صحتك في رمضان: فوائد الصوم العشر

إعداد: المرحوم مبارك أجروض

إلى جانب أن الصوم يعدّ فرضاً على كلّ مسلم، فله فوائد علميّة كثيرة منها فوائد نفسيّة واجتماعية، وينعكس ذلك على صحّة الإنسان بالإيجاب. ولقد بيّنت الكثير من الدراسات التي قام بها العلماء على مختلف العصور أهميّة الصيام؛ فهو يستعمل في الدول المتقدّمة كنظام علاجي للعديد من الأمراض وخاصّةً للتخلص من التدخين وإدمان المخدرات.

ويعتبر الصوم من الأشياء الضروريّة للإنسان؛ فهو كالغذاء والتنفّس والحركة والنوم؛ فلا يمكن الاستغناء عنه كي يبقى جسم الإنسان سليماً.

كما يعتقد بعض الناس أنّ الصوم يؤدّي إلى الكسل والتعب وقلّة الحركة، ولكن ذلك غير صحيح؛ حيث إنّ الإنسان إذا امتنع عن الصوم يكتسب العديد من الأمور المهمّة، ولكن بشرط عدم الإفراط في الصوم؛ لأنّ الإفراط يؤدّي إلى حدوث سوء في العمليّات الحيوية التي يقوم بها الجسم كعمليّة البناء والهدم؛ حيث إنّه يفضّل أن يكون الصوم شهراً واحداً في السنة كما في رمضان، ولمدة لا تزيد عن 16 ساعة يوميّاً.

ـ الصوم مع السموم

يقوم الصوم مقام المنقي والمخلص من السموم الكثيرة الموجودة بأجسامنا، والتي تكون نتيجة التلوث والأطعمة المصنعة والزيوت المهدرجة ونمط الحياة الحديثة.
والصيام لوقت طويل – يمتد لأكثر من خمسة عشر ساعة يوميا – يستهلك هذه السموم المخزنة داخل أجسامنا ويفرزها خارج الجسم.

 

ـ الالتهابات

مع خروج السموم خارج الجسم يخرج معها الكثير من المواد المسببة للالتهابات، فتتحسن حالات آلام المفاصل والحساسية.

 

ـ الصوم يقوي جهاز المناعة

وجد أن الصوم المتقطع (مثل رمضان)، يزيد من إنتاج البروتينات المناعية (IgA) في الدم، والأمعاء الدقيقة، ويزيد من إفراز السموم وطرد البكتيريا خارج الجسم.

ـ الصوم يقينا من الأورام

مع فترات الصوم الطويلة تُستَهلك بعض خلايا الجسم نتيجة للجوع والعطش، ولكن يبدأ الصوم باستهلاك الخلايا الضعيفة والتالفة، والتي تحتوي على خلل فيخلص الجسم منها (لو تركت قد تسبب الأورام لاحقا).

 

ـ الصوم منقذ للجهاز الهضمي

لا يوجد جهاز من أجهزة الجسم قد تعب منا ومما نعمله به ليل نهار أكثر من الجهاز الهضمي، فإذا جاء رمضان أخذ هذا الجهاز المرهق راحة يومية لساعات طويلة.

 

لا يتوقف الجهاز عن العمل لكن وظائفه الحيوية الأساسية مستمرة، مثل إفراز العصارة الهضمية والهضم ولكن بمعدلات أقل، وينصح مرضى قرحة المعدة بمراجعة الطبيب قبل اتخاذ قرار الصوم.

 

ـ أهمية الصوم للقلب والأوعية الدموية

من أكثر الأبحاث والدراسات التي جرت على الصوم هو تأثيره على جهاز الدوران، حيث أثبتت تلك الدراسات أن الصوم لم يؤدّ إلى زيادة أمراض القلب الحادة، ويمكن لمعظم مرضى القلب الصوم بأمان.

 

وخلصت تلك الدراسات إلى أن:الصوم يعدل دهون الدم فيرفع الكولستيرول النافع (HDL-c) من 40-50%، بينما انخفضت نسب الخطورة ومعدلات الكولستيرول الكلي (T-chol) والكولستيرول الضار (LDL-c). ويساعد الصوم على خفض ضغط الدم سواء الضغط الانقباضي أو الانبساطي، هذا إذا التزمنا بنظام صحي ومعتدل غني بالألياف وبعيد عن السكريات.

 

ـ الصوم هام لتخفيض الوزن

الصوم فرصة كبيرة لتخفيض الوزن، فهو يعمل على أكثر من متغير فيما يتعلق بالوزن. في دراسة أجريت على 240 شخصا، وجد أن الصوم يؤدي إلى خفض الوزن العام وكتلة الدهون في جميع الحالات تقريبا، وتقليل محيط الوسط والأرداف في معظم الحالات، وذلك عند الأشخاص الذين لم يتجاوزوا السعرات المعتادين عليها قبل الصيام.

 

ـ الصوم ومرضى السكري

بالنسبة للسكري من النوع الثاني، يكون للصوم أثر فعال في راحة البنكرياس لفترات طويلة حيث تقل مقاومة الأنسولين، وتتحسن بشكل كبير معدلات السكر بالدم، أما السكري من النوع الأول فلا بد من مراجعة الطبيب قبل اتخاذ قرار الصوم.

 

ـ رمضان فرصة للتعافي من الإدمان

الإدمان في كل صوره، بداية من الإدمان البسيط مثل إدمان الكولا والشوكولاتة، إلى الإدمان المتوسط مثل التدخين، وحتى إدمان المخدرات.

 

القوة الروحية في هذا الشهر الكريم، مع الامتناع عن تناول تلك المواد فترات طويلة، ووجودك مع أصحاب الخير في المساجد لساعات طويلة، يعطي الإنسان فرصة وأملاً في التعافي من هذه المهلكات.

 

ـ الفوائد تأتي مع الصوم فقط

كل هذه الفوائد وأكثر تحدث عند الصيام عندما يكون صوما فعليا (قليل السكريات والدهون كثير الألياف والخضروات معتدل الفاكهة)، أما إذا أكلنا ما بين الإفطار والسحور مثل أو أكثر مما نأكل في غير رمضان، ضاعت الفائدة وعم الكسل والخمول وخرجنا من الشهر الكريم بوزن أكبر وصحة أقل.

التعليقات مغلقة.