نصاب من طينة أخرى بطلها شاب من مكناس

هل جاءك حديث وأفعال النصابين والمحتالين الذين غزوا أدرب وأزقة مكناس، وكونوا شبكات متآلفة تنفذ العمليات بتنسيق تام، و جودة عالية في الخداع ولف الحبل حول عنق الضحية ليسقطوها أرضا بين مخالب آدمية من ناحية الاسم، وحشية من حيث العمق الفاقد للقيم الإنسانية، هكذا أصبح حال مكناس ومدن أخرى تشكل توابع للمركز بلغة الزلازل، والتشبيه صحيح لأن العملية تكون زلزالا على الضحية، قد يذهب رأسماله وعقله أو قد تجر به للاعتقال والسجن فيصبح في هاته الحالة ضحية مرتين، وهنا يستوقفنا أمر شبكة تنشط على صعيد مدينة مكناس، يقودها المدعو “شكيب”، وقد اختارت المنابر الإعلامية والنقابات والجمعيات الإعلامية فضاء لممارسة نصبها على كل من يبرز منه صفتان، الأولى الطموح، والثانية الثقة الفائقة الحد التي تصل حد الغباوة.

هاته الشبكة تعمد إلى تزوير الأختام والتوقيعات وتضعها على اعتمادات مزورة تحمل أسماء منابر ونقابات وجمعيات إعلامية وطنية، وتقوم بترويجها وبيعها على أنها اعتمادات فعلية، فيسقط الضحايا الطموحين والأغبياء من فرط الثقة في المحظور، وتبدأ سلسلة ترويج هاته الاعتمادات إلى أن يسقط أحد الضحايا بين يدي العدالة في إحدى حلقات تصريفها.

 

المدعو “شكيب” هذا من مكناس، أحد أبطال هاته المسرحية الذنكيشوطية، الذي يعمد للاتصال ببعض المنابر الإعلامية على أساس أنه يريد الاشتغال كجزء من بنيتها الإعلامية ومراسلا معتمدا لها بمكناس، ليقوم بتزوير الإمضاء وختم المؤسسة الإعلامية بعد توصله بالاعتماد، وبالتالي إلى تزوير اعتمادات وأخد الختم والتوقيع من على الاعتماد الأصلي ويضعهما على الاعتمادات المزورة، ويبدأ في ترويجها مقابل مبالغ مالية سمينة.

كل ذلك يتم في العاصمة الإسماعيلية، ووفق مصادرنا، فقد سبق أن استدعت الأجهزة الأمنية هذا الشخص للاستماع إليه حول إحدى عملياته الإجرامية، كما أننا في مجموعة “أصوات ميديا”، وعبر جريدة “أصوات”، ومجلة “أصوات”، سبق لنا أن نبهنا لخطورة هذا الأمر الذي يمارس بمكناس، ولكن الأجهزة الأمنية لم تأخذ ما قدمناه تنويرا لها، وضمانا للأمن الفردي والجماعي، من معطيات مأخذ المتابعة والتحري حول ما تم إيراده.

والأخطر أن النصب والاحتيال يعتبر النشاط الإجرامي الأخطر، اعتبارا لاستعماله كافة وسائل الاحتيال و المخادعة لتضليل المجني عليه ودفعه إلى تسليم المال بصورة اختيارية، أو القيام بما من شانه الإضرار بمصالحه المالية.

وان كان المشرع لم يعرف الاحتيال في الفصل 540 من ق.ج الا انه حصر وسائله في: استعمال الكذب مع تدعيمه بمظاهر خارجية خادعة، مع كثمانه لوقائع صحيحة عن الضحية من أجل الإيقاع بها، واستعمال المكر والخداع بشكل انتهازي عبر تمرير سيل من المغالطات والحقائق الكاذبة.

هاته العناصر كلها متوفرة في صاحبنا في مكناس الذي ينشط عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويدعي المهنية لنسج علاقات مع الضحايا وتحريك التوابع التي تؤسس لفعل النصب عبر تأكيد صحة الوقائع، قبيل الرفع والنصب والجر، مع حضور القصد الجنائي باعتبار حضور عنصر التعمد المتمثل في الإرادة  والعلم.

ليس صعبا على”شكيب” هذا، ومن هم على شاكلته، من أداء مهام النصب باحترافية كبيرة خبروها من كثرة العمليات المتعلقة بالتزوير واصطياد الطرائد الضعيفة، السهل اصطيادها كما يفعل الحيوان في الغابات الذي يختار الطريدة بعناية وإثقان، ويختار ضعفها لتسهيل مهمة الإيقاع بها بلا أضرار أو “شوشرة” تؤدي به إلى ردهات النيابة العامة أو المحاكم.

والسؤال المطروح عن دور الأجهزة الأمنية بمكناس، خاصة وأنه تم استدعاءه من قبلها، وفق تسجيل صوتي صادر عنه شخصيا، تتوفر الجريدة على تسجيل منه، فهل ستكون في الموعد لقطع ذبر هاته الجرائم وإنصاف الضحايا، في إطار مجهوداتها لضرب أوكار كل الجرائم والجرائم المنظمة على الخصوص التي نهدد الأمن الفردي والجماعي، وتسيء لسمعة مؤسسات ونقابات وجمعيات إعلامية مهنية وطنية.  

التعليقات مغلقة.