق بين إسبانيا والمغرب، ومطالبتها بالتعاون من أجل حل النزاع والحفاظ على إمدادات الغاز، مضيفاً، أن الرباط تمكنت من تعزيز علاقتها مع الاتحاد الأوروبي، حيث دعمت ألمانيا الحكم الذاتي، كما أن فرنسا تؤيده منذ فترة، إلى الجانب أن بريطانيا توشك على اتخاذ هذه الخطوة، بعدما تعززت علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع المغرب.

 

 

ونبه إلى أن قرار حكومة سانشيز، في التخلي عن الحياد والمراهنة على حل الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، يهدف إلى وضع حد للظروف المعيشية شديدة الخطورة التي عانى منها أكثر من 140 ألف صحراوي في مخيمات تندوف، التي يعتمد بقاؤها على المساعدات الدولية، والتي تزداد ندرة كل يوم بسبب الشكوك التي تثار حول الشكاوى المقدمة بشأن القمع والانتهاكات التي تقوم بها البوليساريو.

 

 

إضافة إلى ذلك، يقول المحلل الإسباني، إن الجماعات الإرهابية التي تنشط في منطقة الساحل، تقنع بين الفينة والأخرى، مجموعة من الشبان الصحراويين، من أجل الانضمام إليهم، مقابل بعض المال، متابعةً أن لم شمل أسرة جميع الصحراويين، وتوفير السكن والعمل والتعليم والصحة والحياة الكريمة هدف لا مفر منه للجميع، وهو ما يمكن أن يتحقق تحت السيادة المغربية.

 

 

وذكّر في السياق ذاته، أن جهود دول أوروبية مثل إسبانيا وفرنسا، تعرقلت في دول مثل مالي، بالتدخل الروسي في المنطقة، بعد وصول مرتزقة من مجموعة “فاغنر”، عقب الاتفاق الذي عرضته موسكو على الزعيم المالي الجديد، مردفاً أن الظروف تغيرت بحيث قررت فرنسا سحب قواتها، وتدرس إسبانيا مع الاتحاد الأوروبي، التعامل مع وضع حساس يؤثر بشمل مباشر على أمن واستقرار شمال إفريقيا وأوروبا.

التعليقات مغلقة.