على هامش المهرجان الذي سينظم بجماعة “ءيزناگن” حول الألعاب القديمة والثرات الشعبي الأمازيغي “تاقورا” لعبة شعبية وثراتية أمازيغية

الباحث الحسن اعبا

 

من الألعاب الأمازيغية القديمة “تاقورا” أو “الهوكي الامازيغي” القديم، أجل وعلى هامش مهرجان “ءيزناگن” للألعاب القديمة كثرات شعبي امازيغي، والذي سيتم افتتاح فعالياته يوم الجمعة 29 يوليوز 2022 بجماعة “ازناگن” يسرني أن أشارك في هاته الندوة الفكرية والأذبية المنظمة تحت عنوان “لعبة تاقورا أو الهوكي الامازيغي، ثرات فني وثقافي، منطقة تازناخت وازناگن نموذجا”، فما هي لعبة تاقورا هذه.

نعم عندما نشرت هذا المقال لأول مرة في الجرائد الورقية آنداك، وخاصة في جريدة “اگراو امازيغ”، وفي جريدة “تامازيغت”، وأيضا في جريدة “تاويزا”، كان ذلك سنة 1997، قررت أيضا أن أنشر هذا المقال في ما بعد في الجرائد الاكترونية، وبعد النشر جاءت عدة ردود من شمال إفريقيا، وخاصة من لدن أمازيغ ليبيا، سيوة بمصر، من تونس، وأيضا من امازيغ الجزائر.

ومند ذلك الحين طلب مني الاستاذ الجامعي بالجزائر الأستاذ “غطاف” أن نصوغ أنا وإياه موضوعا واحد يتعلق بهذه اللعبة الامازيغية القديمة التي سبقت الهوكي والمنتشرة عند الأمازيغ في شمال إفريقيا، فقبلت الاقتراح، وصغنا الموضوع ونشرناه في أغلب الجرائد الاكترونية، وقبل أن ندخل إلى تفاصيل هذا الموضوع نتساءل أولا عن اللعب؟، وما الهذف من اللعب؟ وما هي غايته؟، فما هي هذه اللعبة؟ وكيف تلعب؟ ومتى تلعب؟ وفي أي زمان ومكان؟

إذا ما هو اللعب؟

اللعب هو استغلال الطاقة الحركية والذهنية في آنٍ واحد عبر نشاطٍ ما، قد يكون موجهاً أو غير موجه، يقوم به الأطفال عادةً لتحقيق المتعة والتسلية والتعلُّم بطريق غير مباشرة، ويستغله الكبار كي يسهم في تنمية سلوكهم وشخصياتهم بأبعادها العقلية والجسمية والوجدانية.

وبذلك فإن اللعب غريزة إنسانية تنشأ مع الإنسان منذ لحظات ولادته الأولى، وهو يكتسب من خلاله أنماطاً سلوكية تنعكس على المواقف التي تواجه الأطفال في مراحل مقبلة من العمر؛ كما أن اللعب قد يكون على شكل حركة أو عمل يمارس فردياً أو جماعياً، ويستغل طاقة الجسم الحركية والذهنية، ويمتاز بالسرعة والخفة، ولا يُتعِب صاحبَه، ولا يهدف إلا إلى الاستمتاع.

اللعب نوعان: موجه وغير موجه.

ـ اللعب الموجه: هو الذي يكون مزوداً بألعاب مميزة ضمن خطط وبرامج وأهداف يحددها الكبار وينفذها الأطفال.

ـ اللعب غير الموجَّه: وهو اللعب الذي يكون من نسج خيال الطفل وابتكاره، انطلاقاً من بيئته، كالألعاب التي تأتي تلقائية من ذات الطفل،

قد يكون موجهاً أو غير موجه ـ كما أسلفنا.
ـ يقوم به الأطفال من أجل تحقيق المتعة والتسلية، ويستغله الكبار عادةً ليُسهِمَ في تنمية سلوكهم.
ـ اللعب عبارة عن حياة.
ـ اللعب نشاط يمارسه الناس أفراداً وجماعات بقصد الاستمتاع.
ـ هو استغلال طاقة الجسم الحركية في جانب المتعة للفرد، ولا يتم اللعب دون طاقة ذهنية.
ـ اللعب لا يمكن التنبؤ بخط سيره وتقدمه ونتائجه.
ـ يخضع لقواعد وقوانين معينة أو اتفاقات أو أعراف تتخطى القواعد.
ـ اللعب إيهامي أو خيالي.
ـ يمتاز بالسرعة والخفة.
ـ اللعب نشاط حر لا إجبار عليه.
ـ اللعب مستقل، ويجري في حدود زمان ومكان معينين.
ـ لا يتعب صاحبه كالعمل لارتباطه بدوافع الفرد الداخلية، يمكن تصنيف اللعب إلى ثلاثة أصناف:

ـ لعب له صفة روح المنافسة أو التحدي الموجَّه نحو الخصم، سواءً أكانت الذات أم غيرها، في موقف معين يفترض تكافؤ الفرص عند الانطلاق.
ـ لعب يقوم على الصدفة أو الحظ.
ـ لعب التقليد الإيهامي أو التمثيلي.

وظائف اللعب وأهميته:


ـ اللعب وسيلة تفاعل الفرد مع بيئته.
ـ اللعب وسيلة لتطوير الفرد.
ـ اللعب وسيلة للتعلم.
ـ اللعب وسيلة لاكتساب أنماط السلوك المختلفة.
ـ اللعب وسيلة لتطوير أنماط السلوك المختلفة.
ـ اللعب يساعد على تفريد التعلم بالنسبة للأطفال.
ـ اللعب التمثيلي يوفر الفرصة للتعلم الاستكشافي.
ـ يوفر فرص التفاعل الاجتماعي، وبذلك يبعد الطفل عن التمركز حول ذاته وأنانيته.
ـ يوفر الدوافع الداخلية للتعلم.
ـ يساعد على التكيف والانتماء، وهو أساس النمو العقلي وتطوره.
ـ يقرِّب مفاهيم الحياة للطفل.
ـ اللعب يساعد في إحداث تفاعل بين الفرد وبيئته.
ـ اللعب يعتبر أداة فعالة لمواجهة مشكلة الفروق الفردية.
ـ اللعب أدة ترويض لتطوير جسم الطفل وإنمائه.
ـ اللعب نشط سارٌّ ومفرح، ويعتبر علاجاً لمواقف الإحباط لأن الطفل يعبرعن انفعالاته.
ـ اللعب يلبي ميول الأطفال الطبيعية ويوفر لهم فرص النمو المتكامل.
ـ اللعب يمثل أسلوب المجتمع في توفير الفرص لاكتشاف القدرات الكامنة ورعايتها.

تتخد هده اللعبة الأمازيغية القديمة عدة تسميات “تاقورا”، “تاقوراشت”، أو كما يطلق عليها أيضا “هاكورث” من طرف امازيغ الأوراس بالجزائر.

وكانت هذه اللعبة تلعب عند الامازيغ في شمال افريقيا بأكمله من “سيوة” بمصر وليبيا، وعند امازيغ تونس، وأيضا في الجزائر والمغرب؛ وهذه اللعبة حسب الباحثين سبقت ما يسمى ب”الهوكي”.

فما هي إذا هذه اللعبة؟ وكيف تلعب؟ ومن قال بأن “الهوكي” ليس لعبة أمازيغية؟.

يطلق على “الهوكي الأمازيغي” ب”تازناخت” الكبرى، “تاقورا” ويمكن تجزئة هذه الكلمة إلى قسمين:
“تاق”، بمعنى الضربة و “ؤرا” بمعنى العصى المعوج في المقدمة، و”تاقورا” هي لعبة قديمة جدا بتازناخت الكبرى، وقد انقرضت مع بداية التمانينيات من القرن الماضي.

نعم هي ليست كرة مصنوعة من الجلد بل هي قطعة صغيرة تصنع من الخشب فهي لعبة خطيرة وتضرب بالعصى المقوس في المقدمة ولكن السؤال الذي يجب أن يطرح هنا هو كيف تلعب ومتى تلعب هذه اللعبة الشعبية آنذاك؟.


عندما تكون النساء في القرى التابعة ل”تازناخت” الكبرى في أيام العطل الدينية كعيد المولد والأضحى وعيد الفطر.

والعطلة في المفهوم الشعبي الأمازيغي هي “تيكا”، حيث تنزل جميع النساء والذكور إلى ساحة نطلق عليها “اساراك” وتكون النساء في جانب، والذكور في جانب آخر من الشارع، تلعب، أما المرمى فهو الأبواب الرئيسية للساحة وهما بابان، الأول للنساء والثاني للرجال.

لكن وبالمقابل هي لعبة خطيرة ولايلعبها إلا الشجعان نظرا لكونها مصنوعة من الخشب فإنها خطيرة لكن الشخص إذا أصابته إصابة بليغة فإنه لايحق له أن يحتج، لأن المعتقد الشعبي المتفق عليه يفرض على المصاب ألا يحتج، هكذا يقول المثل الشعبي في هذه اللعبة، “تاقورا تكا لمقادير يانت نيت ءيران”، أي أن هذه اللعبة هي مصيبة ولعنة لمن يريد أن يدخل إلى ميدانها.

نعم تلعب اللعبة فإن انتصرت الإناث على الذكور، فما على الذكور إلا أن يقوموا بمأذبة خفيفة على شرف هؤلاء الإناث، وهذه المأذبة تكون بين العصر والمغرب، أو مانسميه نحن ب (الاس )، ولم يقتصر الأمر على هذا فحسب بل هناك قصيدة مشهورة ما زلنا نتذكرها تقولها النساء في تلك المناسبة وهي:

احباري وانات ءيشان
وانات ءيشان ءيش باباس
ءيش باباس ارد ايالا
ارد ايالا ايكلين
أما الرجال إذا انتصروا على الإناث فيرددون
اشكامد اتي حري ايد مي حمار

أجل هي لعبة شعبية قديمة وقديمة جدا، وها هي الآن على وشك الانقراض كانت تلعب بنواحي “تازناخت” الكبرى، ولقد أشار اليها “محمد ولكاش” الإذاعي المعروف كذلك في جريدة “أضواء الجنوب”، حيث قال بأن هذه اللعبة كانت تلعب بأكادير قبل الزلزال، وتسمى بسوس “تاقوراشت”.

– المراجع

– هي لعبة امازيغية قديمة كانت تلعب في شمال افريقيا وتلعب ايضا بتازناخت
– “Roleplay Simulation for Teaching and Learning”. مؤرشف من الأصل في 05 فبراير 2008.
– Crawford, Chris (2003). Chris Crawford on Game Design. New Riders. ISBN 0-88134-117-7.
– “Was Wittgenstein Wrong About Games?”. Nigel Warburton. 2007. مؤرشف من الأصل في 01 سبتمبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 28 يونيو 2013. روابط خارجية في |ناشر= (مساعدة)

التعليقات مغلقة.