التنشئة الإجتماعية ودورها في بناء المواطنة الفاعلة

إعداد :عبد الواحد بلقصري

باحث في مركز الدكتوراه مختبر بيئة، تراب، تنمية بكلية العلوم االنسانية واالجتماعية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة

يعد موضوع التنشئة الإجتماعية من المواضيع التي تحظى باهتمام علماء الاجتماع والأنتروبولوجيين وعلماء النفس، باعتبارها إحدى أهم العمليات التي تساهم فيها أطراف متعددة كالأسرة والمدرسة، وتتأثر بعوامل اقتصادية وثقافية وفيزيولوجية، وبواسطتها يستطيع الفرد أن يتحول من كائن فيزيولوجي إلى كائن اجتماعي.

وكما أكد عالم الإجتماع “إميل دوركايم” في تعريفه للتنشئة الاجتماعية بأنها عملية استبدال الجانب البيولوجي بأبعاد اجتماعية وثقافية، تصبح هي المواجهات الأساسية لسلوك الفرد داخل المجتمع.

وتكمن أهميتها في كونها تمكن الفرد من أن يتكيف مع محيطه ووسطه الإجتماعي، ويكسب إنسانيته وصفات مجتمعه باعتبارها إحدى العمليات التي يستطيع أن يقوم بها سلوك الفرد، ونبني بواسطتها قيم التعايش، وثقافة الإختالف والإنتقال الجيلي، إضافة إلى ما يسمى بخلق التطبيع الإجتماعي، عبر تحقيق الدور الوظيفي للفرد داخل المجتمع.

والتنشئة الإجتماعية لها عدة وظائف مجتمعية نجد من أهمها مايلي:
– انفتاح الفرد على محيطه الإجتماعي
– تموقع الفرد داخل محيطه وتحقيق التوازن القيمي
– تأكيد الفرد لذاته عبر خلق ثقافة الإندماج والإرادة وفرض الذات بأشكال إيجابية، كتحقيق طموحه وميولاته، وهو ما يسمى في علم الإجتماع بالإنفعال الإيجابي، أوالذكاء الإيجابي.
– تعليم الأطفال والأفراد الأدوار الإجتماعية، مما يساهم في خلق فعل اجتماعي يحمل في طياته سلوكات مدنية حداثية.

ويعتبر الهدف الأسمى للتنشئة الإجتماعية هو بناء المواطنة الفاعلة المبنية على قيم مركزية ترتكز على خلق ثقافة الحق والواجب، ومبدأ الانتماء إلى الوطن أو الدولة الأم التي بواسطتها يستطيع الفرد أن يندمج داخل وطنه ويساهم في بناء دولة وطنية مبنية على التماثل الإجتماعي والثقافي والهوياتي.

التعليقات مغلقة.