عين على المجتمع: فلتنم خفافيش الظلام فملتقى فاس نجح والوطن بخير وعلى الأجهزة الأمنية تحمل مسؤولياتها في اجتتاث أعداء الوحدة الترابية بالداخل وتحديدا بفاس

الإعلامي المتخصص "ع - م"

قدمت لنا الميثولوجيا القديمة العديد من الدروس التي يجب أن نقدمها للمدعين وحاشري أنفسهم في اعراض الناس، الذين سينتهي بهم الأمر، لن نتحدث فقط عن المصير الأخروي، بل إلى مزابل العلاقات والتاريخ الذي لا يرحم، على اعتبار أن الإنسان لا يمكن أن يعتبر إنسانا إلا إذا امتلك إنسانيته وتحرر من العبودية كيفما كان نوعها، وحاول الوصول إلى السمو في الأقوال والأفعال، والتحرر من تفاهات أقزام الأرض الذين قيل فيهم ّكمثل الحمير تحمل أسفارا”.

 

أعجبتني في مساري الدراسي أقبح قصيدة ذم وفخر في نفس الوقت قيلت في المرحلة الجاهلية، العبق ثراءها على الرغم من جاهليتها، حيث قال الشاعر: وإنا لنضرب رأس كل قبيلة     وأبوك خلف أثانة يتقمل، وأثانة هنا اسم يطلق على صغير الحمير، وسياق هذا القول أن هناك من السفهاء لا يجدون من لذة سوى تتبع أخبار الآخرين، ولن نستغرب سلوكاتهم لأنه ومن باب سوسيولوجيا الخطاب نلاحظ أننا الشعب الوحيد في الكون الذي لا يهمه سوى تتبع الأخبار، فالإنجليزي خطابه يقول “how do you do” أي “كيف حركتك”، ونفس الشيء بالنسبة للفرنسي “comment allez vous”، بنفس المعنى، أي “كيف هي حركتك، أعمالك، أشغالك…”، لكن في عالمنا هذا، لا هم لهم واهتمام سوى بالأخبار، أخبارك وهو القول “شنو اخبارك”.

هنا تكمن المفارقة بين مجتمعات العمل ومجتمعات القلقلة القاتلة التي تتبع أخبار الناس وتقدح في أعراضهم، وهو حال مجموعة من السفهاء في فاس، الذين وإن انصرم أجل الملتقى الوطني للإعلام والتواصل فلا زالوا مرضى، كما في القصة التي سبق لنا أن قرأناها ولكنها تناسبهم، أي “الحيوانات المرضى بالطاعون”، فطاعنون هؤلاء المرتزقة والحواريين وعبدة الدرهم، هو محاربة كل أشكال النجاح والناجحين من موقع خواء وعائهم الفكري والنفسي، وفراغ خزانهم العاطفي الذي حولهم إلى مجرد حشرات ضارة يلزم إحضار المبيدات لأجثتاتها، ومحوها من على البسيطة لأنها لا تقدم أي فعل إيجابي للواقع وللمجتمع، فهي مجرد وعاء للأكل والهضم وقذف القاذورات.

فبعد تنظيم مجموعة “أصوات ميديا” الملتقى الوطني للإعلام والمجتمع المدني للترافع عن القضية الوطنية بمدينة فاس، والذي لقي والحمد لله، نجاحا كبيرا ومواكبة إعلامية متميزة، إلا أنه وفي المقابل لم تتوقف القاذورات البشرية عن ملاحقة شرفاء الوطن ممن ساهموا في إنجاح فعاليات الملتقى، ورسموا خرائط الفرح والوطنية الصادقة، حتى أن الملتقى كان بشير طالع لأنه تزامن مع التحول الدبلوماسي الإسباني لفائدة المغرب بتبني الإسبان للمقترح المغربي، كما تزامن أيضا مع أول خرق مغربي لمناطق أمريكا الجنوبية، عبر افتتاح قنصلية لمجموعة دول الكارايبي بالداخلة، وهو ما أضفى على الملتقى كل عناصر النجاح.

الأكيد أن هذا النجاح هو مفخرة لكل الوطنيين الصادقين، وبطبيعة الحال لن يروق لأعداء الوحدة الترابية وعملاء الجزائر في الداخل، من خلال أبواق “الشروق نيوز” ومثيلاتها من الأبواق المنتسبة للوطن ببطاقة التعريف فقط، لكن عمقها تآمري يستهدف الوطن ومقومات وجود الأمة المغربية.     

ولتوصيف الحالة نتوقف أمام أسطورة صراع الجبابرة (Clash of the Titans) التي تقارب الخلق الأول ونشأة الأرض، والتي تعد من أشهر الأساطير اليونانية على الإطلاق، لأننا نجابه حقراء الوطن ممن استرخصوا أنفسهم وباعوه لهوى الأوثان و الصنمية، فوفقًا للثقافة الإغريقية كان العالم يعيش في حالة من الفوضى، وكان هنالك الظلام والغبار فقط، لتأتي لاحقا ولادة الأرض، والجبال، والشمس، والقمر، والنجوم، والسماء (أورانوس)، وأن أورانوس تزوج بعد ذلك من الأرض، وأنجبا الجبابرة، لكن أورانوس خاف على عرشه من أولاده ووضعهم تحت أعماق الأرض لمنعهم من أخذ العرش، وحصل ما كان يتوقعه “أورانوس” حيث سيطر ابنه “كرونوس” أقوى الجبابرة على الدنيا وأصبح زعيمًا للعالم.

هي أسطورة تحمل أكثر من دلالة بالنسبة لزمر الظلام والفوضى ممن يجدون لذة، أو يستلذون، بخدمة أعداء الوطن والحياة والإنسان، تحت ذرائع متعددة، الجامع بينها الخيانة وخدمة أعداء الوطن، وهو ما تجسد في الحملات المسعورة التي استهدفت الملتقى قبل انطلاقه وخلال فعالياته وبعد انتهاءه، ولا زالت لحد الآن تتشظى، لأن أصحابها لم يهضموا نجاح الملتقى، وكيف تأتي مؤسسة إعلامية من الرباط لتنظم ملتقى بهذا الحجم في فاس، قيم الموت هاته لم تذخر جهدا من أجل الهجوم على فعاليات وصناع نجاح الملتقى، لأجلهم نقول ناموا على الجنب الذي يريحكم، فتاريخ مجموعة “أصوات ميديا” معروف ومنذ سنة 1993، وخطها التحريري معروف أيضا، ووطنيتها فوق كل شيء، ولا يهمها خفافيش الظلام التي لا تخرج إلا بالليل وتحت أسماء فايسبوكية مستعارة، غير قادر حتى على مجابهة ذاتها وهي التي تحول نفسها من ذكر إلى أنثى، والعكس صحيح.

فمجموعة “أصوات ميديا” التي انطلقت كما قلنا مند سنة 1993، ولا زالت بحول الله وعونه وتضحيات أطرها صامدة كجلمود صخر حطه السيل من عل، على حد قول الشاعر، على رؤوس قال في حقها الحلاج بن يوسف الثقفي “أنها أينعت وحان وقت قطافها”، خاصة وأن هاته الرؤوس الفارغة تجاهر بمعاداتها للقضية الوطنية الأولى، قضية العرش والشعب، من خلال ضربها لملتقى وطني، ومرضها السيكولوجي لحدود اليوم لأنها لم تستسغ نجاح فعالياته، وعدم استيعابها الأمر فيما يشبه الصدمة الذماغية القريبة من السكتة الذماغية.

والمجموعة معروفة مند تأسيسها في رفع لواء الحرية والوطنية والدفاع عن كل مقومات وجود الأمة المغربية، ومحاربة الفساد والمفسدين، ومتصدية لكل أعداء الوطن والوحدة الترابية سواء كانوا في الخارج أو أذنابهم في الداخل من إعلام معسكر الجزائر المعشعش بفاس بالضبط، وعلى الأجهزة الأمنية التحري في الموضوع، وما تنزله “الشروق نيوز” من كل كبيرة وصغيرة وتضليل بناء على وقائع مرسلة من فاس بالضبط، وهو ما يحيل إلى أن هاته الدائرة الجغرافية أصبحت تشكل خطرا على الوطن والمواطنين، ويجب التعامل معها كنقطة سوداء تستوجب التنظيف،       

التعليقات مغلقة.