“دليلة مزروعي” رائدة التضامن الإجتماعي المغربية نذرت حياتها لخدمة الفئات الفقيرة الهشة وهي الآن على “سرير الإنعاش”

“دليلة مزروعي”، البالغة من العمر 44 عاما، سيدة مغربية من مواليد مدينة وجدة، بشرق المغرب، واحدة ممن تغلبوا على هواجس وحواجز المرض، حيث حولت معاناتها إلى مصدر لمساعدت الآخرين ممن هم في حالة شبيه بوضعها، أو أشد مرضا وعوزا.

ولعل إصرار هذه المرأة ابنة المنطقة الشرقية من المغرب وانخراطها في مجموعة من المبادرات الهادفة، جعل منها نموذجا لامرأة فرضت وجودها، وأثبتت قدرتها على كسب رهان التحدي والنجاح في مجموعة من مجالات اشتغالها، خاصة قضايا الناس الفقراء والمرضى بحيث ساعدت الكثير من الأسر، حيث برزت قوتها وميولاتها.

أضحت “دليلة مزروعي”، خلال السنوات الأخيرة، نموذجا متميزا وصورة مشرقة لامرأة نذرت حياتها لخدمة ورعاية الفئات الاجتماعية الهشة ومساعدت المرضي والفقراء في المغرب وكذا بالخارج.

“دليلة مزروعي” التي وضعت نصب عينيها رعاية الفقراء والمرضى والأسر المعوزة من منزلها، وهي على”سرير الإنعاش” لم تبخل رغم المرض وأعطت الكثير للمحتاجين للمساعدة، من نساء وأطفال وشيوخ، قررت، بمساعدت نساء أخريات، حمل مشعل التكافل والتضامن الاجتماعي بوجدة، للمساهمة من موقعهن في تعزيز الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية البشرية والاقتصادية على الصعيد المحلي.

من خلال مساعدت الناس، حملت “دليلة مزروعي”، مشروعا نضاليا اجتماعيا وإنسانيا بكل نشاط وحيوية، هاجسهلأسمى مساعدت الفئات الاجتماعية الأكثر هشاشة في مدينة وجدة والمغرب ككل، عبر دعمها ماديا ومعنويا، وانتشالها من براثين الفقر والأمية والأخذ بيدها نحو تحقيق ذواتها وإدخال البسمة والأمل إلى العديد من الأسر المعوزة.

لم يمنعها إصابتها في حادث مروري مروع تعرضت له، أفقدها القدرة على الحركة، ولكنه لم يفقدها قوة العزم والإرادة والإصرار على تحدي الإعاقة وحمل مشعل إنساني رائد، لم تستسلم لكل تلك الهزات الصحية بتبعاتها السيكولوجية فحوالت تلك الذراما الإنسانية إلى بسمة في معانقة آلام الناس، عبر مساعدتهم وإدخال الفرحة في قلوبهم.

ابتداء من سنة 2017، قررت “دليلة” إنشاء مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك؛ وكان ذلك في شهر رمضان، وانطلقت بالتفاعل مع الناس، والتواصل مع الفقراء والمرضى ومحاولة مساعدتهم ، فكانت تلك البداية.

“وقد أكرمها الله “، كما تقول في تصريحات عديدة عبر التلفزة والجرائد الإكترونية، إن كل ما يعرض في المجموعة يتم التفاعل معه بشكل كبير، وفي ظرف وجيز يتم مساعدته، فما أن تضع طلب مساعدت لأعضاء بالمجموعة حتى تعود بعد دقائق وتكتب عبارتها الشهيرة “فرجت والحمد لله”.

ومجموعتها وحسابها الخاص على “الفيسبوك” يشكل إقبالا كبيرااااا ولديها متابعون كثر يعدون بالآلاف، من أطباء وممرضين وشخصيات وأشخاص من مختلف المهن، مستعدين للمساعدة والعطاء ومساعدة المرضى والمحتاجين.

وفي هذا الباب فقد ساعدت هاته المجموعة الكثير من الحالات بحيث كانت سببا في تغير أوضاعهم بشكل كبير، كل ذلك يتم ربط الاتصال مع “دليلة” وسرعان ما تتفاعل مع مشاكلهم فقط من منزلها وعلى “سرير الإنعاش” فقط، تربط اتصالها من خارج البيت مع مساعدها (بحي مراح)،  وهو خارج البيت، وأحيانا ما تغادر غرفتها من شهر إلى شهرين، لتدخل الفرحة في القلوب، وتعيد الابتسامة والأمل إلى وجوه المحتاجين والمحرومين.

أعمال إنسانية رائدة استحقت عليها عدة تكريمات، حيث تم تكريمها من قبل والي جهة الشرق، هذه هي قصة سفيرة السلام “دليلة مزروعي”، التي شرفت المغرب والمرأة المغربية من خلال حضور إنساني قوي، قصة معاناة مرضية فجرت قيمة إنسانية قوية وناذرة على الصعيد الكوني.

التعليقات مغلقة.