سري: جبهة البوليساريو ترفع التصعيد العسكري وتهدد بتنفيذ عمليات بالمناطق الصحراوية

خردي لحسن: متخصص في الشؤون الصحراوية 

 

هدد، يوم السبت 21 من شهر ماي الجاري، ما يسمى بقائد الأركان العسكرية لجبهة البوليساريو، محمد الوالي اعكيك، بتنفيذ “عمليات فدائية عسكرية داخل الأقاليم الصحراوية” معتبرا “أن كل الأراضي الصحراوية هدف مشروع للعناصر العسكرية التابعة للجبهة”.

جاء ذلك خلال ندوة صحافية عقدها “محمد الوالي اعكيك” عقب حضوره مراسيم تخرج دفعة من مرتزقة جبهة البوليساريو ، حيث قال إن “العمليات العسكرية التي ستنفذها البوليساريو ستشمل مستقبلاً الأقاليم الصحراوية التي تضم مواطنين صحراويين متشبعين بالروح الوطنية وهم على استعداد تام لتنفيذ عمليات فدائية داخل هذه المدن المغربية”.

 

تصعيد يعكس ما سبق أن قلناه وهو قثامة الوضع الداخلي الذي تعيشه الجبهة، وحالة الحصار التي تعيشها خارجيا نتيجة الاكتساح الدبلوماسي المغربي لدول العالم العديدة التي أيدت مقترح الحل المغربي الواقعي والموضوعي، أو التي فتحت هيئات دبلوماسية بكل من العيون والداخلة، والموقف الأمريكي الداعم للمغرب، وأيضا الدعم الإسباني للمقترح المغربي لحل النزاع وبناء الاستقرار في جنوب البحر الأبيض المتوسط، وما خلفه هذا القرار من صدمة كبيرة للطرفين الذين عمدا إلى تعليق علاقاتهما الدبلوماسية مع مدريد، وإصرار الجانب الإسباني على موقفه معتبرا إياه ضمن المواقف السيادية لإسبانيا.

وهي حالة تعكس مستوى التآكل الذي أصبحت تعيشه الجبهة، وبحثها عن مهدئات ومسكنات نفسية لرفع معنويات المرتزقة المنهارة، وفي محاولة فاشلة لجذب الأنظار إلى المنطقة في نوع من الدعاية السياسية أمام حالة العجز التام التي تعيشها والتي عكسها فشل كل محاولاتها لخلق حالة من التوتر على مستوى الجدار الأمني، والتفوق المغربي في ضرب كل تحركات المرتزقة، ووقوف “الدرون” الشبح القاتل، كما وصفها المرتزقة، التي تمخر سماء الصحراء وتراقب كل صغيرة وكبيرة في تحركات العدو والضربات الموجعة التي وجهتها هاته الطائرات لفلول العدو المتقدمة والتي جرت ورائها الجثث والخدلان.

كما أنها كانت منتظرة بحكم الضغط الجزائري على المرتزقة والتمويل بسخاء الذي منح لهم لاستعادة ما يمكن استعادته من توازن مفقود نتيجة الضربات الموجعة التي تلقاها كابرانات الجزائر ومرتزقتهم عسكريا ودبلوماسيا.

كما أنها لا تختلف عن مستوى التعامل الإرهابي من قبل نظام الكابرانات ومرتزقهم الموجه ضد الشركات العاملة في مجال إعداد الدراسة لمشروع ربط نيجريا بأوربا لإمداد هاته الأخيرة بالغاز، عبر التراب المغربي، وهو ما لم تستسغه الجزائر التي فقدت مشروعا اقتصاديا ضخما كان بين يديها وفقدته بسبب عدم تمكنها من توفير السيولة لإنجاز المشروع، كما أنه لا يختلف عن مشروع ربط “تندوف” و “الزويرات” عبر طريق بري لضرب دور معبر “الكركرات” المغربي الهام والحيوي والاستراتيجي لربط إفريقيا بأوروبا.

هي أحقاد تعكس الطابع المصلحي البراغماتي من قبل كابرانات الجزائر والتي فقدتها مع موت الشعارات التي كانت تتغنى بها، ووعي العالم الرافض للتشردم، بصوابية المقترح المغربي، في ظل وعي إسبانيا التي عاشت أوزار الوضع “الباسكي” المطالب بالاستقلال، بأحقية المقترح المغربي من واقع التجربة، ومواجهة كابرانات الجزائر المطالب “القبايلية” بالاستقلال بالقمع وسياسة الحديد والنار، وضرب حق الشعب “القبايلي” في تقرير مصيره.

لتبقى هاته التهديدات جعجعة طحين، ما دام الشعب المغربي موحد للدفاع عن القضية الوطنية الأولى، والصحراء تنعم بالمشاريع العملاقة المهيكلة للرقي بوضعها على كافة الأصعدة، وهي الإنجازات التي لم ترق للكابرانات ولمرتزقتهم، لأنها تعتبر الإجابة المادية القاتلة لأطروحاتهم الانفصالية.

تعليق 1
  1. […] بالتصريحات التي أطلقها لقيادي في البوليساريو، المدعو محمد الوالي اعكيك، التي حرّض من خلال الشباب في مدن الصحراء المغربية على […]

التعليقات مغلقة.