“تازناخت” وظاهرة الانتحار

الحسن اعبا

إن ظاهرة الانتحار ليست جديدة في العالم وفي المغرب وحتى في منطقة تازناخت، بل هي ظاهرة قديمة لكنها بنواحي تازناخت عرفت تصاعدا كبيرا، ولا ندري ما هي الأسباب؟.

ما هو الانتحار إذا.. ولماذا الانتحار… ما هي أسبابه ودوافعه…؟ 

الانتحار هو فعلٌ يقتضي إنهاء الشخص لحياته بكلتا يديه وعمداً مهدراً بذلك حقه في الحياة، والتي يعتبر أقدس حقوق الإنسان على الإطلاق، ويعتبر الانتحار جريمةً دافعها الأساسي اليأس والاضطرابات النفسية، وتتركّز هذه الظاهرة في المجتمعات والدول الفقيرة والتي تعاني التخلف والأمراض، وتقدّر الإحصائيات بوفاة ما بين 800 ألف إلى مليون شخصٍ سنوياً نتيجة الانتحار، ويأتي في المرتبة العاشرة لأسباب الوفاة حول العالم، وهنا في هذا المقال سنتحدّث عن الانتحار بالتفصيل. 

إنّ للشخص المقدم على فعل الانتحار أسباباً متعددة، نذكر منها: الأسباب النفسية مثل الاكتئاب والقلق وغيرهما، شرب الخمر وتعاطي المخدرات، المشاكل المالية، مشاكل العلاقات الشخصية، انعدام الأهداف ومعنى الحياة.

وتتنوع طرق وأشكال الانتحار، ومنها: استخدام السلاح الناري، شرب السم، استنشاق الغاز أو المواد السامة، استخدام الأدوات الحادة، شرب كميةٍ كبيرةٍ من الأقراص والعقاقير، الشنق، السقوط من الأماكن المرتفعة، الجرعات الزائدة من المخدرات والثمالة، الظهور المفاجئ أمام السيارات المسرعة عمداً أو عمل حادث سيرٍ عمداً، حرق النفس. 

وكيف لنا إذا أن نحد من هذه الظاهرة التي تقلق كل الدول وكل المجتمعات؟، أي ما هي الطرق الكفيلة للقضاء على هذه الظاهرة؟ 

هناك عدة مسالك وطرق تتخذها الدول والمجتمعات للحد من هذه الظاهرة تتجلى في:

تقييد الحصول على الأسلحة النارية، ووضع الشروط لامتلاكها، توفير العلاج النفسي، حيث إنّ الانتحار ذا طابعٍ نفسي عادة، توعية الناس حول مخاطر المخدرات وآثارها، كونها إحدى طرق الانتحار، عن طريق تناول الشخص لجرعاتٍ زائدة، أو سوء استخدام الأدوات المخصّصة لها، توفير فرص العمل وتنمية قطاع الاقتصاد، لاستيعاب الجهود والمواهب في المجتمع التي يكون في إهدارها ضياعٌ لفرص التقدم والإبداع، الاطلاع على قصصٍ سابقةٍ تعرضت لنفس المواقف، لرواية تجربتها الخاصّة، وأقدمت على فعل الانتحار، ولم تمت ونجحت بعدها في حياتها من جديد، التأكيد على ضرورة وجود أهدافٍ واضحةٍ وإيجابيةٍ للحياة، والتي من شأنها أن تمنح الحياة طعماً ومعنىً عميقاً؛ ويجب على الجهات المسؤولة عن الأفراد من حكومات وأُسر اتّخاذ أشدّ الإجراءات الوقائيّة للحدّ من ظاهرة الانتحار والتّقليل منها بدلاً من ترسيخها، وتقع مسؤوليّة القضاء على هذه الظّاهرة على عاتق المجتمع بأكمله وليس على فرد بعينه أو جهة معيّنة، إذ أن معالجة الأسباب المؤدّية للانتحار هي المدخل لتلاشى هذه الظّاهرة المحرّمة، ومن أهمّ هذه الطّرق: 

التربية والتنشئة السليمة:

تعتبر الأسرة الّلبنة الأساسيّة في المجتمع، فهي المسؤولة عن المرحلة الأولى التي يبدأ الفرد فيها باكتساب عاداته، وتكوين ذاته، وبناء أفكاره ومعتقداته، فإذا نشأ ببيئة صالحة كان فرداً صالحاً، أمّا إذا كانت البيئة سيّئة فإنّ ذلك ينعكس عليه وعلى مجتمعه مستقبلاً. 

الوازع الدّينيّ:

يعدّ الوازع الدّينيّ والخوف من الله تعالى والحرص على مرضاته سبباً قويّاً لردع المسلم عن الانتحار، وعن كلّ ما هو محرّم، فالمؤمن لا يفقد الثّقة بالله، وبحكمته، وعدله، ورحمته، فهو يعلم بأنّ بعد العسر يسرا، وبعد كلّ ضيق فرج. تعزيز روح التّفاؤل لدى الفرد. الحدّ من العنف الأسريّ والمشاكل الزّوجيّة: فالمشاكل الأسريّة تؤثّر بالدّرجة الأولى على نفسيّة الطّفل أو الأبناء بشكل عام ممّا يؤدي إلى لجوئهم إلى ما يخلّصهم من هذه الضّغوطات النّفسيّة. 

الرّعاية الاجتماعيّة:

إذ يعتبر الفرق بين الطّبقات الاجتماعية عاملاً مسبّباً للانتحار، والرّعاية الاجتماعية تساعد على الحدّ من هذه الظّاهرة. 

التّوظيف والقضاء على البطالة:

إنّ العمل على توفير فرص عمل ووظائف للعاطلين عن العمل يؤدّي إلى التّقليل من ظاهرة الانتحار، لأن العمل يملأ أوقات الفراغ، ولا يكون هناك أيّ مجال أمام الشّباب للتّفكير بطريقة سلبيّة والإقدام على الانتحار، فبالعمل يشعر الإنسان بأنّه كائن منتج، فيشعر بالإنجاز، ويعرف أنّ وجوده في الحياة ذو قيمة. تقييد فرص الحصول على الوسائل المسهّلة للانتحار كالأسلحة النّاريّة، والسّموم، وغيرها.

و خلاصة القول… فإن ظاهرة الانتحار في منطقة تازناخت هي ظاهرة اقتصادية واجتماعية يجب على المنظمات والجمعيات من المجتمع المدني بالمنطقة  دون أن ننسى دور الإعلام والذي يجب أن يقوم بواجبه و إلا فسنرى الكثير والكثير من الانتحارات.

 

المصادر[عدل]

^ الانتحار.. حل لمشكلة أم فِرار؟ – موقع قناة الجزيرة الإخبارية. اطلع عليه في 1 يونيو 2015. نسخة محفوظة 20 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.

التعليقات مغلقة.