السودان: مجزرة دموية في “النيل الأزرق” تودي بحياة العشرات والسكان يفرون من المنطقة

محمد الشفاعي 

فر الآلاف من السكان المنحدرين من منطقة “النيل الأزرق”، الواقعة جنوب شرق السودان، اليوم الأحد، إثر اندلاع اشتباكات قبلية على مدار الأيام الأخيرة، أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.

وقال شهود عيان إن خدمات الإسعاف وعلاج الجرحى تواجه صعوبات بالغة بالنظر لنقص الكوادر الطبية والأدوية.

 

وفي السياق ذاته، أعلنت جامعة “النيل الأزرق” تعليق الدراسة والامتحانات بجميع كليات الجامعة حفاظا على أرواح الطلاب، على أن تستأنف الدراسة والامتحانات في 31 يوليو الجاري، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السودانية “سونا”.

وكانت الاشتباكات قد اندلعت منذ عدة أيام بين قبيلتي “الهوسا” و”البرتي” في مناطق “الروصيرص” و”قيسان” و”ود الماحي” في الولاية، وقد بدأت الأحداث بعد الإعلان عن مقتل مزارع في منطقة “قيسان” قبل أن تتسع رقعة العنف وتدمير الممتلكات لتشمل كافة أرجاء الولاية.

وللإشارة فقد اندلع النزاع القبلي بعد خلاف حول إنشاء إدارة محلية “الهوسا”.

وقال قيادي من قبائل “الهوسا”: “طالبنا بأن تكون لنا إدارة أهلية ورفضت (قبائل) البرتي ذلك وتحرشوا بنا”.

في المقابل، رد قيادي من “البرتي” أن “الإدارة الأهلية تعطى لصاحب الأرض وهذه أرضنا، كيف إذن نعطي الإدارة للهوسا”، وفق ما نقلته وكالة “فرانس برس للأنباء”.

وقد تدخلت قوات الأمن لفض الاشتباكات التي أوقعت أكثر من 30 قتيلا كما أدت إلى إصابة أكثر من 100 آخرين، وفق ما قاله حاكم الولاية، أحمد بادي، مشيرا إلى أن الإجراءات الحكومية تضمن فرض حظر التجول ومنع التجمعات غير الضرورية.

وتفصيلا للأحداث، ذكرت وزارة الصحة السودانية في بيان لها أن الاشتباكات أوقعت 33 قتيلا و108 جرحى، جرى نقل 5 منهم إلى خارج الولاية.

وقد دخلت الأمم المتحدة على خط الاشتباكات الدامية، حيث دعا رئيس البعثة المتكاملة لدعم الانتقال في السودان “يونيتامس”، فولكر بيرتس، سكان ولاية “النيل الأزرق” إلى ضبط النفس والامتناع عن الانتقام، معربا عن قلقه وحزنه إزاء الأحداث التي تشهدها الولاية، وفق ما أوردته وكالة الأنباء السودانية “سونا”.

التعليقات مغلقة.