صعود اليمين المتطرف بإيطاليا وآثار ذلك على علاقات إيطاليا مع المحيط الإقليمي والأوروبي

أثار صعود اليمين المتطرف في إيطاليا، بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة، وفوز “جورجيا ميلوني” رأس حربة حزب “فراتيلي ديتاليا” أو “إخوة إيطاليا”، عدة مخاوف داخلية وأوروبية وإقليمية.

صعود يتزامن مع الأزمة التي أرخت بظلالها على العالم ليس نتيجة “كورونا” فقط، بل نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية وأثرها على اقتصاديات العالم، وأزمة الغاز التي صفعت الاقتصاديات الأوروبية، لتظهر الجزائر كمخلص لمجموعة من الدول الأوروبية، ضمنها إيطاليا، التي حولت الغاز كورقة ضغط سياسية، علما أنها المورد الأساسي لإيطاليا بالغاز، ويتوقع مراقبون أن تكون هناك آثار لهذا التغير على علاقات إيطاليا والجزائر.

فالحكومة الإيطالية القادمة مطالبة بالإجابة على مجموعة من الأسئلة التي يطرحها المواطن والتي أتت باليمين المتطرف لدفة السلطة كانتقام شعبي من الأحزاب الكلاسيكية، ومطالبة أيضا بطمأنة مخاوف الشركاء والأسواق. 

علما أن “ماريو دراغي” كان قد وقع مع الرئيس الجزائري، “عبد المجيد تبون” في 18 يوليو/تموز 2022 على 15 مذكرة تفاهم واتفاقا شملت مجالات القضاء والمؤسسات الصغيرة والشركات الناشئة والتعاون في مجالات الصناعة والطاقة والتنمية المستدامة، وأيضا الزياة في إمدادات الغاز الجزائري إلى روما.

العديد من المراقبين نظروا بقلق لصعود اليمين المتطرف وأثر ذلك على الاتفاقيات المبرمة، خاصة وأن هناك نقاطا خلافية ستطفو على السطح وستؤثر سلبا على هاته العلاقات بين البلدين، والمثال الإسباني واضح في هذا الباب بالنسبة للجزائر، فضلا عن ملف المهاجرين الذي سيسجل إحدى النقاط الخلافية بين البلدين، على الرغم من محاولة البعض التقليل من هاته التوثرات عبر تصور حاجة اليمين المتطرف لتحالفات قد تلجم ذاك الجنوح المفتوح على كافة الاحتمالات لليمين المتطرف بإيطاليا.

نفس المخاوف يحملها الاتحاد الأوروبي من أن تنحو إيطاليا حدو أنجلترا في الانفصام عن قطار الوحدة الأوروبية مما يعني خروج ثالث قوة ضمن الاتحاد بآثار كل ذلك على مستوى استقرار الاتحاد الأوروبي وتجاوز الصدمات التي قد يلحقها هذا التوجه. 

التعليقات مغلقة.