“ماكرون” و “لوبين” إلى الدور الحاسم من الإنتخابات الرآسية الفرنسية، ومواطنة تقول “لن أصوّت لـ “ماكرون”، ولن أقف في صف “لوبان” لأنها تمثل أكثر أشكال الإسلاموفوبيا تطرفًا”

محمد حميمداني

بعد صراع انتخابي ماراطوني، وتذبذب في استطلاعات الرأي، تأهل كل من الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته “إيمانويل ماكرون”، ومرشحة اليمين المتطرف “مارين لوبان” إلى الدورة الثانية من الانخابات الرآسية الحاسمة التي ستعلن عن ساكن قصر الإيليزيه الجديد.

وهكذا فقد تمكن مرشح اليسار “إيمانويل ماكرون” من الحصول على نسبة 28.1 في المائة، فيما حلت مارين لوبان، في أقوى مفاجآت الانتاخبات الفرنسية، في المركز الثاني، بحصولها على نسبة 23.3 في المائة، ليتأهلا معا إلى الدور الثاني، وفق التقديرات التي أوردها “معهد إبسوس”.

وللإشارة فقد كانت استطلاعات الرأي، في المرحلة الأولى من بداية الحملة الانتخابية الفرنسية، تعطي ل “ماركون” فوزا كاسحا، وعبورا من الجولة الأولى، وهو واقع انعكس على برودة الطقوس المصاحبة للانتخابات، فيما لم يكن أحد يتصور هذا الصعود الكبير لليمين المتطرف ومرشحته “مارليا لوبين” خلال هاته الرآسيات.

هذا التراجع في قائمة استطلاعات الرأي من قبل “ماكرون” عزاه العديد من المهتمين إلى أخطاء قاتلة ارتكبها “ماكرون” بالتزامن مع الحملة الانتخابية، وضمنها البداية المتأخرة لحملته الانتخابية، في مقابل الخروج المكثف ل”لوبان”، وفي مجمل أنحاء فرنسا، وهو ما مكنها من تسلق الدرجات لتشكل مفاجأة كترى، قد تستمر لتذهب برأس “ماكرون” وتدخل المجتمع الفرنسي في دوامة من النقاشات الهامشية، مما قد يخلق جوا من التوثر داخل فرنسا، ارتباطا ببرنامج اليمين المتطرف على مستوى العديد من القضايا، وأهمها قضية المهاجرين والهجرة، وسعي “لوبان” إلى فرض المزيد من التشدد في هذا السياق.

 

ويبقى السؤال المطروح هو من سيحسم الجولة المقبلة، علما أن “ماكرون” يدخل المنافسة مقتولا بتشردم اليسار، ورفض أطرافه التصويت له تحت أي مبرر، من قبيل قطع الطريق على اليمين المتطرف، كما أن الشارع الفرنسي، حتى الذي كان إلى لحظات مؤيدا لليسار من أفراد الجاليات المقيمة في فرنسا، قد قررو عدم مساندة “ماكرون” وفضلوا في نفس الوقت لون الانطواء والهدوء من خارج الصناديق.

وفي هذا الشأن قالت فرنسية مسلمة: “لن أصوّت لـ “ماكرون”، ولن أقف في صف “لوبان” لأنها تمثل أكثر أشكال الإسلاموفوبيا تطرفًا”، هكذا هو الوضع القائم في فرنسا اليوم، وهو تصريح يعكس حالة الشارع الفرنسي الرافض للتوجهات الرسمية ل”ماكرون” وحكومته، وفي نفس الوقت الرافض لليمين المتطرف، ولكن من موقع عدم المشاركة في التصويت، وضع قد يؤثر على “ماكرون” كثيرا، وقد يقذف باليمين المتطرف بأخطاره المحدقة، خاصة على المهاجرين، وضمنهم الجالية المغربية المقيمة بفرنسا، إلى سدة الرآسة وبالتالي تنفيذ وعود الترحيل والتضييق على المهاجرين والحريات. 

التعليقات مغلقة.