“فاس العالمة” بمؤسساتها ورجالاتها عصية على “الطابور الخامس” لأعداء الوحدة المتربصين

حقيقة لأول مرة أجدني وأنا أقوم بقراءة تدوينة “صافية” أنهار من الضحك، قد يتساءل القارئ عن الأسباب، أقول لأسباب عديدة، لكن أجمل ما في الرواية والمستملحات التي فجرتها “الشروق نيوز 24” هي أنها بشرتنا بحلول ناجعة لكل مشكلاتنا في المغرب، جازاها الله خيرا، فتوى تستحق عليها كل صفعات الكون، تقول الحكمة الشروقية، أنه لتحاوز كل مشكلاتنا يجب أن نقضي على “الأستاذ “السي محمد الذهبي” وبذلك يرتاح اقتصادنا وتتحقق التنمية، ويرتاح المجتع، لأن البطالة ستزول، ويرتاح الوطن، ولأن الفساد سيباد، وهلم هرطقة من قبل أشباه الإعلام، Pseudo Media، والحقيقة كما قال المثل إذا أسندت الأمور لغير أهلها فانتظر الساعة، فحينما يتعرى الإعلام ويلبس ثوب خادم السلط الدافعة للدينار فرحمة الله على الإعلام والإعلاميين.

المشكلة كما بدأت من الخلاصة، بدأت من العنوان، وكما يقال “الرسالة تقرأ من عنوانها” والصحافة قوة عناوين، لكن الأمية التي تحتاج إلى توضيح لهاته “الشروق نيوز 24” أن العناوين لها شروطها وقواعدها التي “بهدلت” في سوق “عبدة الدينار”، إذ عددنا 23 كلمة في العنوان، أي أننا لم نعد أمام عنوان بل أمام مقدمة.

قد يبدو الأمر بسيطا لكن في الحقيقة إذا ما تلمسنا العنوان فسنجده يتضمن الرسائل المغلوطة والكاذبة التي أراد “الطابور الخامس” إيصالها، يوهمنا بحلول لجنة من الداخلية بعث بها الوزير “لفتيت” خصيصا ل”سي محمد الذهبي”؛ الله أكبر، الداخلية تحرك لجانا ليس من أجل افتحاص شامل لمالية مؤسسة عمومية بل من أجل شخص بسيط، ولو أن “الشروق” حاولت أن تضفي عليه هالة لا يعلم خلفياتها وغرضها في نفس يعقوب إلا ذاتها، لكن في سياق التحليل، يناقض مقدمته ويتحدث عن نية، وليس عن يقين، كما أوهمنا في العنوان، وهنا تكمن النذالة، أي تسويق خطاب غير مبرر ولا معلل من جهة الاتهامات المقدمة، وهو ما أوضحناه في مقالنا الأول في نفس الموضوع، كل إنشاء يراد به باطل، بل أن تلك الكذبة التي أطلقتها أرادت من خلالها أن توهم العقلاء أو المهووسين بالعنتريات، بأن هاته “الشروق نيوز 24″، هي صاحبة مأثرات عنثرة، وأنه بفضلها أصبح المغرب في بحبوحة من الهدوء والنماء والاستقرار والعدالة ….

حقا من خلال استعراض كل هاته الوقائع، وهي أولية في مضمار الرصد، إلا أنها كشفت عن ضعف كبير في المعطيات وغياب النسقية الفكرية أما القوالب الفنية فرحمة الله عليها، كما أن الأصول الأولية الأساسية للكتابة الصحافية هي الأخرى إلى دار البقاء مع “الشروق نيوز 24″، هذا دون أن نغفل الأهداف المتوخاة، لأنه مهما قيل، فالبناء الوحيد المفهوم، هو خدمة المستحيل للحصول على الأورو أو الدولار، أما الدينار فامره ميسور من أولي نعمتها، فيما الخلفية السيكولوجية مكشوفة لأنها تحمل في ثناياها غلا ووصولية ومحاولة للضغط بكل الاساليب على المستهدفين خدمة للهدفين معا.

قديما حكي عن “باندورا” كامرأة في غاية الجمال خلقها زيوس، إلا أنها كانت فضولية ومريبة بعض الشيء، أعطاها هيرمس (رسول زيوس) صندوقًا ذهبيًّا وحذرها من فتحه لأنه سيسبب حدوث أشياء غير محمودة. احتفظت باندورا بالصندوق لمدة دون فتحه ولكنها كانت دائمًا تتساءل عما يوجد في داخله، إلى أن دفعها فضولها في النهاية لفتحه، فخرجت كل الشرور البشرية الموجودة بداخله كالكراهية والجشع والألم والحزن وغيرها، ولم يبقَ فيه سوى الأمل الذي تمسك به البشر.

هي أسطورة ولكنها في حالة صاحبتنا “الشروق نيوز 24” هي عينها الحقيقة، ففي منظور البحث عن النفعية والمصلحية الضيقة أضحت تلك “الشروق” تؤلف الروايات والذراما التركية والمكسيكية، بل أنها جعلت نفسها فوق كل السلط، تقدم الأكاذيب مقولبة في خانة الأساطير، وتصدر أحكاما لم يبث فيها القضاء، ضاربة عرض الحائط بكل الشرائع الكونية، لأنها داست على مبدأ كوني الا وهو قرينة البراءة، تجرم أكثر حتى من الديكتاتوريات، حتى بدون محاكمة وتصدر الترهات لدرجة أرجعت شخصا عاديا أنه برحيله ستتحرر فلسطين، ما هاته السخافة وليست الصحافة؛ ولا يقف الأمر هنا، بل تتجاوزه لتقرز لنا سمفونية من الكذب “المعيق”، المفضوح، كانت “الشروق نيوز 24″، “تبارك الله عليها جالسة مع السيد والي جهة فاس مكناس، الأستاذ زنيبر، وسمعت الداخلية تعاتبه في هاتفه، ما هاته السفالة والوضاعة، ولم تحدثة الداخلية عن لجنة من أجل فرد، وعلى قولة مغنيتنا الشعبية الرقيقة، نجاة عتابو، “وهادي كذبا باينة”، بل وتستمر الذراما الشروقية، وهاته المرة لتخرج الوالي غاضبا ويتوجه إلى الكاتب العام وتصنع ميلودراما لذيذة في اعتقادها ولكنها في الحقيقة قنبلة تعمي من يضعوها.

هكذا تتعرى “الشروق نيوز 24″ من كل الكرامات التي كانت تحيط نفسها بها، لتصبح بعد أن اعتدت على حقوق أناس كثيرين بالكذب والبهثان، بقي لها الآن الكاتب العام لولاية جهة فاس مكناس، تعلم ما يدور بين السيد الوالي والمتصلين به، وتعلم أيضا كل ما يتعلق بالتعيينات، بل أنه ومن غباوتها ذكرتني بقصة ” الدكتور كنوك Docteur Cnock” الذي امرض القرية كلها، إلا هو والبراح، هو نفسه الحال هنا، السلطة كلها فاسدة، من منظوره، من عون السلطة إلى الكاتب العام للولاية ….” كل هؤلاء اعتمدتهم “الشروق نيوز” كأكباش فذاء لتحقيق أهدافها قبل أن تتحول السياط إلى عنقها فلا تجد مخرجا.

فما بني على غلط سيؤول حتما إلى الغلط مهما تشعبت طرقات الكذب والبهثان، ولا يحتاج مسؤولو مؤسساتنا لشهادة تقديرية ممن هو معروف بالنصب والاحتيال والابتزاز سلوكا، بل وبمعاذاة قضيتنا الوطنية الأولى في أكثر من مناسبة، ولا زلنا عند وعدنا بكشف المزيد، خاصة وأنه من سداجة تصريف الخطاب أن جعلت الوالي لا يستدعي الكاتب العام السيد “عبد الرحيم نجيم” إلى مكتبه بل يخرج اليه وبصوت جهوري، صورة لا يقبلها لا العقل ولا المنطق لما يعرفه الجميع عن الوالي الأستاذ “ازنيبر”، وعن الكاتب العام للولاية أيضا.

و أخيرا نقول لهؤلاء المعتوهين أكثروا من الرقص والتزمير، فلنا ثقة في ملكنا الهمام وفي مؤسساتنا ورجالاتها، فمزاميركم ستكسر الغشاء الطبلي لأذكم انتم فقط، ويبقى المغرب ورجالاته عصيون ممانعون كما الاطلس والريف.

التعليقات مغلقة.