استراتيجية الصحة الواحدة في صلب الخيارات الاستراتيجية للمغرب لمعالجة المعضلات الكبرى التي عرت الاختلالات على المستوى الصحي

جريدة أصوات

اعتبر المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية أن تبني نهج “الصحة الواحدة” (One Health) بالمملكة المغربية، ضرورة ملحة اعتبارا للتغيرات الوبائية التي أصابت العالم بأسره والتي أعادت طرح هاته الخطوة من جديد وبحدة، ونقلتها إلى واجهة النقاش الصحي العمومي على الصعيد الكوني وخاصة في الدول العظمى.

وتقوم مبادرة “الصحة الواحدة”، وفق التعريفات الدولية، على نهج صحي يربط بين صحة الإنسان وصحة الحيوان، وارتباطهما بصحة النظم البيئية التي يتعايش فيها البشر والحيوانات.

نقاش عمومي أثير على المستوى العالمي، وبالأخص على صعيد القارة الأوروبية، والذي تفجر في خضم الأزمة الوبائية العالمية وما عرته من هشاشة المنظومة الصحية العالمية، إضافة إلى أثر التغير المناخي على مستوى إحداث الاختلال البيئي بانعكاساته الصحية وأثره على التنوع البيولوجي، وانطلاقا من هاته القناعة أكد المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، أنه “يجب إرساء أسس رؤية استشرافية لتبني وتنفيذ نهج الصحة الواحدة في المغرب”.

وأبرزت الوثيقة الصادرة عن المعهد باللغة الفرنسية أن “الانخراط في هذه المبادرة الدولية أصبح مسألة أساسية بعد شروع المغرب في إصلاح عميق لمنظومته الصحية، بناءً على توجيهات الملك محمد السادس في 2018″، مضيفا أن هذا التبني منبثق أيضا من “تأثير تغير المناخ على المحاصيل الزراعية وصناعة الأغذية، إلى جانب انتشار الأمراض الفيروسية، وعودة الأمراض الحيوانية المنشأ، ومقاومة الفيروسات للقاحات”.

وشدد المعهد على أهمية هاته الاستراتيجية الصحية وأن “المغرب بإمكانه الاستفادة من نهج الصحة الواحدة لتغيير إدارة النظام الصحي، من خلال تحديث واستكمال الأنظمة التشريعية والتنظيمية بالبلد، خاصة أنه يعد واحداً من البلدان الإفريقية القليلة التي تتوفر على استراتيجية وطنية لمقاومة مضادات الميكروبات”، مضيفة أنها ستؤدي إلى “سد الفجوة بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة، عبر إشراك الخبرات البحثية والتقنية في جميع القطاعات المعنية، وهو ما سيمكن من تطوير التفكير المنهجي والتخطيط الشامل”.

وأضاف المعهد أن اتباع هذا النهج “سيقوض التهديدات الصحية المعاصرة التي قد تواجه المغرب مستقبلاً، وهو ما يتطلب استثمار الذكاء الاستراتيجي الجماعي لتجميع الموارد المشتركة، وتحقيق مكاسب الاستدامة والمرونة” على مستوى القطاع الصحي المستدام.