الحوز.. مشاريع منسية وأخرى تعيش حالة عطالة!

الرباط / أحمد المهداوي

 

كشأن نفوق العشرات من حيوان الضأن البري “الأروى” المهدد بالإنقراض في ظروف غامضة بإحدى المحميات بإقليم الحوز، كذلك الحال بالنسبة لمجموعة من المشاريع المتعثرة في هذا الإقليم، والتي تعرف تأخراً أو نفوقاً حتى؛ وسواء المتوقفة أو المتأخرة لا تفسير حقيقي للتعثر الحاصل إلا بسبب «تنظيمي ورقابي»، فحين يتم ترسية أي مشروع لابد أن تكون الرقابة حاضرة ومستمرة لتفادي أي تعثر سواء أن أكان حاصلا من طرف المؤسسات الممثلة للدولة أو تلك الممثلة للمقاولة، وهذا ما يضمن انسايبية العمل واستمرار المشاريع دون توقف أو تعثر  لإخراجها إلى حيز الوجود..

(المشاريع المتعثرة).. صارت سمة بارزة، وقلَّ أن نجد مشروعاً إلا ويُطلق عليه اسم ‘‘مشروع متعثر’’ حتى المشاريع الصغيرة، ورغم ما يتم رصده من ميزانيات ضخمة لجملة من المشاريع الكبرى إلا أنها لم تر النور بعد، رغم أن المدة المحددة للإنجاز تم تجاوزها بسنوات دون أن تخرج هذه المشاريع إلى أرض الواقع أو تكون في أحسن أحوالها إن قدر لها الخروج إلى حيز الوجود تعيش ‘‘شبه عطالة’’ أو في أحيان كثيرة تعيش ‘‘عطالة تامة’’.

والأمر نفسه تعيشه مجموعة من المشاريع في مجموعة من جماعات إقليم الحوز، كالمركب السوسيو-ثقافي، بآيت أورير، الذي يعيش نوع من العطالة رغم إنجازه منذ مدة طويلة، ومستشفى القرب، هذه المنشأة المتوقفة، التي أقيمت على مساحة 4400 متر مربع بغلاف مالي يقدر بحوالي 87 مليون درهم، وكذا مركز تصفية الدم، وهما مشروعين اجتماعيين يهمان القطاع الصحي، من شأنهما الرفع من مؤشر الصحة بالإقليم وتحسين جودة الخدمات الصحية.

ومشروع الطريق الرابطة بين اوكايمدن وستي فاطمة، الذي رصدت له ميزانية مهمة، بالإضافة إلى التأخر  الحاصل في إنجاز الطرق التي تمت المصادقة عليها في عدد من الدورات العادية للمجالس الترابية والمجلس الإقليمي والتي خصصت لها هي الأخرى ميزانيات مهمة.

ومستوصف سيدي رحو بجماعة آيت سيدي داود، والذي تم إحداثه في إطار برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ 2015، حيث مايزال مغلقا، ما يجعله يدخل في خانة المشاريع المتعثرة في قطاع الصحة.

ناهيك عن مشاريع دور الشباب المتعثرة في كل من جماعات: ‘‘أغمات’’، ‘‘آسني’’، ‘‘سيدي عبد الله غياث’’، ‘‘أوريكا’’، ‘‘أولاد مطاع’’، ‘‘تزارت’’، ‘‘أبادو’’، و‘‘تزكين‘‘، والتي سبق للمجلس الإقليمي بالحوز أن صادق، خلال أشغال الدورة العادية شتنبر 2019، على الصيغة النهائية لاتفاقية شراكة تهم بناء 8 دور للشباب في الجماعات المذكورة، حيث تم رصد استثمار إجمالي ناهز أزيد من 12 مليون درهم لإخراج المشروع إلى حيز الوجود.

هذه المشاريع وغيرها ممن تشهد تعثراً لما طالها من نسيان أو تلك التي تعيش حالة العطالة والإهمال إلى أن صارت عرضة للتخريب وأصبحت أطلالا تخفي بين ظلالها أسرارا لا يعلمها إلا القائمون على الشأن المحلي في جماعات إقليم الحوز، هي نفسها التي جعلت مجموعة من المسؤولين ورؤساء جماعات ترابية يتحسسون رؤوسهم، في 2019، حين تسرب خبر إقدام المجلس الجهوي للحسابات على شن عملية افتحاص واسعة للمشاريع المتعثرة بالإقليم.

ولنا عودة للموضوع بالتفصيل…

التعليقات مغلقة.