إيطاليا: يجب السماح بدفع ثمن الغاز الروسي بالروبل

تتوالى أحداث التصعيد والتصعيد المضاد بين روسيا والغرب، في إطار لعبة شد الحبل، ولوي الذراع، على خلفية دعم الغرب لأوكرانيا في نزاعها مع روسيا، فبعد فترة الهجوم الكاسح الغربي لخنق روسيا اقتصاديا من خلال حزمة من العقوبات، وبعد مرحلة تجاوز الصدمة الأولى، ودخول مرحلة التكيف مع هاته العقوبات، معززا بوحدة داخلية وراء القيادة الروسية في مواجهة الإعصار الذي يتهدد الكيان الروسي، انتقل الذب الروسي إلى مرحلة الهجوم وممارسة كسر أنياب الدولار الأمريكي، عبر ربط تزويد العالم وأوروبا تحديدا بالتعامل بالعملة الروسية “الروبل”، وهو ما تصارع واشنطن لقتله، اعتبارا لأن نجاحه سيشكل ضربة قاصمة ليس للدولار فحسب بل لهيمنة أمريكا الاقتصادية على العالم، وضع أثار نقاشا صاخبا بين دول الاتحاد الأوروبي بين رافض ومؤيد، وفي سياق المواقف المؤيدة للتعامل بالروبل الروسي في مبادلات أوروبا مع موسكو، نجد الموقف الإيطالي من تصريح خلال وزير البيئة الإيطالي، ليضاف إلى الموقف الهنغاري والبولندي.

 

فقد قال وزير البيئة الإيطالي، روبرتو سينغولاني، اليوم الإثنين، إنّه “ينبغي لشركات الطاقة بدول الاتحاد الأوروبي السماح بدفع ثمن الغاز الروسي مقابل الروبل لفترة محدودة من الوقت”، في محاولة لمسك العصا من الوسط بين موقفي الرفض والتأييد للتعامل بالروبل، في ظل حيرة أوروبا في إيجاد بديل سريع للغاز الروسي وهو الأمر الذي سيهدد الاقتصاديات الأوروبية بالموت لاعتمادها على روسيا بنسبة كبيرة لتلبية حاجياتها من هاته المادة.

جاء ذلك في حديث أدلى به الوزير الإيطالي لصحيفة “بولتيكو السياسية الأميركية”، حيث قال إنه “من الواجب السماح لشركات الطاقة الأوروبية بدفع ثمن الغاز الروسي بالروبل لفترة محدودة من الوقت”.

وأضاف سينغولاني، أنّه سيكون من الصواب السماح للشركات بالدفع بالروبل لبضعة أشهر على الأقل أثناء القيام بفرض العقوبات والأطر القانونية على روسيا.

وفي السياق ذاته نقلت وكالة “بلومبرغ” عن مصادرها، بأن شركة النفط والغاز الإيطالية العملاقة “إيني” تستعد لفتح حساب في مصرف “غازبروم بنك” بالروبل الروسي لدفع ثمن الغاز الروسي.

 

وكان مكتب رئاسة الوزراء الهنغارية قد كشف أنّ هاته الأخيرة قد “فتحت علنا حسابا في البنك الروسي لدفع ثمن الغاز الطبيعي بالروبل، فيما فتحت للأمر نفسه 9 دول أوروبية أخرى خلسة حسابات في ذات البنك”، نفس الخطوة اتخذتها بولندا الأسبوع الفارط.

وهو الموقف الذي أشارت إليه قبل أيام، وكالة “بلومبرغ” الأميركية حيث قالت إن “10 مشترين للغاز الروسي في أوروبا فتحوا بالفعل حسابات في بنك غازبروم لسداد ثمن إمدادات الغاز الروسي بالروبل”.

وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد وقع، في 31 آذار/مارس الماضي، مرسوماً بشأن آلية سداد ثمن الغاز الطبيعي المورّد إلى “الدول غير الصديقة”، وضمنها الاتحاد الأوروبي، مجبرا هاته الدول على أداء مستحقات الشحن بالروبل الروسي.

وعليه وتبعا لهذا المرسوم فالشركات الأوروبية من الدول غير الصديقة، حسب التحديد الروسي،  مجبرة على فتح حسابين في بنك “غازبروم بنك” الأول باليورو والثاني بالعملة الروسية الروبل، وستقوم الشركات الأوروبية بتحويل ثمن الغاز الروسي باليورو فيما سيقوم “غازبروم بنك” بتحويل أموال اليورو في بورصة موسكو إلى الروبل الروسي ومن ثمّ إرسالها إلى شركة “غازبروم”. 

الوضع المأساوي الأوروبي نتيجة المرسوم والتصلب الروسي تلقفه رئيس شركة الطاقة الألمانية الكبرى “إي أو إن”، ليونارد بيرنباوم، والذي قال إنّه “من غير المحتمل نجاة ألمانيا في فصلي الشتاء المقبلين دون إمدادها بواردات الغاز الروسي”. 

جاء ذلك خلال مقابلة أجرتها صحيفة “فاز” الألمانية مع “بيرنباوم”، والذي قال إنه “بدون الغاز الروسي، من غير المرجح أن نعيش في فصلي الشتاء القادمين، وسيأتي ذلك على حساب اقتصادنا”.

وفي سياق دراسة أبعاد وتداعيات القرار الروسي يعقد وزراء طاقة دول الاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين، محادثات طارئة، من أجل مناقشة شكل الرد الموحد على طلب موسكو. 

التعليقات مغلقة.