لهيب السوق وإعلامنا في دار “غفلون” ومسحة محيا المواطن تتمرغ في الأسواق حنقا وغضبا وقلة حيلة

محمد حميمداني

أسئلة أصبحت تؤرق المواطنين مع تسجيل زيادات كبيرة في أسعار المواد الغدائية خاصة الخضر والفواكه، والتي وصلت إلى مستويات قياسية، و بالأخص خلال هذا الشهر الفضيل.

أثناء زيارتنا للأسواق لاحظنا فقدان الطماطم من الأسواق، العرض موجود ولكن بأثمنة خيالية، خاصة الفواكه، والمواطن المغلوب على أمره يقلب وجهه لكي لا يصاب بفوبيا قد تذهب توازنه العقلي، نفتح التلفاز نجد حديثا عن الوفرة في المنتوج، وعن التحكم في الأسعار وضرب المضاربات، واستقرار الأثمنة، نخال إعلامنا يتحدث عن جزيرة “الواق واق”، لأن الوقائع على الأرض تصيب المتبضع بالغثيان، وكان يحبد لو قلب وجهته صوب الإعلام الرسمي ليتبضع من بركات معروضاته المبوثة عبر الفضاء والأثير، والتي لا يجد على الأرض من فحواها سوى الفضاء في لغة الأسعار.

وقائع تلمسناها ووجدنا في حوار جريدة ” أصوات” مع مجموعة من المواطنين سخطا وحنقا على التدبير الحكومي المبشر بجنة موعودة لا يتلمس منها المواطن سوى اللهيب المحموم في الأسعار غير المسبوقة، يقول أحد المواطنين، 50 درهما لم أتمكن من الحصول من خلالها سوى على 1 كيلو بصل، و1 كيلو بطاطس، و1 كيلو جزر، إنها الكارثة حلت، و1 كيلو فلفل لم أتمكن من الاقتراب من لهيبه، فثمنه 20 درهم للكيلوغرام الواحد، إنها القيامة أقيمت قبيل أوانها، وغزت عبر لهيبها الجيوب، فأصابت العقول بدوخة أعمت العيون، وجعلتني أسرع الخطوات مبتعدا عن شظاياها لكي لا تسقطني مغشيا من آثارها.

سعار محموم أصاب الأسواق، الباعة يقولون” لا حول لنا ولا قوة واللهيب يوجد في أسواق التوزيع، ونحن مواطنون قبل أن نكون باعة، نأتي بالمقتنيات ونمضي اليوم كله في الرد عن أسئلة المتبضعين عن الأسعار، ليرحلوا عقبها دون أن يشتروا أي شيء، إنها الكارثة”.

الحكومة تتغنى بالوفرة وبضبط السوق، وعن حركية لجان المراقبة التي تصدر بيانات عن ضبط مخالفات، والمواطن الذي يحمل القفة لشراء اليسير يعود لأولاده المنتظرين للقمة رمضان المعهودة في الزمن الماضي، تقابلهم مسحة الوالد المتجهمة، والقفة فارغة إلا من اليسير الذي سيبمكن من طهي أي شيء ممكن حسب معيار الجيب الممزق بقوة الواقع المنظور على الأرض.

التعليقات مغلقة.