المسؤولون والمواطن وسؤال التكييف؟:

الدولة بيروكي

لا نستطيع أن نرى المشكل ما لم ننفذ منه إلى الفراغ، والمقصود هنا بالفراغ خلفيات صورة هذا المجتمع، والتي تنكشف من خلال رصد المنهج الذي يستخدمه أي مسؤول في تعاطيه مع الواقع، الذين خرجوا الينا من مجتمعات تنضج بالمشاكل الاجتماعية والبطالة والتمييز وكل ما لا يدع المغرب يسير إلى الأمام.

اختلفت العلاقة بين المسؤول والمواطن، فهي بالأساس علاقة متوترة تزداد سوءا بعد سوء، من جراء الإجراءات الصارمة والعراقيل التي يضعها المسؤول في وجه المواطن، والواقعة عليهم في غالب الأحيان، مشاكل الصحة والتعليم والبطالة والتأثير في معتقدات الناس بإجراءات إيديولوجية.

ان المفروض في المواطنة أن تمثل قدوة المجتمع، وتهذب أخلاق الناس، لكن المواطنة الآن في المغرب أصبحت تحاكي ثقافة سلبية تستهدف كل ما يمس المواطن في عيشه، وكذلك المسؤول في زهده.

يخطئ كثيرا من يعتقد بأن المسؤول  يكتب من رؤيته لهذه المشاكل من  داخل غرفة مغلقة لا يستطيع احد الدخول إليها أو الخروج منها.

 

فالمسؤول يعيش داخل الواقع ولكن لا تربطه أية صلة بالواقع، لأن أغلبية المواطنين لا يمكنهم الوصول إلى المسؤولين.

 

فهذا المواطن قد يكون له هامش من الحرية، فالنقد البناء وليس الهدام عكس  الذي لا يمكنه أن ينتقد أو يعبر الا بكتابة جملة “كل شيء على ما يرام”.

ففي القرن الواحد والعشرون، نحن أمام مسؤولين لا يهمهم تنمية المغرب والسير به قدما إلى الأمام، وانما همهم خلق عصابات أو مافيا من أجل الوصول إلى السلطة بدءا من تهميش الثقافة الإنسانية للمواطن، وتكريس ثقافة العنف والخراب وضرب كل قيم السلم المجتمعي بدلا عنها.

لتدارك خلل هذه العلاقة ينبغي استبدال فكر التفريق بفكر التجميع، وهذا التجميع يتطلب أن تصحح من خلاله الدولة شكل الصرامة المعتمد، إلى صرامة حوارية قادرة على الإقناع والجمع بين مشاكل المواطن وبين المسؤولين، وقادرة على تمتين معارف كانت منفصلة، وجعل أخلاق الترابط والقدرة ،ليهتدي كل مسؤول إلى الطريق الصحيح مضطلعا بمسؤولياته في التيسير، ويصبح عاملا إيجابيا في تقدم البلاد.

التعليقات مغلقة.